1239062
1239062
العرب والعالم

برلمان بولندا يقر قانونا يبرئ فيه وارسو من «جرائم النازية»

01 فبراير 2018
01 فبراير 2018

قلق أمريكي من عواقب القرار وإسرائيل «تعترض بشدة» -

عواصم - (رويترز): وافق البرلمان البولندي على مشروع قانون أمس يعاقب على الإشارة إلى أي تورط لبولندا في فظائع النازي التي ارتكبت على أراضيها خلال الحرب العالمية الثانية، في تحد لانتقادات إسرائيل والولايات المتحدة.

وكان مشروع القانون قد أشعل خلافا دبلوماسيا بين إسرائيل وحكومة وارسو المحافظة منذ الموافقة المبدئية عليه في مجلس النواب الأسبوع الماضي، حيث شبه رئيس وزراء إسرائيل الأمر بمحاولة لتغيير التاريخ.

وحثت وزارة الخارجية الأمريكية بولندا أمس الأول على إعادة تقييم مشروع القانون، معبرة عن قلقها من عواقبه على علاقات وارسو بالولايات المتحدة وإسرائيل.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن إسرائيل «تعترض بإصرار» على موافقة مجلس الشيوخ البولندي أمس على مشروع قانون يعاقب الإشارة إلى تورط بولندا بأي شكل من الأشكال في المحرقة‭‭‭ ‬‬‬النازية.

وقال عمانوئيل نحشون المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية في تغريدة على تويتر «تنظر إسرائيل بأقصى قدر من الجدية لأي محاولة للطعن في حقيقة تاريخية. لن يغير أي قانون الحقائق».

ويفرض مشروع القانون عقوبة السجن لمدة ثلاث سنوات لمن يأتي على ذكر «معسكرات الموت البولندية»، لكنه لن يقيد أبحاث الحرب العالمية الثانية.

وجاهدت بولندا على مدى سنوات لمنع استخدام هذه الجملة في بعض وسائل الإعلام الغربية قائلة إنها تشير إلى أن بولندا كانت مسؤولة جزئيا على الأقل عن المعسكرات التي قتل فيها الملايين على يد ألمانيا النازية.

وأقام النازيون المعسكرات بعد غزو بولندا في 1939 والتي كانت موطنا لأكبر طائفة يهودية في أوروبا في ذلك الوقت.

وقال باتريك ياكي نائب وزير العدل للصحفيين في البرلمان «أرسلنا إشارة واضحة للعالم بأننا لن نسمح باستمرار تعرض بولندا للإهانة».

وصوت مجلس الشيوخ البولندي على مشروع القانون في الساعات الأولى من صباح أمس وسيتم إرساله الآن إلى الرئيس أندريه دودا للتوقيع النهائي عليه.

وذكرت وكالة الأنباء البولندية (باب) أن 57 من أعضاء المجلس صوتوا لصالح مشروع القانون ورفضه 23 وامتنع اثنان عن التصويت.

وقالت الولايات المتحدة إن القانون «قد يقوض حرية التعبير والنقاش الأكاديمي. علينا جميعا توخي الحذر كي لا نمنع النقاش والتعليق على المحرقة».

وقالت هيذر ناورت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية في بيان «نعتقد أن أفضل السبل للتصدي للخطاب غير الدقيق والمسيء هو النقاش المفتوح والدراسة والتعليم»، وأضافت «نحن قلقون أيضا بشأن تبعات مشروع القانون، إذا تم سنه، على مصالح وعلاقات بولندا الاستراتيجية... نحث بولندا على إعادة تقييم القانون».

وقبل نشوب الحرب العالمية الثانية كانت بولندا موطن 3.2 مليون يهودي. وهاجمت ألمانيا النازية بولندا واحتلتها عام 1939 وبنت فيما بعد معسكرات اعتقال منها معسكرا أوشفيتز وتريبلينكا على أراضيها. وقتل معظم اليهود الذين عاشوا في بولندا على أيدي الغزاة النازيين.

وبحسب متحف المحرقة التذكاري بالولايات المتحدة فإن النازيين قتلوا أيضا ما لا يقل عن 1.9 مليون مدني بولندي من غير اليهود خلال الحرب.

واستدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية القائم بالأعمال في سفارة بولندا يوم الأحد لإبداء اعتراضها على مشروع القانون.