1240675
1240675
العرب والعالم

«أنصار الله» يستحدثون «المنطقة المركزية العسكرية» بصنعاء

03 فبراير 2018
03 فبراير 2018

الصحة العالمية: الأوضاع في اليمن تزداد تدهورا -

استحدثت جماعة «أنصار الله» التي تحكم سيطرتها على العاصمة اليمنية صنعاء وأجزاء واسعة من اليمن منذ 21 سبتمبر 2014، مسمّى «المنطقة المركزية العسكرية» التي تضم صنعاء ومحيطها، وأوكلت قيادتها إلى اللواء عبدالخالق بدر الدين الحوثي شقيق زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي.

وظهر عبدالخالق الحوثي علنًا لأول مرة في فعّالية تدشين رئيس «المجلس السياسي الأعلى» صالح الصمّاد التدريب العملياتي في المنطقة العسكرية المركزية.

وحثّ الصمّاد في الاجتماع قادة وضباط الحرس الجمهوري والقوات الخاصة على «مضاعفة الجهود ورفع مستوى اليقظة والاستمرار في الجاهزية والاهتمام بالتدريب والتأهيل والاستعداد لأي طارئ»، مشددا على أن «المعركة مع العدو مصيرية ومستمرة، ما يتطلّب أن يكون الجميع في استعداد دائم وعالٍ لصد وإفشال أي هجوم أو اعتداء إجرامي».

فيما شنّت مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية أمس غارة على مديرية نهم في محافظة صنعاء «المتاخمة للعاصمة». وأوضح مصدر محلّي أن الغارة خلّفت أضرارا بممتلكات المواطنين ومزارعهم.

إلى ذلك، دعا محافظ المهرة «شرق اليمن» راجح باكريت الأجهزة الأمنية إلى مزيد من اليقظة والجاهزية لضبط الأمن والاستقرار، والحيلولة دون دخول المجموعات المسلّحة إلى المحافظة التي حظيت بالأمن والاستقرار وظلّت بمنأى عن الصراع المسلّح والحرب التي اندلعت أواخر مارس 2015.

كما وجّه باكريت بتعزيز عملية التفتيش في النقاط الأمنية المنتشرة على الطرق، مؤكدًا أنه سيتم اتّخاذ كافة الإجراءات العقابية ضد من يتهاون في عمله وواجبه ولن يسمح بأي إخفاق أو إخلال أمني مجددا، وأنه سيتم التعامل مع من يحاول المساس بأمن المحافظة واستقرارها بيد من حديد.

جاء ذلك في تعميم وجّهه المحافظ إلى الأجهزة الأمنية بالمحافظة أمس ونشرته وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، عقب حادثة أمس الأول التي وقعت بكورنيش الغيظة جرّاء اشتباكات دارت بين الأمن وجماعة مسلّحة تعمل في تجارة وتهريب المخدرات والأسلحة، حيث تمكّنت الجهات الأمنية من التعامل معهم بشكل إيجابي حازم وحاسم.

في غضون ذلك، تزداد أوضاع المعيشة على الأرض في اليمن تدهورا يوما بعد يوم، ويتزايد معها عدد المحتاجين إلى الإغاثة الإنسانية في جميع أنحاء اليمن، ليصل إلى 15.4 مليون شخص يحتاجون إلى الدعم الصحي.

ومن بين المؤشّرات الدالة على زيادة تدهور الوضع الإنساني في معظم أنحاء اليمن، ازدياد التمويل المطلوب ضمن خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2018 بمقدار 700 مليون دولار عن العام السابق، لتصل إلى 2.9 مليار دولار.

هذا ما أكده ممثّل منظّمة الصحة العالمية في اليمن، الدكتور نيفيو زاغاريا، للصحفيين في جنيف، عبر مكالمة هاتفية من اليمن، ربما تشير جودتها إلى تراجع كافة الخدمات هناك، بما فيها الاتصالات. وقال الدكتور زاغاريا: إن الحالة في اليمن صعبة للغاية، فالصراع يتصاعد ويتوسّع ليشمل مناطق جديدة، فيما لا يتقاضى موظفو الخدمة المدنية، لا سيّما في قطاع الصحة، أجورهم.

وأوضح «على مدى الشهرين الماضيين، شهدنا صعوبة أكثر في الوصول إلى السكان في جميع أنحاء اليمن. قلّ عدد تصاريح المرور الممنوحة لنا، وازداد عدد نقاط التفتيش. فعلى سبيل المثال بلغ عدد نقاط التفتيش على الطريق بين عدن وصنعاء فقط 214 نقطة تفتيش. هذا بالتأكيد يعيق تسليم المساعدات الإنسانية، ولذا اضطررنا إلى وقف عملياتنا في الجزء الجنوبي من اليمن حاليا، ولكننا نأمل في استئنافها في غضون يومين أو ثلاثة».

وأضاف الدكتور زاغاريا: إن المنظّمة تمكّنت العام الماضي، بفضل التمويل السخي من الجهات المانحة، من الوصول إلى عشرة ملايين شخص، من أصل 11 مليونا، بحاجة إلى مساعدات صحية.

واستباقا لليوم العالمي للسرطان، الذي تحييه الأمم المتحدة في الرابع من فبراير من كل عام، حذّر الدكتور زاغاريا من تنامي انتشار السرطان في اليمن، في الوقت الذي يصارع فيه النظام الصحي للبقاء على قيد الحياة.

وقال «تقدّر منظّمة الصحة العالمية أن هناك 30 ألف مريض جديد بالسرطان في اليمن كل عام. في عام 2017، سجّلت المنظمة 10500 حالة جديدة، ولم تحصل سوى 40% من الحالات على العلاج بشكل كامل ومناسب».

وعن تفشّي مرض الخنّاق (الدفتيريا) في اليمن، قال الدكتور زاغاريا: إن العدد الحالي للحالات المشتبه فيها بلغ 914 حالة، مع 59 وفاة مرتبطة بذلك، وسجّلت 40% من جميع الحالات في محافظة إب. إلا أنه أشار إلى انخفاض معدّل الوفيات الناجمة عن المرض من 10% إلى 6.5% في غضون بضعة أسابيع، بفضل نشر فرق الاستجابة السريعة وحملة تلقيح الأطفال دون سن السابعة، التي أجريت في نوفمبر وديسمبر، ومع ذلك يستمر الوباء في الانتشار إلى مقاطعات أخرى.