1240583
1240583
العرب والعالم

«هيومن ووتش» تنتقد تركيا لاستخدامها «القوة المميتة» ضد النازحين

03 فبراير 2018
03 فبراير 2018

الجيش السوري يتقدم في ريف إدلب -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات-

انتقدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أمس في بيان تركيا لاستخدامها «القوة المميتة» ضد النازحين السوريين الذين يحاولون العبور إلى أراضيها، ودعت أنقرة إلى وقف إعادتهم «قسرياً» وفتح الحدود أمامهم.

وقالت المنظمة إن رصاص حرس الحدود الأتراك تسبب خلال الأشهر الأخيرة بمقتل عشرة أشخاص.

وتقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 272 ألف شخص فروا من المعارك في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا حيث تخوض القوات النظامية منذ ديسمبر معارك ضد هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل مقاتلة أخرى.

وجاء في بيان «هيومن رايتس ووتش» أن «حرس - الحدود التركية المغلقة مع سوريا - يطلقون النار عشوائياً ويعيدون بشكل جماعي طالبي اللجوء السوريين الذين يحاولون العبور إلى تركيا».

ونقل البيان عن نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش لما فقيه قولها إن «السوريين الهاربين إلى الحدود التركية بحثاً عن الأمان واللجوء يُجبرون على العودة مرة أخرى بالرصاص وإساءة المعاملة».

ونقلت المنظمة عن لاجئين نجحوا بالعبور إلى تركيا بين مايو وديسمبر 2017 قولهم إن حرس الحدود الأتراك أطلقوا النار عليهم وأنهم تعرضوا للضرب والاحتجاز والحرمان من المساعدة الطبية. وأفاد 13 شخصاً ان نيران حرس الحدود أسفرت «عن مقتل عشرة أشخاص، بينهم طفل».

واعتبرت المنظمة أن «على الحكومة التركية أن تصدر تعليمات موحدة إلى حرس الحدود في جميع نقاط العبور بعدم استخدام القوة المميتة ضد طالبي اللجوء»، مشددة أنه «لا يجوز إساءة معاملة أي طالب لجوء».

وطالبت بـ«حظر الإعادة القسرية»، مضيفة «على تركيا أن تسمح لآلاف السوريين اليائسين الذين يلتمسون اللجوء بعبور الحدود».

في الأثناء، تمكنت وحدات الحماية الكردية من استعادة قرى ناحية «بلبل-زعرية» الحدودية بمحيط مدينة عفرين الغربي، جاء هذا في وقت يواصل فيه الجيش التركي استهداف محاور عدة في المدينة ومحيطها، حيث قصف مواقع الوحدات الكردية في منطقة «شيراوا» جنوب غرب المدينة.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن القوات التركية تتقدم نحو عفرين بريف حلب، ولم يتبق إلا القليل للوصول إليها.

ونقلت وكالات أنباء عن أردوغان قوله في كلمة له من مدينة بتليس «بدأنا السيطرة على الجبال هناك، ونتقدم حاليًا نحو عفرين، لم يبق إلا القليل».

وأثار شريط فيديو استنكارا شديدا على مواقع التواصل الاجتماعي في الأوساط الكردية وغيرها، واتهمت القوات الكردية مسلحين مدعومين من تركيا بالتمثيل بجثة المقاتلة الكردية بارين كوباني.

وقال مسؤلون أكراد سوريون إن مقاتلين مدعومين من تركيا قتلوا بارين كوباني من وحدات حماية الشعب الكردية «وركلوا جثتها وقطعوها أمام الكاميرات» محملين الحكومة التركية مسؤولية هذا العمل البشع، حسبما نقلته وكالة «رويترز».

في غضون ذلك، تسير المعارك بين الجيش العربي السوري وحلفائه وبين جبهة النصرة والفصائل المنضوية تحتها، من اجل السيطرة على مدينة سراقب الاستراتيجية لتكون بوابة الدخول في «أم المعارك» بمدينة ادلب لاستعادتها من الفصائل المسلحة التي تتمركز فيها.

وأفاد مصدر عسكري لـ (عمان) عن تقدم حثيث ومتواصل للجيش السوري وحلفائه في ريف إدلب الجنوبي، في حين تشهد دفاعات هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها تبادلا في الاتهامات وانهيارا في صفوفها بصورة دفعت هذه الفصائل لتبادل التهم بالتخاذل والهروب والخيانة، ونفذت وحدات الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة عملية عسكرية على مواقع إرهابيي (جبهة النصرة) في قرية تل طوقان غرب مطار أبو الضهور بنحو 15 كم وانتهت العملية بفرض السيطرة الكاملة على القرية بعد اجتثاث الإرهابيين منها وتطهيرها من العبوات الناسفة والمفخخات المزروعة بكثافة داخل منازل المواطنين وفي الأراضي الزراعية.

وبسيطرة الجيش على قرية تل طوقان الواقعة على الطريق الواصل بين بلدة أبو الضهور ومدينة سراقب يكون الجيش خطا خطوة جديدة نحو تشديد الخناق على أوكار إرهابيي (جبهة النصرة) في مدينة سراقب الاستراتيجية التي حولها تنظيم جبهة النصرة إلى مقر رئيسي لمرتزقته لتخطيط وتنفيذ هجماتهم الإرهابية في المنطقة، وقبلها استهدف الجيش السوري مواقع المسلحين في بلدة جزرايا تمهيداً لاستعادتها، مشيراً إلى تعزيزات عسكرية للجيش في تل علوش تمهيداً للتقدم نحو سراقب.

ودخلت فرقة مشاة الجيش السوري إلى العثمانية الكبيرة مع تمهيد ناري كثيف باتجاه تل سلطان القريبة من سراقب، في ريف حلب الجنوبي ويتزامن تقدم قوات المشاة مع غارات بالطائرات على مواقع النصرة في تل سلطان قرب المدينة.

وقطعت وسائط الجيش النارية طريق تحرك الإرهابيين بين سراقب ومعرة النعمان ما زاد في حالة التخبط والانهيار شبه التام في صفوف تنظيم جبهة النصرة والمجموعات التكفيرية التابعة له، وبهذا التطور العسكري بات الجيش السوري على بعد عدة كيلومترات من مدينة سراقب الاستراتيجية وهي من اهم معاقل هيئة تحرير الشام والجماعات المرتبطة بها في ريف إدلب الجنوبي.

ويرى محللون عسكريون أن معركة سراقب هي البوابة والقاعدة الأساسية للانطلاق إلى أم المعارك في مدينة إدلب آخر المعاقل الرئيسة لهيئة تحرير الشام في سوريا، مع احتمالية أن يشن الجيش السوري وحلفاؤه هجوما يسبق التقدم إلى سراقب حيث سيتوجه إلى تلة العيس الاستراتيجية، ليؤمن أكثر من محور أساسي تحضيرا للوقوف أمام المعقل الأخير للنصرة في مدينة إدلب.

ويفصل الوحدات العسكرية المقاتلة حوالي 13 كم فقط عن طريق حلب - دمشق الدولي.

وسبق أن سيطرت القوات الحكومية السورية خلال الساعات الـ 24 الماضية على قرى المشيرفة والطويحنة والحسينية وتل السلطان ومسعدة وتل خارطة وجبل الطويل وتل كلبة وتل مسعدة في ريف ادلب الجنوبي، اما في ريف حماة الشمالي الشرقي فقد تم تحرير ثلاث قرى.

وبالتزامن مع هذه التطورات شهدت مدن بنش وأريحا وكفرتخاريم وكفرنبل مظاهرات طالبت فيها هيئة تحرير الشام والفصائل الأخرى، بالانسحاب من المدن بسبب عدم قدرتها على حمايتها من زحف الجيش السوري، وقامت الهيئة بحملة مداهمات في هذه المدن.

ما يسمى بتجمع نشطاء إدلب أصدر بيانًا صباح امس قال فيه إن (الهيئة) حاصرت بنش، عقب خروج مظاهرة ضد (الفصائلية)، وطالب النشطاء (الهيئة) بالتوقف عن أي عمليات اعتقال في بنش واحترام حق التظاهر والتعبير عن الرأي، وتوجيه السلاح إلى الجبهات، ومساندة المدنيين والتخفيف عنهم.

وفي ريف حلب الجنوبي تابع الجيش السوري وحلفاؤه عملياتهم العسكرية وسيطروا على قرية « تل ممو» جنوب غرب قرية عزيزية، بعد مواجهات مع جبهة النصرة والفصائل المرتبطة بها.

واستعادت وحدات من الجيش العربي السوري السيطرة على قرى عبيان - أبو القصور- وتلال طليحان ومعصران وقضت على أعداد من إرهابيي تنظيم داعش ودمرت أسلحتهم بريف حماة الشمالي.

ودارت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة بين الجيش ومسلحين على جبهة تير معلة وجنوب تلبيسة ومحيط الطيبة الغربية ومزارع الرستن الشمالية بريف حمص الشمالي كذلك استهدف الطيران الحربي مواقع لداعش في محيط جبال المحسة بريف حمص الجنوبي الشرقي. وفي سياق آخر، شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف على أهمية تنفيذ مقررات مؤتمر «الحوار الوطني السوري» والذي انطلق في مدينة سوتشي الثلاثاء الماضي.

وقال الكرملين إن الرئيسين أكدا خلال اتصال هاتفي على أن تنفيذ القرارات التي اتخذت خلال المؤتمر «سيقدم إسهاما كبيرا في تحقيق تسوية سياسية في سوريا تحت رعاية الأمم المتحدة». وفي هذا السياق،أشار الرئيسان إلى «ضرورة مواصلة العمل ضمن لقاءات أستانا».