العرب والعالم

أبو الغيط يقترح منهجاً شاملاً للتعامل مع الأزمات العربية

06 فبراير 2018
06 فبراير 2018

محذرا من التعامل مع الأمن القومي العربي بمنطق التجزئة -

القاهرة-عمان -نظيمة سعد الدين -

دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد أبو الغيط إلى إيجاد آلية تسمح بمناقشة صريحة بين الدول العربية لوضع أجندة متفق عليها لأولويات الأمن القومي العربي، مؤكداً أن جامعة الدول العربية بواقع التاريخ والقُدرات ما زالت تُمثل الإطار الأمثل لإجراء مثل هذا النقاش.

وحذر أبو الغيط في الوقت ذاته من التعامل مع الأمن القومي العربي بمنطق التجزئة إلى ملفات، مشددا على ضرورة حشد القوة العربية الإجمالية في مواجهة التهديدات الراهنة.

واقترح أبو الغيط في مقاله بجريدة الشرق الأوسط، بعنوان «عشر ملاحظات على هامش الأزمات العربية»، والذي تضمن تشخيصاً لحال الأزمات العربية، اقترح التعامل مع هذه الأزمات بمنهج شامل باعتبار أن الأمن القومي العربي ملفٌ واحد، متكاملٌ ومترابط، ينطوي على عددٍ من القضايا التي يتعين التعامل معها بمنطق الربط وليس التجزئة.

وأشار أبو الغيط إلى أن «التهديد الذي تتعرض له الرياض من قِبل الصواريخ الحوثية المصنعة إيرانياً هو في واقع الأمر تهديدٌ لكل العواصم العربية، من مسقط إلى الرباط، مروراً بالقاهرة، ويتعين تعبئة عناصر القوة العربية الإجمالية في مواجهته لكي تصل للخصوم رسالة واضحة أنهم لا يواجهون دولة أو دولتين، وإنما كتلة بشرية واقتصادية وعسكرية هائلة لها وزنها وقدرها».

وأكد أبو الغيط أن غالبية الأزمات العربية نتاج مباشر لظاهرة «الفراغ الاستراتيجي» التي نشأت عن أحداث 2011 وما تلاها من إضعاف وإسقاط حكومات وكيانات سياسية ومنظمات أمنية كانت تتحكم في أعداد هائلة من السكان وتُسيطر على مساحات من الأراضي، مُضيفاً أن العرب لم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام واقع الفوضى والتشرذم، إذ تكونت جبهة عربية لمواجهة أخطر التحديات.

وأضاف أن الدول العربية أدركت أن الخطر ليس موجهاً لمصالح هذه الدولة أو تلك، وإنما لمفهوم الدولة الوطنية الحديثة ذاته كمحلٍ للولاءِ ومناطٍ للانتماء.

ولفت الأمين العام لجامعة الدول العربية في مقاله إلى أنه لا توجد إلى اليوم «استراتيجية موحدة» للتعامل مع التهديدات أو أجندة واحدة، تشترك فيها الدول العربية جميعاً وتُجمع عليها، لمواجهة المخاطر.

وأضاف أنه «كان من نتيجة هذا الوضع المؤسف غياب أي نقاش جماعي للقضايا الاستراتيجية العربية في سياقها الشامل.

وثمة جملة من المخاطر تواجهها كل دولة، أو مجموعة من الدول، فَرادى.ويجري التعامل مع هذه المخاطر «حالة بحالة»، وفي الغالب عبر رد الفعل وليس المبادأة». وحذر أبو الغيط من التعامل مع الأمن القومي العربي بمنطق التجزئة إلى ملفات، فهناك ملف لمكافحة الإرهاب، وآخر لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي، وثالث للخرق الإيراني، ورابع للأطماع التركية، وخامس لأزمات اللاجئين وإعادة الإعمار وهكذا.

وأشار إلى أن «هذا النهج لا يسمح بحشد القوة العربية الإجمالية في التعامل الفعّال مع أي من هذه الملفات الضاغطة، بل يترك كل دولة عربية -أو مجموعة من الدول- لمواجهة ما تراه تهديداً مباشراً لها ولأمنها ووجودها ومصالحها» مُضيفاً أن الأمن القومي العربي ملفٌ واحد متكامل ومترابط يتضمن عدداً من القضايا التي يتعين التعامل معها بمنطق الربط وليس التجزئة.

وأشار الأمين العام لجامعة الدول العربية في مقاله الذي وزعته جامعة الدول العربية امس الى أن المشهد العربي ليس كله خراباً وإحباطاً وأن هناك ما يُشير إلى توفر الإرادة لدى القيادات والشعوب للخروج من المأزق الحضاري الذي نعيشه، وهناك جهود جبارة تُبذل من أجل تغيير الواقع الاجتماعي والاقتصادي بصورة جذرية، مؤكداً أن العروبة -في صيغتها الحديثة المُنفتحة التي تقبل بالتعددية من دون استعلاءٍ أو إقصاء- لا زالت تُعد الفكرة الوحيدة التي يُمكن أن تجمع شمل كل المُدافعين عن الدولة الوطنية في مواجهة جماعات الإرهاب، ومروجي الخراب، وأنصار الطائفية وأصحاب الدعاوى الانفصالية، مُضيفاً أن ما تتعرض له القضية الفلسطينية من محاولات مكشوفة لتصفيتها لابد أن يدُقَ جرس إنذارٍ للجميع، وأن يستنفر فينا كل طاقتنا على العمل الجماعي المُتضافر.