1241010
1241010
عمان اليوم

فريق طلابي عماني يبتكر تطبيقا إلكترونيا لمنع بيع تذاكر كأس العالم في السوق السوداء

04 فبراير 2018
04 فبراير 2018

تبنّته مؤسسات عالمية ويتوقع استخدامه في كأس العالم 2022 -

كتب : محمد بن حمد الصبحي -

تمكن فريق طلابي من ابتكار تطبيق إلكتروني للهواتف الذكية «TickeTalk»، يعمل على إيجاد حل لمشكلة بيع تذاكر دخول الملاعب عن طريق السوق السوداء، وذلك ضمن نتائج المشاركة في الدورة الأولى من الأكاديمية العربية للابتكار التي استضافتها مؤسسة واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا بالعاصمة القطرية الدوحة خلال شهر يناير الماضي، وحاز التطبيق على إعجاب لجنة التحكيم، والإشادة من مختلف المشاركين والزوار، ورغبة كبيرة في استخدامه وخروجه إلى أرض الواقع.

وللحديث عن هذا الموضوع ، قالت الطالبة فاطمة بنت عبدالله المجينية»: ان الفريق اعتمد على فكرة مبتكرة للحد من بيع تذاكر الملاعب عن طريق السوق السوداء، ويتم بيع التذاكر الأصلية لدخول المباريات بسعر أعلى من السعر الحقيقي للتذكرة لأسباب متعددة للقضاء على هذه الظاهرة العالمية، حيث جاءت الفكرة استعدادا مع التجهيزات العالمية المختلفة لإقامة كأس العالم 2022م الذي سوف تستضيفه دولة قطر، ومواجهة انتشار بيع التذاكر في السوق السوداء في مختلف الدول في العالم، فابتكرنا حلا ذكيا يواكب التطور في التكنولوجيا، ويتماشى مع السوق العالمي بإيجاد تطبيق ذكي ابتكاري ينظم عملية بيع تذاكر المباريات في الملاعب، وتسهيل آلية بيع التذاكر، ويسمح لكل شخص بشراء تذكرة واحدة فقط تحمل اسمه، مع تعزيزه بعدة مميزات وأبرزها هي الميزة الإضافية المتمثلة في توفير بعض الخدمات كطلب الأمن، وطلب خدمات الطعام أثناء المباراة، وكذلك تنظيم عملية الدخول والخروج في الملاعب وسنحاول توفير مميزات أخرى إضافية للتطبيق خلال الفترة القادمة.»

المستهدفون

وأضافت «إن اسم التطبيق جاء ليعكس طبيعة عمل البرنامج مع محاولة دمج كلمتين وهما التذكرة والحديث، لتكون مفهومة لدى الجميع عبر تمييز عنوان التطبيق، وعن الفئة المستهدفة من ابتكار هذا التطبيق، تضيف فاطمة المجينية: « إن التطبيق يستهدف جميع الأشخاص القائمين والمنظمين والمهتمين بالمباريات، والملاعب والأندية الرياضية، والبطولات الرياضية المحلية والعالمية، كما يمكن تطبيقه في السوق المحلي وعلى مختلف المستويات الرياضية وفي كافة الألعاب الرياضية وفي مختلف المحافظات بالسلطنة وعبر مختلف الوحدات والمؤسسات التعليمية والرياضية وغيرها».

وأوضحت المجينية «دوري في الفريق كرئيس تنفيذي لفريق ابتكار البرنامج هو إدارة الفريق بسلاسة وتحقيق الأهداف في الوقت المحدد، وأيضا تحديد المشاكل التي يواجها الفريق وحلها بسرعة دون جعلها تؤثر سلبا على الفريق، وأن التعاون والاحترام كان المبدأ الاساسي الذي يعتمد عليه الفريق في العمل، ولقد اكتشفنا العديد من المواهب الكامنة بداخلنا من خلال العمل الجماعي في التسويق والتصميم وبرمجة التطبيق الالكتروني الذكي».

مخيم تدريبي

وحول طبيعة المشاركة في المنافسة العالمية، قالت المجينية: « شاركت ضمن مجموعة من الطلبة المتخصصين والمهتمين في الهندسة ومجال الالكترونيات من بعض مؤسسات التعليم العالي بالسلطنة في الدورة الأولى من الأكاديمية العربية للابتكار التي استضافتها مؤسسة واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا بالعاصمة القطرية الدوحة خلال شهر يناير المنصرم، وهي بمثابة مبادرة جديدة لدعم الابتكار على شكل مخيم تدريبي، هدفت إلى توفير الفرصة لأكثر من مائتين من رواد الأعمال المقبلين على العمل مع مشرفين وخبراء في مجال ريادة الأعمال، كما وفرت فرصة فريدة لبدء نقاشات هادفة، وأتاحت أدوات تعليمية مثل الكتيبات ومنصة إلكترونية وتطبيق هواتف ذكية من قبل الأكاديمية الأوروبية للابتكار، كما أتيحت للمشاركين في المخيم التدريبي فرصة التواصل مع شبكة عالمية واسعة تتضمن أهم الخبراء في مجال ريادة الأعمال، وموجهين محليين وعالميين ومتحدثين ومستثمرين، بالإضافة إلى خبراء من سيليكون فالي ليوفروا لهم أحدث المناهج البحثية التي طورتها مجموعة من ابرز الجامعات والشركات ومنها جامعة كاليفورنيا وجامعة ستانفورد وشركة جوجل ومجموعة أماديوس آي تي وواحة قطر للعلوم للتكنولوجيا، وشارك في المخيم 68 طالبا من أبرز الجامعات في قطر فضلا عن 142 طالبا من مؤسسات تعليمية إقليمية تعرفوا من خلاله على نموذج مسرع للابتكار والتعلم التجريبي الذي تضمن كيفية تطوير شركة تكنولوجية ناشئة وإطلاقها في سوق حقيقية توفر مراجعة تقييمية من قبل الزبائن».

وأضافت: « لقد شكلت تجربة المشاركة في هذا التجمع الطلابي الابتكاري العالمي تجربة جديدة بالنسبة لي، ورائعة في نفس الوقت على كافة المستويات، بفضل حلقات النقاش والمشاركة ومما أسهم في تبادل الخبرات والمعارف وتطوير مهارات متنوعة بين أعضاء الفريق، حيث حرص المنظمون على توزيع المشاركين على فرق مختلطة من عدة دول ومن مستويات علمية مختلفة لإثراء تجربة المشاركة، وكذلك مزج الطلبة بمختلف تخصصاتهم لتكوين نسيج طلابي ابتكاري يعمل على إيجاد وابتكار برامج ذكية متعددة المهام تواكب التحديات القائمة أمامهم أو المطروحة في تخصصاتهم أو التحديات العالمية من واقع مشاهداتهم ومشاريعهم الدراسية.»

ربط العلوم والتقانات

وقالت انتصار بنت علي العامرية طالبة بكلية العلوم التطبيقية بعبري تخصص تصميم جرافيك: « إن فكرة إلغاء بيع التذاكر في السوق السوداء تماماً حصلت على استحسان كبير من المسؤولين والمشرفين على الدورة التدريبية، ويسهم البرنامج في تعزيز مهارات القيادة واتخاذ القرار والعمل الجماعي والتفاوض وتقديم العروض على المستثمرين، وتهدف إلى تعزيز فهم عالم الشركات التجارية وروح الريادة وتشجيع الشباب على التفكير بقدرات وأنشطة شركاتهم على النطاق المحلي والعالمي ، وتساعد على النضوج والتمكن من اتخاذ القرارات المهمة، من خلال البرنامج يتعلم المشارك أن كل مشكلة لها حل، نحتاج فقط إلى استخدام التفكير الابداعي في حل المشكلات، كما تضمنت الدورة التدريبية مناقشات مختلفة شملت طرح مجموعة من الأفكار المتنوعة التي لاقت استحسانا بشكل كبير من المسؤولين وبالذات مشروعنا لمواجهة بيع تذاكر المباريات بالسوق السوداء بما يتماشى مع الاستعدادات العالمية لكأس العالم في الفترة القادمة، ويساهم البرنامج في إلغاء السوق السوداء في التذاكر الخاصة بكأس العالم المقبلة.»

دورة تدريبية

وحول فكرة الدورة التدريبية، قالت: « تضمنت الدورة حلقات عمل تدريبية ونقاشية في مجال ريادة الأعمال والشركات التجارية وتكوين شركة ناشئة في١٠ أيام فقط، وهدفت الدورة إلى تعزيز فهم عالم الشركات التجارية، وأهمية العمل على ربط مختلف العلوم ببعضها البعض لتقديم حلول تقنية بتقنيات متقدمة في المجالات المختلفة، حيث إن العلوم حاليا أصبحت متشابكة والعالم يتطلب حلولا متداخلة تجمع مختلف العلوم للإبداع».

وأشارت العامرية: كانت الدورة عبارة عن رحلة حقيقية في عالم ريادة الأعمال، وهذه الفرصة التدريبية ماهي إلا مبادرة ابتكارية جديدة وفرت الفرصة لأكثر من ٢٠٠ من رواد الأعمال على المستوى الاقليمي، كما وفرت الفرصة لبدء النقاش والاستفسار مع مرشدين محليين وعالميين ومتحدثين ومستثمرين وخبراء من منطقة «سيليكون فالي»، وقد شارك بالدورة التدريبية أكثر من ٦٠ دولة وأكثر من ١٥٠ مشاركا من مختلف الدول، تعرفوا من خلالها على نموذج مسرع للابتكار والتعلم التجريبي الذي تضمن كيفية تطوير شركة تكنولوجية ناشئة وإطلاقها في سوق حقيقية توفر مراجعة تقييمية من قبل الزبائن.

شغف الابتكار والاستكشاف

أما عبدالله بن سليمان بن موسى البلوشي طالب بجامعة السلطان قابوس تخصص أحياء بيئية، قال: « إن البرنامج استمر على مدى أسبوعين متتاليين، واشتمل على محاضرات تعريفية في جانب صناعة الفكرة، والتسويق للفكرة في السوق العالمي، والبدء بعمل النموذج الأولى وتقييمه بتجربته على المستخدمين الفعليين وغيرها من المحاور، وكان التركيز على الجانب التطبيقي حيث يقضي المشاركون معظم وقتهم في الجانب التطبيقي والعملي في العمل الجماعي، والعيش في تجربة حقيقية لتأسيس شركة ناشئة، وانضم الوفد العماني المشارك في مختلف المجموعات والفرق بأفكار مختلفة، حيث تكون كل فريق طلابي من 5 أعضاء فقط من مختلف الدول المشاركة، من أجل زيادة تبادل الخبرات والمعارف بين أعضاء الفريق».

وعن أبرز الفوائد التي حققها الفريق من الدورة التدريبية، قال البلوشي: « تم تبادل الأفكار والخبرات مع المشاركين، وأيضا تبادل الخبرات مع المختصين والمسؤولين والمشرفين، إلى جانب التعامل مع ثقافات وتخصصات مختلفة، وكذلك الإصرار والعزيمة بإنجاز المهام، واستغلال الوقت وحسن إدارته وتنظيمه، ولا ننسى اهتمام المشرفين والموجهين بالفرق ومتابعتهم، والتمكن في الإجادة في إقناع المستثمرين بالأفكار».

وأكد البلوشي «انطلاقاً بالشغف وحب الابتكار مدموجاً بالاستكشاف والاطلاع، جاءت مبادرة مشاركة سلطنة عمان في الدورة الأولى من الأكاديمية العربية للابتكار في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا التي تستضيفها جامعة حمد بن خليفة بالدوحة، حيث شاركت السلطنة بوفد طلابي مكون من تسعة طلبة من جامعة السلطان قابوس وكليات العلوم التطبيقية وكلية التربية، لتشجيع الطلبة على تبادل الخبرات والاندماج مع ثقافات مختلفة، والعمل من قبل الجهات المعنية بالسلطنة على إبراز الطلبة المتميزين بالمشاركة في مختلف الأنشطة في السلطنة وخارجها، مع ضرورة الاهتمام وتوجيه الطلبة بالمشاركة محليا وخارجيا وتبني ابداعاتهم وابتكاراتهم المختلفة.»

آفاق وتطلعات

ومن جانبه أوضح معتز الغيلاني عضو فني شؤون طلاب أول بوزارة التعليم العالي، رئيس الوفد العماني المشارك في الدورة التدريبية والمشرف عليهم حول أهمية مشاركة الطلاب في مثل هذه الفعاليات قائلا : « أرى أن احتكاك أي طالب عماني بطلبة آخرين من دول مختلفة يثري معارفه وخبراته ويفتح له آفاقا وتطلعات لا محدودة، وكان هناك تناغم في الأفكار وعصف ذهني مختلف مع العمل لمدة أسبوعين متتاليين مع فريق جديد أكسبهم الثقة بالنفس وحسن تقبل الآراء، وأيضا كيفية التصرف في حال تعدد الآراء، وحقيقة التعرف على ثقافات أخرى، ومن خلالها أبرز الوفد العماني الهوية العمانية وحسن التعامل مع الآخرين،» مضيفا : لقد كان الإشراف على الطلبة الدور كبير في عملية التوجيه وإبداء الرأي والاستشارة أيضا، وكانت معطيات المشاركة حافلة بالنتائج الايجابية للطلبة وللمشرفين المرافقين، وكانت مشاركة الطلبة العمانيين ثرية جدا، فشكرا لكل المسؤولين القائمين عليها، وتوصية بألا تتوقف لمثل هذه المشاركات التي تثري الطالب في مختلف المجالات.

الجدير بالذكر، أن الفريق الطلابي تكوّن من خمسة أعضاء من الطلبة المشاركين من مختلف الجنسيات والتخصصات تشكلوا ضمن فريق متكامل، وعمل كل فريق على إيجاد حل لمشكلة أو تطوير برنامج، حيث تكون الفريق الطلابي الذي عمل على ابتكار تطبيق إلكتروني لمنع بيع تذاكر كأس العالم في السوق السوداء من الطالب عبدالله بن سليمان بن موسى البلوشي طالب بجامعة السلطان قابوس تخصص أحياء بيئية، والطالبة فاطمة بنت عبدالله بن محمد المجينية طالبة بكلية العلوم التطبيقية بصحار تخصص تطوير برمجيات، والطالبة انتصار بنت علي العامرية طالبة بكلية العلوم التطبيقية بعبري تخصص تصميم جرافيك، والطالب أحمد النوفل التميمي من جامعة تكساس اي اند ام بالدوحة تخصص هندسة ميكانيك، والطالب أسعد بن حسن بن قاسم من الجامعة الأمريكية في بيروت تخصص ماجستير في الهيدرولوجية وعلوم بيئية.