الاقتصادية

الاقتصاد العالمي: ازدهار مستمر ومخاطر كامنة

02 فبراير 2018
02 فبراير 2018

توقعات بنسبة نمو تصل إلى 3.8 % -

قال هنريك بومي الخبير الاقتصادي والإعلامي بقناة دويتشه فيله الألمانية محذرا: أينما توجهت بنظرك ستجد أن الاقتصادات تنمو وتزدهر- في ألمانيا والهند وغيرها، والكل يؤمن بأن هذا النمو سيستمر بلا هوادة. ولكن هناك مخاطر يجب عدم التقليل من حجمها.

وفي مطلع القرن، كان الاقتصاد الألماني كرجل أوروبا المريض، حتى تم تطبيق إصلاحات أسواق الأيدي العاملة الصارمة التي نفذتها حكومة المستشار جيرهارد شرودر لتساعد على الاعتدال.

وتشهد ألمانيا حاليا توسعا اقتصاديا مستمرا منذ ثمانية أعوام على التوالي لتسجل أدنى مستوى بطالة، إذ يتدفق النقد على الحكومة إثر العائدات الضريبية وفائض الميزانية، ولا تزال الصادرات الألمانية تتجاوز الواردات مما يسفر عن فوائض تجارية ضخمة.

ولكن تلك الطفرة المستمرة في أكبر اقتصادات أوروبا (ألمانيا) قد تكون مهددة لخطر الانهاك الزائد.

وعلى مدى السنوات الماضية، أدت حركة مدخرات الحكومة الألمانية وميلها لتقديم ميزانيات متوازنة إلى بنية أساسية صادمة، ومدارس وجامعات ضعيفة التجهيز، وتأخير في توسيع شبكة النطاق العريض، ويأتي هذا وسط مجموعة من المشاكل الأخرى.

وعلاوة على ذلك، تواجه ألمانيا مشاكل في الأيدي العاملة الماهرة في عدة مجالات، فبالرغم من أنها شهدت ارتفاعا في عدد العمال المهرة الأجانب، إلا أنها ما زالت لم تقترب من الحد المطلوب لملء الفجوات في سوق العمالة.

إن الاقتصاد الألماني آخذ في التوسع بوتيرة ثابتة وقوية في نفس الوقت الذي تتحسن فيه آفاق النمو في الاتحاد الأوروبي وكذلك في العالم.

وتأتي الأخبار الجيدة بعودة قريناتها من الدول الأوروبية إلى طريق النمو، إذ أن اليونان المكبلة بالديون سجلت توسعا صغيرا، وهو ما حدث مع إسبانيا والبرتغال اللتين عانتا من المشكلة نفسها من قبل، وبالتأكيد معظم أيرلندا، ولكن إيطاليا مازالت في موضع قلق.

وفي الشهر الماضي، طرح خبراء الاقتصاد في دويتشه بنك توقعات بأن الاقتصاد العالمي سينمو بنسبة 3.8 % في عام 2018. وجرت نقاشات أخرى وتوقعات مماثلة. والشيء المميز هو أنه للمرة الأولى منذ عقد من الزمان، أي للمرة الأولى منذ الأزمة المالية العالمية، تتزايد تقريبا جميع مناطق العالم متزامنة مرة أخرى، مع استثناء الشرق الأوسط الذي مزقته الحرب.

وتستمر آسيا والصين والهند في الريادة، وبالرغم من أنه من المتوقع أن يتباطأ النمو الهندي في السنة المالية 2017 ــ 2018 ولكن مازالت هناك توقعات بالتوسع في الهند لتصل إلى نسبة 6.5%.

ولكن الهند ما زالت تحتفظ بمكانها ضمن أسرع الاقتصادات نموا في العالم كما أن رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي سهل الإجراءات للمستثمرين الأجانب وذلك لجذب رأس المال وزيادة النمو. وشارك مودي في مؤتمر دافوس الاقتصادي الذي انعقد في السويد ليصبح أول رئيس وزراء هندي يشارك في المؤتمر منذ 21 عاما. وهو ما يتوقع أن يجعل من الهند وجهة اقتصادية ساخنة تجذب الاستثمارات.

يذكر أنه في السنوات الماضية، أصبحت الهند وجهة جذابة للاستثمارات الأجنبية لتتلقى على سبيل المثال أكثر من 60 مليار دولار أمريكي من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في السنة المالية الماضية فقط. وعلاوة على ذلك، فمن المتوقع أن تحتل الهند مركز بريطانيا وفرنسا في أكبر اقتصادات العالم، وهو المركز الخامس بحلول العام المقبل. وعلى الرغم من الأخبار الإيجابية من جميع أنحاء العالم، لا يزال الاقتصاد العالمي يواجه مجموعة من التهديدات والشكوك التي يمكن أن تعرض الانتعاش العالمي للخطر وتؤدي إلى أزمة أخرى.

فقد تكون البنوك قد أصبحت أقل عرضة للأزمة إلى حد ما نتيجة لإعادة التنظيم، على اعتبار أن إدارة دونالد ترامب في الولايات المتحدة تريد إعادة تنظيم البنوك، ولكن هناك الكثير من المخاطر الأخرى.

وقد تشوه تشريعات الإصلاح الضريبي التي وضعها حزب ترامب الجمهوري ــ التي بدأ وضعها بالفعل - البنية الحساسة للتجارة العالمية. ولكن على الصعيد الآخر، من الجيد أن ترامب يريد تعزيز قوة اقتصاد بلاده، فإذا سار كل شيء مثلما يأمل الاستراتيجيون الأمريكيون، سينخفض العجز الأمريكي (خاصة التوازن بين الصادرات والواردات) في حسابها الحالي إلى النصف. بالإضافة إلى أن شركات أمريكية مثل آبل Apple التي انغمست في استراتيجيات تهرب ضريبي طائلة ستضطر في نهاية المطاف إلى دفع تلك الضرائب للحكومة.

انديان اكسبريس