1241414
1241414
المنوعات

جسر درينا للمعماري سنان يتألق منذ 4 قرون

04 فبراير 2018
04 فبراير 2018

فيشيجراد «الأناضول»: يواصل جسر درينا في مدينة فيسيغراد البوسنية، الذي صممه المعماري العثماني الشهير سنان، الوقوف بعزة وشموخ محافظا على تألقه وبريقه منذ أكثر من 4 قرون.

وصمم المعماري سنان الجسر في الفترة بين عامي 1571- 1577، بناء على طلب الصدر الأعظم العثماني من أصل بوسني «سوكوللو محمد باشا»، والذي يعد من أهم الشخصيات التي شغلت هذا المنصب، حيث أدى مهام الصدر الأعظم خلال حكم 3 سلاطين، في مرحلة ذهبية من عمر الدولة العثمانية.

ويُطلق على الجسر تسميتين في الوقت ذاته، أولهما درينا لموقعه على نهر درينا، وثانيهما جسر «سوكوللو محمد باشا» نسبة إلى الصدر الأعظم الذي أمر ببنائه. وأدرجت منظمة اليونسكو جسر درينا في عام 2007 إلى لائحة التراث العالمي الثقافي، إذ يعد واحدا من أصل 6 جسور فقط مدرجة في القائمة.

وتعتبر البوسنة والهرسك في مقدمة دول منطقة البلقان من حيث احتضانها لمعالم أثرية عثمانية، إذ نجحت في الحفاظ إلى يومنا هذا على الكثير من الجوامع والجسور والخانات والحمامات، بالرغم من حروب عديدة شهدتها البلاد.

وتحتضن البوسنة 121 جسرا من 307 جسور أنشأتها الدولة العثمانية خارج حدود الجمهورية التركية الحالية، أهمها جسر موستار التاريخي، وجسر سوكوللو محمد باشا.

واكتسب الجسر شهرة عالمية كبيرة بفضل رواية «جسر على نهر درينا» للكاتب إيفو أندرتش، والذي فاز من خلالها بجائزة نوبل للآداب، إذ تحكي الرواية أن الجسر يعد شاهدا على العلاقة بين مختلف المجموعات العرقية في المدينة على مدى مئات السنين.

وتعرض الجسر لبعض الدمار نتيجة فيضان مياه النهر، والحرب العالمية الثانية، ما دفع وكالة التعاون والتنسيق التركية «تيكا» لترميمه الذي أنجز بتاريخ 15 مايو 2016. وتولي وكالة تيكا أهمية كبيرة للحفاظ على المعالم العثمانية الأثرية في منطقة البلقان، وترميمها وإعادة بنائها، بهدف توريثها للأجيال القادمة.

وفي هذا الإطار رممت تيكا أكثر من 100 بناء أثري في المنطقة، أهمها، مدرسة بريتزرن العسكرية في كوسوفو، وجامع السلطان مراد في مقدونيا، وجامع محمود يازجي في رومانيا، وبرج الساعة في ألبانيا، وحمام أولجين علي باشا في الجبل الأسود، ومدرسة قره غوز بي في البوسنة والهرسك، وضريح غول بابا في المجر، وقلعة رام في صربيا.