اعتماد: الإصلاحات. . رؤية واقعية

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة «اعتماد» تحليلاً جاء فيه: بعد الاضطرابات التي شهدها عدد من مدن ايران الشهر الماضي وأهمية استخلاص الدروس والعبر من هذه الأحداث، عادت إلى الواجهة من جديدة نغمة الدعوة للإصلاحات باعتبارها تمثل حلقة الوصل في الإجابة عن كافة الإشكالات التي قد تطرح هنا وهناك بشأن مختلف القضايا ذات الأهمية على الصعيدين الداخلي والخارجي.

ورأت الصحيفة أن الظروف المعقدة التي واجهتها إيران منذ سنوات طويلة ولا تزال تواجهها بسبب الأزمة النووية من جانب، وتراجع أسعار النفط من جانب آخر، وتعدد وجهات النظر السياسية والفكرية بين التيارات الفاعلة في الساحة حيال مختلف القضايا من جانب ثالث، تضافرت جميعها بفرز جملة من التحديات شملت كافة نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.

وأكدت الصحيفة أن القرارات التي اتخذتها حكومة الرئيس حسن روحاني لإصلاح الأوضاع الاقتصادية خلال السنوات الأربعة الماضية، وعلى الرغم من النتائج الطيبة التي تحققت في العديد من المجالات، إلّا أنه يبدو أن هذه القرارات لم تعد كافية لمعالجة التحديات الاقتصادية التي برزت بشكل واضح في الآونة الأخيرة والتي تجلت بغلاء أسعار بعض البضائع والسلع ذات التأثير المباشر على حياة الموطنين، الأمر الذي يستدعي الإسراع باتخاذ قرارات جديدة لوضع حلول جذرية لهذه التحديات وذلك من خلال التعاون الإيجابي والبنّاء مع السلطة التشريعية «البرلمان» خصوصاً وأن الكثير من أعضائه هم من المؤيدين والداعمين بقوة لسياسة حكومة روحاني في مختلف المجالات.

ونوّهت الصحيفة إلى أهمية التعاطي بواقعية مع التحدي الاقتصادي وضرورة الأخذ بنظر الاعتبار تأثير هذا التحدي على الجوانب الأخرى، وعدم الاكتفاء بوضع خطط وبرامج آنيّة ومستعجلة لمعالجة جانب معين دون آخر أو لتخطي مرحلة معينة دون النظر لمتطلبات المستقبل والتي ينبغي أن تقوم على أسس ثابتة وقوية تتناسب مع كافة الظروف ولها القدرة على الصمود لمدة أطول بعد أن ثبت أن المعالجات الآنية لا تفي بالغرض المطلوب وقد تؤدي إلى بروز عوارض جانبية من شأنها أن تزيد في تعقيد الأوضاع بدلاً من حلّها بشكل مدروس ومخطط له بعناية ودقة اعتماداً على التجارب السابقة وأهمية عدم تكرار الأخطاء التي ساهمت بتلكؤ العديد من القطاعات ومن بينها القطاع الخاص، الذي تسبب بدوره في توسيع رقعة البطالة في المجتمع لاسيّما بين أوساط الشباب وحملة الشهادات الجامعية في مختلف الميادين.