صحافة

القضاء ينصف المسلمين ويلطم اليمين المتشدد

05 فبراير 2018
05 فبراير 2018

في واحدة من الأحكام العادلة ضد المتشددين اليمينيين أصدرت محكمة وولتش شرق العاصمة البريطانية لندن حكمها بالسجن مدى الحياة على البريطاني دارين اوسبورن (48 سنة)، مع إقرار الحد الأدنى لسنوات السجن بـ43 سنة على المتهم دارين لتنفيذه هجوما بالدهس بشاحنته في يونيو 2017 بالقرب من مسجد (فنسبري بارك) شمال لندن.

ونفى المتهم أوسبورن أن يكون قد نفذ الهجوم الذى وقع مساء أحد أيام شهر رمضان، وأسفر عن مقتل شخص واحد و12 جريحا، موضحا خلال محاكمته أنه كان فقط يستقل الشاحنة التى قادها شخص آخر قال إن اسمه ديف، لكن المحققين أكدوا أنه تحرك بمفرده.

وقالت المحكمة إن أوسبورن، قتل عمدا مكرم علي (51 سنة)، بعد دهسه بشاحنة قادها متعمدا وسط عدد من المشاة بالقرب من المسجد. واعتبرت القاضية جاستس شيما أن الهجوم كان إرهابيا، وأن دارين اوسبورن قتل عمدا الضحية وجرح الآخرين. فيما علّق المتهم أوسبورن على الحكم تعليقا مقتضبا قال فيه أثناء اصطحابه خارج قاعة المحكمة: «شكرا لكم».

وأشارت المحكمة إلى أن اوسبورن كان من المتشددين، وفقا للمحتوى الذي تبناه على الإنترنت، والذي يتضمن كراهية للمسلمين. وقالت القاضية البريطانية، موجهة حديثها للمتهم: «لقد كشف لنا استخدامك لتويتر أنك تتبنى أيديولوجية عنصرية ومعادية للمسلمين».

وفي إطار ردود الأفعال على حكم المحكمة، قالت أمبر رود، وزيرة الداخلية البريطانية، إنها تتمنى أن يكون توجيه الاتهامات بتنفيذ «هجوم إرهابي بشع مواساة لأسرة الضحية والمصابين».

وقال دين هايدن، قائد وحدة شرطة العاصمة لمكافحة الإرهاب، إن أوسبورن نفذ «هجوما يعكس ما به من شر وجبن.» وأضاف أن «بعض هؤلاء الذين أصيبوا إثر الهجوم لم يتماثلوا للشفاء تماما، وقد يعاني بعضهم من مشكلات صحية مدى الحياة» . مشيدا بالدور الذي قامت به أسرة الضحية مكرم علي وسكان فينسبيري بارك لما أظهروه من «دعم كبير وتفهم أثناء تحقيقاتنا في الواقعة في وقت كان بالغ الصعوبة على الجميع».

ونشرت صحيفة «الإندبندنت» مقالا تناولت فيه التغيرات التي طرأت على معسكر اليمين المتشدد في بريطانيا بعد الحكم على دارين أوسبورن بالسجن مدى الحياة، قالت فيه إن هناك أنباء ترددت حول قيام الحكومة بشن حملة مراجعة وتقييم للمخاطر الإرهابية المحتملة على بريطانيا من قبل عناصر اليمين المتشدد بعد الحكم على أوسبورن بالسجن مدى الحياة.

وقالت الصحيفة ان وحدة متخصصة في مكافحة الإرهاب تعكف حاليا على دراسة إمكانية شن عناصر اليمين المتطرف في البلاد عمليات قتل، ودراسة مدى قدرتهم على تنفيذها والدوافع التي يمكن أن تقف وراء هكذا عمليات.

وترحب الصحيفة بهذه الخطوة من قبل الحكومة البريطانية، لكنها تتسائل لماذا تطلب الأمر كل هذا الوقت لتنتبه الحكومة لهذا الخطر رغم أنه كان واضحا منذ سنوات طويلة؟

وتخلص الصحيفة إلى أن خطر اليمين المتشدد في بريطانيا يتزايد بشكل ملحوظ، كما أن سلوك أنصاره يتغير مطالبة الحكومة بعدم قصر تركيزها على من يحاولون القيام بعمليات قتل من المتشددين اليمينيين فقط لكن أيضا مكافحة مروجي العنف والكراهية بين الآخرين.