كلمة عمان

نجاحات مصر وقوّتها ضرورة عربية

04 فبراير 2018
04 فبراير 2018

إذا كانت العلاقات الراسخة والعميقة بين السلطنة وجمهورية مصر العربية الشقيقة قد قدمت دوما نموذجا يحتذى، للعلاقات الأخوية الصادقة والمتينة، القائمة على الثقة المتبادلة، وعلى الاحترام والتقدير العميقين لقيادتي البلدين، وللمصالح المشتركة والمتبادلة بين الدولتين والشعبين الشقيقين في مختلف المجالات، فإن هذه العلاقات المتميزة، استطاعت أيضا في كثير من الأوقات، وفي مواجهة تطورات مختلفة الإسهام بدور إيجابي وملموس، ليس فقط في مد جسور التواصل بين الأشقاء، وتهيئة المناخ لتحقيق قدر أكبر من التقارب فيما بينهم، ولكن أيضا في تحقيق مصالح مهمة للدول والشعوب الشقيقة، وللمنطقة ككل.

واليوم، فإنه ليس من المبالغة في شيء القول بأن قمة الحكمة، بين حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - وأخيه فخامة الرئيس عبد الفتّاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، والمحادثات بينهما، والزيارة التي يقوم بها فخامة الرئيس المصري للسلطنة من شأنها أن تشكّل علامة بارزة، ونقطة انطلاق إيجابية، وذلك بحكم ما تتناوله من جوانب، وبما يترتب عليها من نتائج طيبة ومؤثرة، سواء على مستوى العلاقات الثنائية الوطيدة والمتعددة الجوانب بين الدولتين والشعبين الشقيقين، أو على مستوى ما تشهده المنطقة من تطورات، وما تتطلع إليه الشعوب العربية الشقيقة والصديقة، من آمال لاستعادة الاستقرار والتقارب والتوافق بين الأشقاء، وبين شعوب المنطقة ككل، على أسس وقواعد طالما تبنتها وعملت على أساسها السلطنة وجمهورية مصر العربية الشقيقة.

جدير بالذكر أنه في الوقت الذي تدرك فيه السلطنة ومنذ عقود عديدة، أهمية الإسهام المصري، الإيجابي والنشط والمتعدد الجوانب أيضا، مع كل الدول الشقيقة لتحقيق حياة أفضل لشعوب المنطقة، وهو ما لم تتردد، ولم تبخل به مصر دوما وفي كل الظروف، فإنه مما يسعد كل عماني، وكل عربي مخلص أيضا، أن تحقق الشقيقة جمهورية مصر العربية مزيدا من التطور والتقدم والازدهار بفضل الجهود التي يقوم بها فخامة الرئيس عبد الفتّاح السيسي وما ينجزه الشعب المصري الشقيق من خطوات تفتح الطريق لغد أفضل له في الحاضر والمستقبل، ولذا فإن مساندة مصر والوقوف إلى جانبها فيما تواجهه من تحديات، واستعادتها لقوتها وقدرتها على الإسهام الإيجابي في تنمية وأمن واستقرار الدول الشقيقة والمنطقة ككل، هو بالفعل ضرورة عربية وليس ضرورة مصرية فقط، خاصة في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة والعالم في هذه المرحلة.

وفي هذا الإطار فإنه في حين حذّر معالي الدكتور عبد المنعم الحسني وزير الإعلام في حديثه لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، من خطورة ما يجري من تفتيت لبعض الأقطار العربية التي تشهد نزاعات وحروبا داخلية، فإنه أكد على أهمية قيام الإعلام العربي بدور إيجابي فعال في الحفاظ على الثوابت العربية وإبراز الجوانب المضيئة وتصحيح الصورة المشوهة لعالمنا العربي وترسيخ القيم النبيلة في عقول وقلوب شبابنا والتركيز على نقاط الالتقاء واحترام الآخر، وتجنب زيادة الشقاق والخلافات بين الأشقاء تحت أي ظرف من الظروف، وهذا ما يؤمن به ويمارسه الإعلام العماني.