المنوعات

حصيلة متباينة لجهود مكافحة السرطان بين تزايد العلاجات والإصابات

03 فبراير 2018
03 فبراير 2018

باريس «أ.ف.ب»:- لا شك في أن الأبحاث حول السرطان تحسّن العلاجات وتنوّعها، ما يزيد من حظوظ بقاء المريض على قيد الحياة، غير أن اليوم العالمي لمكافحة السرطان الذي يصادف اليوم الأحد فرصة للتذكير بالعدد المتزايد من المصابين بهذا المرض على أنواعه.

وقد أودى السرطان والأورام المختلفة المنضوية تحت هذه التسمية العامة بحياة 8.8 مليون شخص سنة 2015، بحسب منظمة الصحة العالمية. وهو من ثمّ ثاني أكبر سبب للوفيات في العالم بعد أمراض القلب والأوعية الدموية.

والمفارقة هي أن نسبة البقاء على قيد الحياة بعد الإصابة بهذا المرض ترتفع بفضل تقدّم الطب، غير أن حالات الإصابة المشخصة تزداد هي أيضا. وتتوقع منظمة الصحة العالمية ارتفاعا بمعدل 70 % في الإصابات خلال العقدين المقبلين.

ويقول كريستوف لورو المفوَض المعني بشؤون الإعلام في الرابطة الفرنسية ضد السرطان «بتنا على علم بسبل الوقاية والتشخيص، ونعرف كيف نداوي المرض ونعتني بالمرضى». لكن الرابطة التي تحتفي هذه السنة بالذكرى المائة لتأسيسها تعتبر أن الطريق لا يزال طويلا للقضاء على هذا المرض. ويعزى انتشار السرطان في العالم إلى عوامل عدة، أبرزها تقدّم السكان في السن، إذ ان خطر الإصابة بالسرطان يرتفع مع ارتفاع العمر.

وتضاف إلى تشيّخ السكان عوامل مثل التدخين، وهو أول سبب يؤدي إلى السرطان في العالم، فضلا عن رداءة التغذية المستشرية في العالم نتيحة الصناعة الغذائية غير السليمة التي تتسبب بالبدانة وتزيد بالتالي من خطر الإصابة بالمرض.

ومن العوامل الأخرى أيضا، التنمية الصناعية والحضرية العشوائية المسؤولة عن السرطانات الناجمة عن التعرّض للملوثات، مثل الأسبستوس والمعادن الثقيلة والديوكسينات والجزيئات الدقيقة. - إنصاف - أظهرت دراسة نشرتها مؤخرا صحيفة «ذي لانست» وشملت 37,5 مليون مريض بين العامين 2000 و2014، أن نسبة البقاء على قيد الحياة بعد الإصابة بالمرض تتحسّن.

ويوضح ميشال كولمان، عالم الأوبئة في كلية النظافة وطب الأمراض المدارية في لندن «هناك وسيلتان لتخفيض الوفيات الناجمة عن السرطان، إما تحسين تدابير الوقاية أو تعزيز سبل العلاج». فنسبة البقاء على قيد الحياة بعد الإصابة بسرطان الثدي تبقى مرتفعة في البلدان الغنية، مع 90 % مثلا في الولايات المتحدة و87 % في فرنسا. وهي أيضا ارتفعت كثيرا خلال السنوات الأخيرة في البلدان النامية.

وفي الجزائر على سبيل المثال، تدعو البيانات إلى التفاؤل حتى لو أنها ليست شاملة بعد، فنسبة الصمود بعد المرض بلغت 77 % عند النساء بين 2010 و2014، في مقابل 39 % بين 2000 و2004. وعصب الحرب لمواجهة السرطان هو المال، كما الحال في كل المسائل تقريبا. وقد اختير «الإنصاف» محورا لنسخة عام 2018 من اليوم العالمي لمكافحة السرطان، لا سيما أن المبالغ الضرورية لمعالجة هذا المرض مرتفعة جدا لدرجة ينعدم فيها الإنصاف.

وأشار القيمون على الأبحاث التي نشرتها «ذي لانست» إلى أنه «من المرجح جدا أن تكون التكاليف العالمية لعلاج السرطان والرعاية بالمرضى قد تخطت بأشواط 300 مليار دولار سنة 2017». وبيّنت دراسة أخرى نشرت في «كانسر إبيديميولودجي» أن الخسائر التي تطال الإنتاجية من جراء هذا المرض تقدّر كل سنة بحوالى 46 مليار دولار في بلدان مجموعة «بريكس»، أي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا حيث تسجل 42 % من الوفيات بالسرطان.

وتقول سانشيا أراندا المديرة العامة لمجلس مكافحة السرطان في أستراليا أن «النفاذ المحدود للعلاجات يؤدي إلى وفيات مبكرة من الممكن تفاديها». وتتطور الأبحاث أيضا في ضوء تزايد الدراسات والمختبرات والعلاجات المخصصة لمكافحة السرطان.