1238162
1238162
المنوعات

بادمافات.. الملكة الحكيمة التي دافعت عن كرامة زوجها

01 فبراير 2018
01 فبراير 2018

عرض - خلود الفزارية -

تبدأ أحداث الفيلم في القرن الرابع عشر مع حكم الدولة الخليجية المسلمة للهند، حيث ابتدأ المشهد بقصر السلطان جلال الدين في أفغانستان، حين يدخل عليه ابن أخيه الطائش جالبا معه نعامة بعد أن طلبت ابنته ريشة نعام، ويخبره أنه لا ثمين يصعب على علاء الدين، ليبادره السلطان سائلا عن هديته في المقابل فيجيبه أنه يطلب يد ابنته الأميرة ميهرونيسا فيصفعه السلطان ويسأل علاء الدين الأميرة فتبتسم معلنة قبولها، وتقام بعدها مراسم الزواج، التي تخللتها تصرفات طائشة من علاء الدين من بينها أنه قتل أحد رجال السلطان بعد أن رآه متلبسا مع إحدى خادمات القصر، قبل انضمامه إلى عروسه، وقد لاحظت الأميرة تصرفاته الغريبة.

في مشهد آخر كانت الأميرة بادمافاتي في الغابة تحاول اصطياد بعض الحيوانات، في الوقت الذي كان الملك راتان سينغ يتجول في إحدى الغابات طلبا للآلئ التي أمرته زوجته أن يجلبها لها، وإذ بأحد السهام يخترق ذراعه فتأخذه الأميرة لمداواته، وقد أشرفت بنفسها على تطبيبه في ليال ثلاث، فيطلب يدها وتوافق على الفور لتلتحق بقصره.أثناء مراسم الزواج، سألها رجل الدين عددا من الأسئلة ليتأكد من أهليتها للزواج بالملك، أهمها معاني الشجاعة والصبر والوفاء أجابت عليها بحنكة واستحقت لقب زوجة الملك الثانية، إلا أن رجل الدين ذاك اخترق خصوصية الزوجين وحاول مراقبتها وباغته الملك بالخنجر فهرب، وساعدته زوجته بكشف الفاعل من خلال رائحة الصندل التي كانت في الدم، ولا يقوم بلمسها سوى رجل الدين الذي يعزف من خلال آلة الناي عليها، وكانت عقوبته أن نفي من البلاد بعد أن أشارت الملكة بادمافاتي على زوجها بالعقوبة، وأوعدهم رجل الدين بالانتقام ومسخ مملكة سينجال.عودة إلى المملكة المسلمة، بعض المقربين حذروا الملك جلال الدين من ابن أخيه علاء الدين حيث قام ببعض التوسعات دون استشارته، فعاجل بزيارته، وعندما وصل وجد علاء الدين متقلدا إحدى مجوهرات تاج الملك على نحره، فنزعها الملك، وأخبره بأنه جاء إليه بهدية وهي غلام واسمه كافور، فطلب منه علاء الدين أن يقتل معاوني الملك فضحكا عليه، إلا أن الغلام قام بقتلهما مما أبهر علاء الدين وأسعده وشكره على الهدية التي أثبتت استحقاقها، وأمر معاونه بقتل الملك بعد أن أحكم توثيقه.

رجل الدين المنفي توجه إلى مملكة علاء الدين بعد أن نصب نفسه ملكة برغم لوعة زوجته على والدها، وصمت أخيها، وفاجأه ببعض الحقائق تبعها ببعض التنبؤات التي أوضح أنه سيحكم فيها جميع بلاد الهند ولن يتأتى له ذلك إلا بالاستحواذ على الملكة الحسناء بادمافاتي، فحشد علاء الدين جيشه وحاصر مملكة بادمافاتي، إلا أنه لم يتمكن من الصمود بسبب قوة دفاع قلعة الملك إلى جانب الحراسة القوية، فعرض عللى الملك راتان الهدنة، واستقبله الملك بأخلاق ومبادئ الرجبيين (التي كان يعتنقها)، إلا أن علاء الدين قام بخيانته مرتين، المرة الأولى حين طلب منه رؤية زوجته التي وافقت على شرطه مع غضب زوجها، ثم استدعاء الملك لخيمته كرد للضيافة ولكنه اختطفه كرهينة ليجبر بادمافاتي بالذهاب إليه لإنقاذ زوجها الملك.

واستخدمت بادمافاتي الحيلة حيث قدمت عددا من الشروط للذهاب إلى علاء الدين، أهمها قطع رأس رجل الدين، واصطحاب ثمانين جارية معها، ومقابلة زوجها قبل ملاقاة علاء الدين وحده بلا حراس، وأن تستقبلها النساء فقط، وقد وافق علاء الدين على جميع شروطها، فأعدت عدتها وسافرت إلى مملكتهم في قافلة من الهوادج، في ذات الوقت حاول ابن جلال الدين الملك المغدور بأخذ ثأر أبيه، وطعن الملك طعنات مسمومة أثناء احتفاله، باءت محاولته بالفشل فقتله علاء الدين بيده.

كانت الملكة ميهرونيسا في استقبال بادمافاتي، وأخذتها إلى زوجها، وحاولت تهريبهم إلا أن الملك راتان رفض المغادرة كالهارب وطلب مواجهة علاء الدين الذي أخلى مجلسه من الحراس وكان معاقا بسبب جراحه، وأخبره الملك راتان بمغادرته وأنه ينتظره لمواجهته بعد أن تشفى جروحه، وقام علاء الدين بمناداة رجاله دون أن يصغي إليه أحد لأن مجلسه كان خاليا، أما قافلة الجواري التي أحضرتها الملكة بادمافاتي فكانت جيشا متنكرا بزي النساء، رفض قائده العودة وطلب الملك والملكة الهرب في الممر السري لقصر علاء الدين بمساعدة زوجته، وبعد أن سرب الغلام لعلاء الدين خبر تواطئ زوجته بالعدو، أغلقت بوابات القصر واشتبك العدوان في مواجهة قتل فيها جيش مملكة سينجال بالكامل.

بعد شفاء علاء الدين ذهب إلى مملكة سينجال بجيش كبير مجهز بالأسلحة الحديثة التي لم يعرفها الهنود قبلا، ونزل إلى ساحة المعركة الملك راتان ورجاله، ولكنه انطلق لمواجه علاء الدين وجها لوجه قبل بدء المعركة، وتغلب عليه، ولكن مرة أخرى تصدر خيانة من الجيش الإسلامي لقتل الملك راتان أثناء المواجهة الفردية، وبعدها تسلل جيش علاء الدين إلى قصر سينجال، وكانت النسوة قد استعدت لتلك اللحظة، فرمين الجيش بالنيران، ثم توجهت الملكة بادمافاتي وخلفها النساء إلى النار المشتعلة لتلقين بأجسادهن قبل أن يأخذهن علاء الدين كأسيرات.

قصة الفيلم تدور حول أحداث تاريخية، دفعت بمئات من الهندوس إلى التظاهر والاحتجاج قبل أن يشاهدوا الفيلم، حيث نسجت أحداث القصة من قصيدة تاريخية وصفت ما تم في ذلك الزمان، إلا أن مخرج الفيلم استغل الاحتجاجات للترويج عن فيلمه دون الالتفات لمطالب الهندوس الذين احتجوا على العلاقة الغرامية بين علاء الدين الملك المسلم والملكة الهندوسية بادمافاتي، إلا أن ذلك لم يكن في الفيلم، حيث كانت قصة الفيلم تحكي رغبة علاء الدين للارتباط ببادمافاتي من أجل توسعة نفوذه، وقام بأداء دور علاء الدين المسلم الممثل الهندوسي رانفير سينغ، ووصف الفيلم السلطان المسلم بالخائن، حيث كان يعود في كلمته ويغدر من أجل طمعه ومصالحه، كما تعمد المخرج أن يدرج القائد الإسلامي كافور على أنه غلام مسلم واقع في حب الملك لتشويه سمعة سلاطين المسلمين، كما وصف السلطان المسلم بالأنانية في تناول الطعام بمختلف صنوفه، في حين كان جيشه معدما جائعا بعد حرق مؤونته، ناهيك عن اللهو والطرب حيث تم تصوير علاء الدين ومن قبله جلال الدين في ساحات اللهو والغناء والشعر، وكان علاء الدين يشارك بالرقص في تلك المجالس، في المقابل تم وصف الملك الهندوسي بصاحب القيم والمبادئ الذي يدافع عن كلمته مهما كان المآزق، ووصف زوجته بالوفاء وعدم بيع شرفها لأي كان.

الفيلم من إخراج سانجاي ليلا بهانسالي، وقام بأداء أدوار الأبطال كل من ديبيكا بادكون في دور بادمافاتي، وشاهد كابور بدور راتان سينغ، ورانفير كابور بدور علاء الدين.