1241492
1241492
العرب والعالم

تركيا تحذّر القوات الأمريكية من خطر استهدافها في «منبج»

04 فبراير 2018
04 فبراير 2018

باريس وإسطنبول تتفقان على إعداد «خارطة طريق» للأزمة السورية -

عواصم - عمان - بسام جميدة - وكالات:

هددت تركيا أمس بتوسيع عمليتها العسكرية ضد القوات الكردية في منطقة عفرين السورية إلى مدينة منبج وحتى شرق الفرات غداة مقتل سبعة من جنودها، محذرة العسكريين الأمريكيين من احتمال استهدافهم إذا قاتلوا ببزات المقاتلين الأكراد.

وأطلقت تركيا بالتحالف مع فصائل تدعمها من المعارضة السورية بتاريخ 20 يناير عملية «غصن الزيتون» في منطقة عفرين لمحاربة وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها مجموعة إرهابية.

وتعد وحدات حماية الشعب الكردية حليفا رئيسيا لواشنطن في الحرب ضد تنظيم داعش. ولذا، فإن العملية العسكرية الأخيرة تشهد محاربة عضو في حلف شمال الأطلسي هو تركيا، لقوات مدعومة أمريكيا بشكل صريح.

وإضافة إلى جيب عفرين بشمال غرب سوريا، تسيطر وحدات حماية الشعب الكردية كذلك على منبج شرقا وعلى شريط طويل من الأراضي شرق الفرات وصولا إلى الحدود العراقية.

وقال نائب رئيس الحكومة بكري بوزداغ لشبكة تلفزيون «سي ان ان-ترك»: إنه «إذا لم ينسحبوا (وحدات حماية الشعب الكردية) من منبج فسنذهب إلى منبج، سنتحرك شرق الفرات».

ولا وجود للقوات الأمريكية في عفرين وحولها. لكنها متمركزة في منبج وشرق الفرات حيث ساعدت وحدات حماية الشعب في قتالها ضد تنظيم داعش.

وأكد بوزداغ أن تركيا لا تريد مواجهة مع القوات الأمريكية، إلا أنه أشار إلى أن الجنود الأمريكيين يواجهون خطر أن يعلقوا في القتال إذا ارتدوا بزات وحدات حماية الشعب.

وبدت هذه إشارة إلى صور انتشرت في الماضي وأظهرت جنودا أمريكيين في شمال سوريا يضعون شارات وحدات حماية الشعب الكردية.

وقال بوزداغ «لا نريد أي مواجهة مع الولايات المتحدة في منبج ولا في شرق الفرات ولا في أي مكان آخر».

وتدارك «لكن الولايات المتحدة يجب أن تتفهم حساسيات تركيا. إذا ارتدى جنود أمريكيون بزات الإرهابيين أو كانوا بينهم في حال وقوع هجوم ضد الجيش، فلن تكون هناك أي فرصة للتمييز» بينهم وبين المقاتلين الأكراد، وتابع «إذا وقفوا ضدنا بمثل هذه البزات فسنعتبرهم... إرهابيين». ووقعت مواجهات شرسة مع وحدات حماية الشعب الكردية خلال عملية عفرين.

وجاءت تصريحات بوزداغ بعد مقتل سبعة جنود أتراك السبت بينهم خمسة في هجوم استهدف دبابة، واعتبر الأكثر دموية بالنسبة للجيش التركي منذ انطلاق العملية.

وأوضح الجيش التركي أنه رد بضربات جوية معلنا تدمير مخابئ للمقاتلين الأكراد ومخازن سلاح.

وارتفعت بذلك الحصيلة الإجمالية لخسائر الجيش التركي إلى 14 قتيلا فيما قتل سبعة مدنيين أيضا في قصف على الجانب التركي من الحدود حملت أنقرة مسؤوليته لوحدات حماية الشعب الكردية.

وأفادت وسائل إعلام تركية مؤيدة للحكومة أن الهجوم على الدبابة نُفذ باستخدام صاروخ مضاد للدبابات زودت الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب الكردية به، وهو ما لم يتم تأكيده بعد، واعتبرت صحيفة «يني آكيت» أن «لا حدود لغدر الحليف المفترض، الولايات المتحدة».

من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في معرض دفاعه عن حق بلاده في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي «إننا نبذل جهودا كبيرة في مكافحة المنظمات الإرهابية مثل حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية وتنظيم داعش».

وتعتبر أنقرة أن وحدات حماية الشعب الكردية تشكل امتدادًا لحزب العمال الكردستاني، الذي يخوض حركة تمرد منذ ثلاثة عقود ضد الدولة التركية.

وشدد في مقابلة نشرتها صحيفة «لا ستامبا» الإيطالية أمس على أن «القوات المسلحة التركية ليست في عفرين لقتال -مجموعات كردية مسلحة-. ليس لدينا مشاكل مع الأكراد السوريين. نقاتل فقط الإرهابيين ومن حقنا القيام بذلك».

وسعى أردوغان السبت إلى طمأنة نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون بأن أنقرة «ليست لديها أطماع بأراضي دولة أخرى»، في إشارة إلى عمليات جيشه في سوريا.

وتشير أنقرة إلى انه تم إحراز تقدم كبير في العملية المستمرة منذ 15 يوما مع مقتل 900 عنصر من وحدات حماية الشعب الكردية حتى الآن رغم أنه لا يمكن التحقق من هذه الأرقام.

من جهته، أعلن الاليزيه أمس أن فرنسا ستعمل مع تركيا في الأسابيع المقبلة على إعداد «خارطة طريق دبلوماسية» من أجل وضع حد للنزاع المستمر منذ نحو سبع سنوات في سوريا.

ويأتي الإعلان بعد محادثة هاتفية أجراها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان أمس الأول تباحثا خلالها خصوصا في العملية العسكرية التي تشنها تركيا ضد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا.

وكان ماكرون أثار غضب أنقرة الأسبوع الماضي عندما قال في مقابلة صحفية: إن بلاده ستكون لديها «مشكلة حقيقية» في حال تبين أن الحملة العسكرية «عملية اجتياح».

وتابع الاليزيه ان «الرئيسين اتفقا على العمل من أجل إعداد خارطة طريق دبلوماسية حول سوريا في الأسابيع المقبلة»، مضيفا «بناء عليه، فإن المحادثات بين فرنسا وتركيا وكلاهما تأملان بحل سياسي بإشراف الأمم المتحدة ستتكثف في الأيام القادمة».

وكشف رئيس «هيئة التفاوض» المعارضة نصر الحريري، أن الهيئة ستعقد اجتماعاً في العاصمة السعودية الرياض في 10 الشهر الجاري، مشيرا إلى أنه سيعقد مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، لقاء في الوقت القريب، استعدادًا لجولة «جنيف» المقبلة.

وأشار الحريري، في حديث لصحيفة (الشرق الأوسط) إلى أن الهيئة تعتزم عقد اجتماع بالرياض في 10 من الشهر الحالي، لبحث المغالطات حول مشاركة «الهيئة» في مؤتمر سوتشي.

ورفضت جهات معارضة من بينها «هيئة التفاوض» وفصائل سورية مسلحة المشاركة في مؤتمر سوتشي الذي انطلقت أعمالة الثلاثاء الماضي.

وبيّن الحريري أن «الهيئة تدرس حاليا الورقة التي تقدمت بها مجموعة الدول الخمس المتعلقة بتفعيل العملية السياسية، في ظل جهود لضم ألمانيا وتركيا ومصر إلى هذه المجموعة».

وتوضح الوثيقة رؤية هذه الدول للمبادئ العامة لدستور سوري جديد، وتعطي دورا مركزيا للأمم المتحدة في مراقبة وإدارة العملية الانتخابية، وأهم مفاصلها وضع لا مركزية واسعة ذات صلاحيات كبيرة وإفراغ الرئاسة من معظم صلاحياتها.

وأثارت هذه الورقة رفضا من قبل رئيس الوفد الحكومي في محادثات فيينا بشار الجعفري الذي بيّن أن من وضعها تصرف بطريقة غير مسؤولة وبيّن أن عملية جنيف قد ماتت، كما أعلنت «منصة موسكو» المعارضة رفضها المقترح الأخير «الوثيقة» في سوريا، باعتبارها انتهاكا لحق الشعب السوري في تقرير مصيره وللقرار 2254.

من جهة أخرى، تابع الجيش السوري وحلفاؤه عملياتهم في ريف حماه الشمالي الشرقي ويسيطرون على قريتي «أم حريزة وسميرية» و«الجديدة» شمال غرب قرية أبو خنادق بعد مواجهات مع مجموعات داعش المنتشرة في المنطقة.

وعلى جبهة الغوطة الشرقية استهدف الجيش السوري كتل أبنية ودشم ومواقع لتنظيم «جيش الإسلام « في بلدة الشيفونية وحرستا بعدة قذائف مدفعية، كما استهدف سلاح الجو الحربي مواقع تابعة لتنظيم «جيش الإسلام» في مزارع دوما بعدة ضربات جوية.

واستهدف الطيران الحربي مواقع وتحركات المسلحين في تل مرديخ ومحيطها وسراقب وبلدات قصر بن وردان والحويس وتل حلاوة والشيخ إدريس بريف إدلب، وكذلك مواقع ونقاط المسلحين في سروج والحوايس وتل حلاوة بريف حماة.