صحافة

المدارس الدينية لتسميم ومذهبة أفكار التلاميذ

05 فبراير 2018
05 فبراير 2018

تحت عنوان «المتطرفون الدينيون يستخدمون المدارس لعزل وفصل ‹الأطفال وغسل أدمغتهم» نشرت صحيفة «ديلي تلجراف» تقريرا أشارت فيه إلى تحذير أطلقته أماندا سبيلمان، رئيسة مكتب معايير التعليم وخدمات ومهارات الطفولة في بريطانيا، من أفراد يستخدمون المدارس الدينية لتضييق آفاق الأطفال الصغار، ومذهبة عقولهم تحت ستار العقيدة الدينية، مشيرة إلى أن مفتشي وزارة التعليم يكتشفون بصورة متزايدة أشخاصاً يريدون أن يحرّفوا رسالة التعليم في البلاد.

ونقلت الصحيفة عن سبيلمان قولها إن «على المدارس ألا تفترض أن الأصوات الأشد تزمتاً لجماعة مذهبية معينة تمثل سائر أفراد الجماعة، ويجب ألا تخشى من مواجهة أي ممارسات تشعر انها يمكن أن تؤثر سلبًا على الأطفال الصغار». وأعربت سبيلمان عن دعمها لمديرة مدرسة أُجبرت على الاستقالة بعد قرارها منع التلميذات في مدرستها من ارتداء الحجاب داخل حجرات الدراسة، قائلة إن من حق مديري المدارس أن يحددوا قواعد الملبس «كما يرتأونه مناسباً».

وفي تقرير آخر كتبه ريتشارد آدامز لصحيفة «الجارديان» بعنوان «مسؤول كبير في (أوفستد) يدعم مديرة مدرسة في حظرها الحجاب على التلميذات أقل من ثماني سنوات»، اشار فيه الى الكلمة التي ألقتها أماندا سبيلمان في مؤتمر كنيسة إنجلترا حول التعليم في لندن، والتي دعمت فيها حظر الحجاب على التلميذات الصغيرات. ونقلت الصحيفة عن أماندا سبيلمان قولها «ان قادة المدارس لا ينبغي عليهم عدم الخوف من اتهامهم بالتسبب في خلق العراقيل عند وضعهم للسياسات المدرسية». مؤكدة أن العديد من المدارس الدينية تقوم بدور إيجابي في إشاعة روح التسامح بين الأديان وأنماط الحياة والثقافات، لكنّ هناك فارقًا بين إبداء التسامح والاحترام تجاه الآخرين ووضع العقيدة فوق النقد. وقالت سبيلمان ان «هناك أفرادًا يتذرعون بالإيمان الديني لاستخدام مؤسسات التعليم، بصورة قانونية أو غير قانونية، لتضييق آفاق التلاميذ، وممارسة العزل والفصل وفي أسوأ الحالات «مذهبة العقول الغضة بأيديولوجيا متطرفة». وأضافت «أن حرية المعتقد في المجال الخاص ذات أهمية بالغة، لكن المسؤولية تقع على عاتقنا في مدارسنا لمواجهة أولئك الذين يضعفون القيم البريطانية الأساسية أو قانون المساواة». كما أوضحت «أن على إدارات المدارس أن تدعم اعتماد ليبرالية قوية لا تمت بصلة إلى الأيديولوجيات التي تسعى إلى غلق العقول أو تضييق الفرص». ودعت الإدارات المدرسية إلى عدم التردد في «تحدي الممارسات الأصولية عندما تظهر في مدارسها أو مجتمعاتها»، معلنة أن «مكتب معايير التعليم وخدمات ومهارات الأطفال سيدعم دائمًا المديرين الذين يتخذون قرارات صعبة لمصالحة تلاميذهم».

وحول الموضوع نفسه كتبت روزماري بينت تقريرا لصحيفة «التايمز» بعنوان «المتطرفون الدينيون يستخدمون المدارس لتحريف التعليم» نقلت فيه تحذير أماندا سبيلمان، من استخدام المدارس الدينية في تضييق آفاق الأطفال وعزلهم عن المجتمع الكبير الذي يعيشون فيه.

وأشارت الصحيفة إلى أن سبيلمان ألقت بثقلها خلف نينا لال، مديرة مدرسة سانت ستيفن الابتدائية في شرق لندن، التي حاولت منع الفتيات دون سن الثامنة من ارتداء الحجاب في الصف ومنع التلاميذ الأصغر سنا المشاركين في الصيام في رمضان خلال المدرسة.وذكرت افتتاحية صحيفة «صانداي تايمز» أن مدرسة سانت ستيفن الابتدائية كانت من افضل المدارس على مستوى بريطانيا، لكنها أصبحت بعد فترة مثار اهتمام وسائل الاعلام بسبب حظر الإدارة ارتداء الحجاب للطالبات دون سن الثامنة، وعدم السماح للطلبة بصوم رمضان خلال الدوام الدراسي، ما اثار الأهالي ضد مديرة المدرسة واتهامها بالنازية والمطالبة بإقالتها.

وقالت الصحيفة إن مديرة المدرسة، نينا لول، طلبت من التلاميذ أن يرفعوا أيديهم إن كانوا يعتقدون انهم بريطانيون، وأن قليلين منهم رفعوا ايديهم. وهو ما دعا الموجهة الرئيسية للمدارس اماندا سبيلمان بالتصريح بأن هذه الظاهرة أصبحت منتشرة في مدارس دينية أخرى، وأن بعض أولياء الأمور يرغبون في تحويل هدف التعليم عن مساره واستخدام التربية الدينية ذريعة للتضييق على تفكير الطلاب وعزلهم عن المجتمع الذي يعيشون فيه.