1242513
1242513
المنوعات

نادي قريات يقدم عرض «فكتور» في مسابقة إبداعات شبابية للمسرح

05 فبراير 2018
05 فبراير 2018

كتبت - خلود الفزارية -

عرضت أمس الأول مسرحية نادي قريات بعنوان «فكتور» ضمن مسابقة الأندية للإبداعات الشبابية لمحافظة مسقط، في مرحلتها الثانية، في مسرح معهد العلوم الصحية بالوطية، بحضور كبير وتفاعل واسع.

ويقول محمد السيابي من فرقة مسرح اتحاد الحيل ممثل نادي قريات وهو بطل العرض «فكتور»: تعودنا على المشاركة في هذه المسابقة، كما أحببنا أن يكون لنا حضور في مسابقة هذا العام، وقدمنا عرض «فكتور»، الذي يتناول شخصية معقدة لديها عقدة نفسية وفصام الشخصية، وهو يبحث عن شيء مميز في الحياة ويريد زوجة له (تفصيل) متطابقة مع تفكيره، ولن يدرك ذلك في الواقع، فمن المستحيل أن يجد أي كان، زوجة من غير أخطاء، ومن المحال ألا يخطئ الإنسان، ولأتفه الأسباب يختلف مع زوجته ويهجرها لفترة طويلة ليعيش في مختبر، ولأنه يحب أن يخترع، قام بعمل مسخ متطابق مع تفكيره وفي النهاية تنجح تجربته ويعيش مع المسخ، إلا أن المسخ تكتشف حقيقة فكتور فتحاول أن تقلب الموضوع لأنه لم يعطها أبسط حقوقها كالاسم والمرآة والمكان الذي تعيش فيه، فأرادت أن تنتقم، واشترطت عليه أن يحول نفسه إلى مسخ ليكونا متطابقين، لو أراد أن يعيش معها، فوافق على طلبها، لأنه أصبح يحبها ولا يستغني عنها ليكون مسخا، ولكنها جعلت برمجة هذا المسخ بحسب ما تريد وانتقاما له.

والقصة مستوحاة، من رواية «فرانكشتاين في بغداد»، وقصتها تدور حول قوة خير وقوة شر، فيحاول البطل قدر الإمكان ألا يكون هناك شر، ويقوم بصنع مسخ ليكون قوة للخير، وبعد أن ينتهي الشر سيقوم بصنع الجرائم ليعوض هذا المسخ الذي صنعه.

نشاط مسرحي

ويقول الفنان الدكتور عبدالله شنون: مخرج وناقد مسرحي: في البداية لابد من الإشادة بالجهود التي تبذلها وزارة الشؤون الرياضية من أجل الارتقاء بقدرات الشباب وإمكاناته من خلال توفير البيئة الملائمة لممارسة هواياتهم المختلفة.

وتعتبر مسابقة المسرح ضمن مسابقات إبداعات شبابية من المسابقات المهمة التي تساهم في إحياء النشاط المسرحي على مستوى الأندية لكونها البداية الأولى للبنة المسرح في الفترة الأولى من تاريخه في السلطنة.

فالمسابقة تحظى بتفاعل كبير من قبل الأندية المشاركة والجمهور والمهتمين بالمسرح وأيضا نجوم الفن العماني. وهو ما يؤكد الدور الثقافي الذي يمثله المسرح وقدرته على استقطاب عدد كبير من الموهوبين في مجالاته المختلفة. هذا إلى جانب إيجاد بيئة فاعلة من المعرفة والثقافة، مضيفا أن الفن المسرحي امتداد للعطاء الثقافي وما هذه المسابقة إلا عطاء يتجدد سنويا لاستثمار طاقات شبابية مبدعة تواصل مسيرتها للأمام، وفي الختام كل الشكر لرئيس اللجنة المنظمة خليفة العيسائي مدير عام الأنشطة الرياضية بوزارة الشؤون الرياضية ولكل الجهود التي تبذلها اللجنة المنظمة لهذه المسابقة، التي أوجدت لدينا طاقات وإبداعات شبابية تستحق كل الاعتناء.

أين المسارح!!

ويقول الفنان سعود الدرمكي: المسرحية كانت رائعة بكل المقاييس، وأعجبت بها وبأداء الممثلين الذي كان رائعا والسينوغرافيا الجميلة، كما أعجبتني شخصية الدكتور من حيث أدائه الجميل، وإلقائه المتزن، حيث كان يلون في أدائه وفي الجمل التي يعبر بها، كما أعجبتني الخلفية الموسيقية في العرض، وعازفي العود والجيتار مع أصواتهم الجميلة، وفي رأيي قد وفّق المخرج في إخراج هذه المسرحية بهذه الطريقة الرائعة.

مضيفا: أتمنى أن نرى المزيد من الإبداع، فالعناصر تكمل بعضها البعض، وفي هذا العرض كانت مساحة الدكتور أكبر لذلك برز دوره وأداؤه بشكل لافت، كما كان الممثل المشارك في العرض خفيف الظل وأمتعنا بطابعه الكوميدي، فالممثل ينبغي ألا يتصنع التمثيل، وأن يكون أداؤه تلقائيا كما شاهدنا اليوم، متمنيا لهذه المسابقة سنوية ألا تتوقف، ونحن كفنانين نعتب على الكليات والمسرحيات، حيث لم يحتضنوا مثل هذه المسابقة، فالمواهب بحاجة إلى مسرح لتؤدي عروضها والكلام موجه إلى جميع المؤسسات التي تضم مسارح مهيئة فإلى متى نبقى من غير دعم؟!، أين هو فندق قصر البستان، ودار الأوبرا السلطانية في احتضان المواهب الشابة والفعاليات المسرحية وغيرهم جميعا، أوجه لهم سؤالا واحدا هو: تلك المسارح لمن؟؟ أليست ليستخدمها الفنانون؟

مواهب متجددة

من جانبه يقول الفنان صالح زعل: المسابقة مهمة وضرورية لأنها تقدم مخرجات من المواهب الجيدة، ونحن نتابع دورها طيلة الفترة السابقة، حيث أخرجت مواهب كثيرة أصبح لديهم نضوج جيد في المسرح، كما أننا بحاجة إلى مثل هذه الفعاليات المسرحية، لأهميتها إلى جانب مهرجان المسرح العماني، حيث تظهر لنا من خلالها طاقات ومواهب سيكون لها شأن في المستقبل.

مضيفا: بالنسبة إلى العرض فقد انبهرت وأعجبت به جدا وأعتقد أن هناك أعمالا أخرى بنفس المستوى، وقد أعجبني أداء الممثلين كلهم دون استثناء، والموسيقى الجميلة الناعمة المصاحبة للأحداث كانت لمسة جميلة على المسرحية، والموضوع أيضا كان رائعا، وأعتقد أن هذا العمل سيكون من الأعمال المتقدمة في المسابقة.

فرصة للمشاركة

سلمى الجابرية تشير إلى أنه تم تقديم عرض اليوم وهو مسرحية «فكتور» ضمن المسابقات الشبابية، وأنا من المهتمين بالعروض الشبابية، حيث أدى الشباب عرضا رائعا من خلال اللغة والتحكم في الحركات والمكياج والإضاءة التي كانت جميعها تخدم العرض ومتناسقة تماما، وكوني من المهتمين بالعروض الشبابية ومهارات الشباب، فإني أشجع مثل هذه المواهب أن تتقدم وتشارك، فالكثير من العروض برزت منها مواهب التحقت بعد ذلك بتلفزيون سلطنة عمان أو غيره من القنوات الفضائية، وهي مواهب تم اكتشافها من خلال هذه العروض، ومما يسهل الأمر كون المسابقة تنتقل من منطقة إلى أخرى.

إبداعات حقيقية

إدريس النبهاني نائب رئيس فرقة مسرح الدن للثقافة والفن، يقول بأن تجربة المسابقة المسرحية في إبداعات شبابية هي إضافة إيجابية على مستوى الحراك المسرحي في السلطنة، وهي رافد معزز لمسرح الشباب والمسرح الجامعي ومسرح الفرق الأهلية بحكم المشتغلين وهم أرواح شبابية تواقة إلى فعل مسرحي جميل. مضيفا: نجد هناك طاقات إبداعية في مختلف المجالات سواء أكانت الكتابة أم الإخراج أم التمثيل وباقي مكونات العرض المسرحي، لذلك تعتبر جزءا مكملا للحراك المسرحي وجزءا ضروريا للسنوات المقبلة لاستمرارية مثل هذا الأنشطة والمسابقات بشكلها الحالي والرؤية التطويرية لها خلال قادم السنوات أصبحت ضرورة ملحة لإيجاد فعل مسرحي متطور في الحركة المسرحية العمانية. وما يمثله لنا عرض اليوم يفتح لنا آفاقا إيجابية نحو أرواح مسرحية مبدعة من الشباب المبدعين في تجاربهم المسرحية الأولية، والمهم ليس الوقوف على الخشبة اليوم، وإنما استمرارية هذا الوقوف والفعل التطويري لهذا العطاء المسرحي، من هؤلاء الشباب المشتغلين على العروض المسرحية. الجدير بالذكر أن المنافسات تستمر في مسابقة المسرح لأندية مسقط حتى مساء اليوم، بمعهد العلوم الصحية بالوطية؛ حيث تختتم العروض المسرحية بمسرحية نادي السيب «حارسة».