1243912
1243912
العرب والعالم

قبيل انطلاق جولة أخيرة من المفاوضات ميركل تؤكد استعدادها للقيام «بتنازلات مؤلمة» لتشكيل حكومة

06 فبراير 2018
06 فبراير 2018

برلين - (أ ف ب): أعلنت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل انها على استعداد للقيام «بتنازلات مؤلمة»، وذلك قبيل انطلاق جولة أخيرة من المفاوضات لتشكيل ائتلاف حكومي لولايتها الرابعة وإنهاء أزمة سياسية مستمرة منذ أشهر في أكبر اقتصادات أوروبا.

وفيما التقى مفاوضون من الحزب المسيحي الديموقراطي بزعامة ميركل وحليفها البافاري الاتحاد المسيحي من جهة، والحزب الاشتراكي الديمقراطي من وسط اليسار من جهة اخرى سعيا للتوصل الى اتفاق حول «ائتلاف كبير» جديد، قالت ميركل ان الوقت حان لإنهاء حالة عدم اليقين السياسي.

وصرحت المستشارة الالمانية «نعيش في أوقات مضطربة» مشيرة الى الخسائر في اسواق البورصة العالمية في الأيام الاخيرة.

وأضافت «نحتاج الى حكومة يمكن الاعتماد عليها بما يضمن مصالح الشعب».

وقالت إن على جميع الإطراف «القيام بتنازلات مؤلمة» للتوصل الى اتفاق.

وأكدت «أنا جاهزة لذلك إذا استطعنا ضمان ان تكون الفوائد أكثر من المساوئ في نهاية الامر».

ووسط الأزمة التي طال أمدها - كان يفترض أن تنتهي المفاوضات في عطلة الاسبوع الماضي - أبدت الأطراف تفاؤلا بشأن المهلة التي حددها الفرقاء وانتهت أمس.

وقال زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي مارتن شولتز إن «هناك سببا جيدا يحمل على الاعتقاد أننا سنصل النهاية ».

وأضاف «أعتقد ان اليوم سيكون يوما حاسما بشأن ما اذا كانت الأحزاب الثلاثة - المسيحي الديمقراطي والاتحاد المسيحي البافاري والاشتراكي الديمقراطي - ستتوصل إلى اتفاق ائتلاف مشترك حول الأسس التي يمكن بناء حكومة مستقرة لألمانيا عليها».

وقالت مصادر حزبية: إن النقاط الشائكة الرئيسية تتعلق بخلافات حول الرعاية الصحية وسياسة التوظيف والإنفاق الحكومي.

وتتولى ميركل منصب المستشارة منذ أكثر من 12 عاما، وتعلق آمالها على تكرار ائتلاف حكومي مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي بعد انتخابات غير حاسمة في سبتمبر الماضي لم تحصل فيها على الغالبية.

لكن المعلقين وصفوا ذلك «بائتلاف الخاسرين» وذلك بعد ان سجل الحزبان أسوأ نتائج لهما في الانتخابات في عقود فيما فاز حزب «البديل من اجل المانيا» اليميني القومي بنحو 13 بالمائة من الأصوات.

الكلمة الفصل للاشتراكي الديمقراطي

وسعت ميركل أولا لتشكيل ائتلاف مع الخضر والليبراليين لكن تلك المساعي فشلت في نوفمبر.

وفي مواجهة احتمال الدعوة لانتخابات مبكرة يمكن ان تعزز حزب البديل من اجل ألمانيا أو احتمال التوجه نحو حكومة اقلية غير مستقرة، اختارت ميركل التقرب من الاشتراكي الديمقراطي مجددا - شريكها الحكومي الأصغر في اثنتين من ولاياتها الثلاث منذ 2005.

وحتى اذا انتهى الطرفان الى توقيع اتفاق ائتلاف يحدد سياسات الحكومة المقبلة، إلا أن ذلك لا يضمن حكومة تقودها ميركل.

ووعد شولتز بطرح أي اتفاق حول ائتلاف حكومي في استفتاء بين اعضاء الحزب البالغ عددهم 440 ألفا.

ويتوقع المراقبون ان تكون نتيجة التصويت متقاربة وسط معارضة شرسة من جناحي اليسار والشباب للحزب.

ويتوقع صدور نتيجة الاستفتاء لدى الاشتراكي الديمقراطي مطلع مارس.

واذا سارت الامور على ما يرام بالنسبة لميركل يمكن التوصل لحكومة جديدة بنهاية الشهر المقبل.

عراقيل كبيرة

لكن مساعي ميركل التي غالبا ما وصفت بأقوى نساء اوروبا لتشكيل حكومة، أضرت بمكانتها السياسية في الداخل والخارج.

فشركاء ألمانيا الأوروبيون بشكل خاص، متحمسون لإنهاء الأزمة في برلين والتي تعطل اتخاذ القرارات في وقت يسعى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالدفع نحو إصلاحات كبيرة للاتحاد الأوروبي.

ورغم انفتاح ميركل والحزب الاشتراكي الديمقراطي على الخطط الفرنسية لاندماج اعمق في منطقة اليورو، إلا أن الاشتراكيين الديمقراطيين اكثر حماسة حيال بعض من مقترحات ماكرون الطموحة مثل ميزانية مشتركة لمنطقة اليورو ووزير للمالية.

وقال شولتز أمس الأول ان شركاء الائتلاف المرتقبين أنهوا بنجاح الفصل الأوروبي للمحادثات.

وفيما لا تزال التفاصيل غير واضحة، قال رئيس البرلمان الاوروبي السابق انه تم الاتفاق على زيادة الاستثمار في منطقة اليورو ودعم ميزانية استثمار لمنطقة اليورو وإنهاء «إملاءات التقشف».

لكنهما لا يزالان على خلاف بشأن مطالب الحزب الاشتراكي الديمقراطي منع عقود العمل ذات المهل المحددة وإصلاح نظام الرعاية الصحية غير المتوازن.

وقالت مصادر حزب لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أن الطرفين على خلاف ايضا بشأن تعزيز نفقات الدفاع.

وفيما يريد المحافظون زيادة تلك النفقات لتقترب من أهداف حلف شمال الأطلسي كما يطالب الرئيس دونالد ترامب، يبدي الحزب الاشتراكي الديمقراطي تشككا.

وقالت ميركل أمس إن «الثقة الدولية» بألمانيا معرضة للخطر في المفاوضات.

وأظهر استطلاع جديد أجرته صحيفة بيلد أن الخلافات المستمرة أضرت بكل من الحزبين الكبيرين.

فقد تراجع التأييد للحزب المسيحي الديمقراطي وحليفه البافاري من 33 الى 30,5 بالمائة فيما تراجع الاشتراكي الديمقراطي الذي سجل اكبر انتكاسة له في سبتمبر من 20 بالمائة الى 17 بالمائة - اي دون غالبية مشتركة.

ومن جهته بلغت نسبة التأييد لحزب البديل لألمانيا مستوى قياسيا عند 15 بالمائة.