1242795
1242795
العرب والعالم

بابا الفاتيكان يستقبل أردوغان في أول زيارة لرئيس تركي منذ 59 عاما

05 فبراير 2018
05 فبراير 2018

هولندا تسحب سفيرها لدى أنقرة «بعد فشل» تحسين العلاقات  -

لاهاي - الفاتيكان - (أ ف ب) - استقبل البابا فرنسيس أمس رجب طيب اردوغان الذي يقوم باول زيارة لرئيس تركي الى الفاتيكان منذ 59 عاما، وذلك في أوج هجوم عسكري تشنه انقرة ضد المقاتلين الاكراد في شمال سوريا.

ومنع وصول المتظاهرين الى منطقة واسعة في وسط روما طوال 24 ساعة، منذ وصول الرئيس التركي مساء أمس الأول وحتى مغادرته مساء أمس.

وقد تم نشر زهاء 3500 شرطي.

غير انه من المتوقع ان ينفذ مائتا شخص اعتصاما احتجاجيا صباح أمس في مكان غير بعيد عن الفاتيكان، في حدائق قلعة سانت انجيلو، وذلك بمبادرة من منظمة ايطالية مؤيدة للأكراد.

وقالت هذه المنظمة «في عفرين، تجري جريمة جديدة ضد الإنسانية».

والبابا الأرجنتيني الذي يدين باستمرار الحرب وأسلحة الدمار، لن يفوت خلال لقائه مع اردوغان فرصة التطرق الى العملية العسكرية التي تشنها تركيا منذ 20 يناير في شمال سوريا.

ووصلت السيارة الرئاسية التي تقل اردوغان الى ساحة القديس بطرس التي احاط بها الشرطيون وخلت من المارة مع تأخير بضع دقائق عن الموعد المرتقب.

وتقول تركيا ان هدف عمليتها هو طرد وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها «منظمة إرهابية» عن حدودها، لكن هذه الوحدات متحالفة مع واشنطن في حملتها ضد تنظيم داعش في سوريا.

وسيعمد اردوغان بدون شك الى شكر البابا على اعتراضه على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وقال الرئيس التركي في مقابلة نشرتها صحيفة «لا ستامبا» الايطالية «نحن الاثنان نؤيد الدفاع عن الوضع القائمة ولدينا الرغبة بحماية ذلك».

ويدافع اردوغان مثل البابا عن حل الدولتين في النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني.

وكان البابا الارجنتيني المدافع عن الحوار بين الاديان قام برحلة الى تركيا في نوفمبر 2014 لكن في اجواء اتسمت بالفتور.

واستفاد اردوغان من فرصة الزيارة للتنديد «بمعاداة الإسلام» والتطرق الى مسؤولية الغرب في تصاعد الاصولية الإسلامية.

وكشف انذاك للبابا فرنسيس الذي يعيش ببساطة وتواضع في شقة مساحتها 50 مترا مربعا، عن قصره الرئاسي الفخم المؤلف من ألف غرفة والممتد على مساحة 200 الف متر مربع اي اقل بقليل من نصف مساحة الفاتيكان.

تجنب الصحافة

في يونيو 2016، وخلال زيارة الى ارمينيا استخدم البابا كلمة «ابادة» للإشارة الى المجازر بحق الارمن خلال حكم السلطنة العثمانية، مثيرا غضب انقرة التي نددت انذاك «بعقلية صليبية».واجتمع الرئيس التركي ايضا أمس مع الرئيس الايطالي سيرجيو ماتاريلا ورئيس الوزراء باولو جنتيلوني وبحث معهما مسائل الهجرة غير الشرعية وصناعة الدفاع وعملية الانضمام الى الاتحاد الأوروبي. وأمس الأول استبعد أردوغان في المقابلة مع لاستامبا اي خيار اخر «غير انضمام» تركيا الى الاتحاد الأوروبي رافضا الاقتراح الفرنسي بعقد مجرد «شراكة» بين الطرفين. وقال «نرغب في انضمام كامل الى اوروبا. اي خيارات اخرى لن ترضينا» مذكرا بالدور الأساسي الذي لعبته تركيا في مسألة تدفق المهاجرين الوافدين من الشرق الأوسط الى أوروبا.

ولم يستبعد اردوغان عملا مشتركا ايطاليا-تركيا في ليبيا وهو ما يجري بحثه حاليا ضمن مجموعة عمل.

ولم يتم الإعلان عن أي لقاء مع الصحافة أمس.

وكان اردوغان واجه انتقادات شديدة في مطلع يناير في باريس لأنه هاجم صحفيا فرنسيا كان يسأله عن معلومات حول قيام انقرة بتسليم أسلحة الى تنظيم داعش في عام 2014.

وتحتل تركيا المكانة الـ155 من اصل 180 في ترتيب الصحافة الذي تعده منظمة مراسلون بلا حدود.

وكانت زيارة اردوغان الى باريس الأكثر أهمية التي يقوم بها الى دولة من الاتحاد الأوروبي منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016 وحملة القمع التي تلت ذلك.

فقد أقيل 140 ألف شخص او علقت مهامهم فيما اوقف اكثر من 55 الف شخص بينهم جامعيون وصحافيون وناشطون موالون للأكراد بتهمة الدعاية «الإرهابية» او التواطوء مع شبكة الداعية الاسلامي فتح الله غولن.

وكانت باريس وانقرة، العضوان في حلف شمال الأطلسي، وقعتا في يناير عقد دراسات في مجال الدفاع الجوي ومضادات الصواريخ يشمل الكونسورسيومالفرنسي-الايطالي يوروسام.

تدهور العلاقات

دبلوماسيا أعلنت هولندا أمس سحب سفيرها رسميا من تركيا ورفضها السماح لأنقرة بإرسال سفير الى البلاد بسبب صعوبة تحسين العلاقات بين البلدين التي وصلت الى أدنى مستوياتها.

وتدهورت العلاقات بين تركيا وهولندا السنة الماضية حين منع مسؤولون هولنديون وزيرة تركية من المشاركة في تجمع في روتردام عشية استفتاء حول الإصلاحات الدستورية في تركيا.

وقال وزير الخارجية الهولندي هالبي زيلسترا في بيان انه رغم المحادثات الاخيرة بين البلدين «لم نتفق على كيفية تطبيع العلاقات».

وأضاف ان الحكومة الهولندية قررت «رسميا سحب سفير هولندا من انقرة الذي لم يزر تركيا منذ مارس 2017».

وتابع «طالما ان هولندا ليس لديها سفير في تركيا، فانها لن تمنح اذنا لتسلم سفير تركي جديد مهامه في هولندا».

ووصلت العلاقات الهولندية-التركية الى ادنى مستوياتها بعدما طردت هولندا وزيرة شؤون الأسرة التركية فاطمة بتول صيان قايا في مارس الماضي، اثر تحديها حظرا حكوميا هولنديا على حضور تجمع لدعم الاصلاحات الدستورية التي طرحت في استفتاء في تركيا في ابريل وسع صلاحيات الرئيس رجب طيب اردوغان.

واندلعت تظاهرات في روتردام اثناء مواكبتها خارج البلاد بدون ان تتمكن من القاء كلمة خلال التجمع.

ثم عمدت شرطة مكافحة الشغب الى تفريق تظاهرة عبر فيها المشاركون عن غضبهم، مستخدمة خراطيم المياه.

واثارت هذه الخطوة غضب المسؤولين الاتراك الذين طلبوا اعتذارا من رئيس الوزراء مارك روتي ومنعوا السفير الهولندي الذي كان خارج البلاد انذاك، من العودة الى تركيا.