1238353
1238353
المنوعات

انطلاق مشروع محاكاة العيش على المريخ في السلطنة

31 يناير 2018
31 يناير 2018

سيقضي الطاقم ثلاثة أسابيع في عزلة شبه كاملة -

«العمانية»: توجه طاقم تجارب محاكاة العيش على المريخ أمس إلى صحراء مرمول بمحافظة ظفار لانطلاق مشروع محاكاة العيش على المريخ «أمادي 18» الذي تستضيفه السلطنة كأحد إسهاماتها الدولية في البحوث والدراسات الفضائية في مجال ارتياد الإنسان للفضاء والاستكشاف العلمي الرامية إلى رفع مستوى جاهزية التقنية وتطوير الأنظمة الداعمة لحياة رواد الفضاء.

وقال أسامة البوسعيدي نائب رئيس الجمعية الفلكية العمانية ومدير مشروع تجارب محاكاة العيش على المريخ من الجانب العماني إن «المرحلة الأولى من المشروع والتي تبدأ اليوم 31 يناير وتستمر حتى 8 فبراير القادم هي الفترة المفتوحة حيث سيتم خلالها السماح للمدعوين والمهتمين والصحفيين وممثلي وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة من داخل السلطنة وخارجها بزيارة المنطقة، وفي 9 فبراير سيقضي الطاقم ثلاثة أسابيع تستمر حتى الأول من مارس في عزلة شبه كاملة إلا أنهم سيخضعون إلى مراقبة عن كثب من قبل فريق عمل»، ويتكون الطاقم من 16 شخصا من دول فرنسا وألمانيا وبريطانيا والنمسا وإسبانيا وهولندا والبرتغال والسلطنة ممثلة في أسامة البوسعيدي.

وأضاف لوكالة الأنباء العمانية ان «دور الجانب العماني يتلخص في توفير احتياجات التجربة من خلال التواصل مع الداعمين من مؤسسات القطاعات الحكومية والعسكرية وشركات الخاص للبدء في الوقت المناسب وإجراء الاتصالات اللوجستية مع الجهات المشاركة للتأكد من توفير كافة تلك الاحتياجات داخل المكان». وأشار إلى إن «طاقم التجارب سيقوم بإجراء 19 تجربة للمحاكاة من جميع الجوانب من بينها إجراء اختبارات لعجلات المركبة الفضائية والروبوتات لجمع العينات وحركاتها على السطح المشابه وقدرتها على أخذ العينات والمعلومات وإرسالها إلى مركز المعلومات الذي سيكون متواجدا في النمسا وسيكون هناك نقل حي لبعض التجارب على مواقع التواصل الاجتماعي».

وتعد تجربة «أمادي 18» الأشجع على الإطلاق في سلسلة التجارب التي تحاكي مغامرة الحياة فوق سطح المريخ وقد سبقتها تجارب فوق سطح نهر جليدي متجمد في جبال الألب وتجربة داخل كهف مفتوح بجنوب إسبانيا وأخرى في الصحراء المغربية.

وبدأ التنسيق لهذا المشروع من خلال الاتصالات التي أجراها المنتدى النمساوي للفضاء بقاعات اجتماعات الأمم المتحدة بفيينا ضمن اجتماعات اللجنة الأممية للاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي بفيينا، وفي صيف عام 2016 م قدم مجلس إدارة الجمعية الفلكية العمانية طلب موافقة حكومية على استضافة السلطنة لمشروع تجارب محاكاة العيش على الكوكب الأحمر بنهاية عام 2016 م، ونتيجةً لمنافسة عالمية قام وفد من المنتدى النمساوي وبصحبة فريق من الجمعية الفلكية العمانية بزيارات ميدانية لعشرة مواقع في السلطنة وجد سبعة منها ذات طبيعة تتشابه في تكوينها مع كوكب المريخ، وعلى ضوء الزيارات الميدانية بالسلطنة وخارجها والتحاليل العلمية للمواقع جاء قرار المنتدى النمساوي للفضاء باختيار موقع بصحراء مرمول لإجراء التجارب في السلطنة، وتم اختيار السلطنة لتوفر عدد من المعطيات والمعايير الأساسية التي رأى الفريق العلمي الممثل للمنتدى أنها ستسهم وبشكل كبير في خدمة التجربة وإنجاحها، حيث كانت المعطيات والمقوماتُ الجيولوجيةُ والطبوغرافيةُ التي تتمتع بها السلطنة مماثلة لسطح المريخ وتعتبر القاعدة الأساسية لتحقيق أهداف المحاكاة، وبدأت الأعمال التحضيرية والتنسيق المشترك في عام2017م.

وقد شكلت السلطنة لجنة توجيهية للاستضافة برئاسة المكرم الشيخ البروفيسور الخطاب بن غالب الهنائي نائب رئيس مجلس الدولة ورئيس لجنة التخطيط الاستراتيجي بالجمعية وبعضوية عدة جهات معنية: مجلس الدولة، وزارة الخارجية، وأركان قوات السلطان المسلحة، وزارة السياحة، مجلس البحث العلمي، وزارة النقل والاتصالات، الهيئة الوطنية للمساحة، جامعة السلطان قابوس، الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، شركة تنمية نفط عمان، شركة النطاق العريض، الجمعية السلطانية لهواة اللاسلكي فضلا عن الجمعية الفلكية العمانية التي تعتبر المنصة والحاضن الوطني للمشروع والمتابع لتنفيذ توصيات اللجنة التوجيهية المشرفة على أعمال التحضير المبكر لهذه التجربة من مختلف النواحي الإدارية والفنية والعلمية واللوجستية لتعظيم الفائدة للسلطنة.

وستشارك وتساهم كل من شركة تنمية نفط عمان وجامعة السلطان قابوس في إنجاح التجربة الدولية، وسيتضمن برنامج مشروع المحاكاة سلسلة من التجارب العلمية التي تم اقتراحها من مجموعة من المؤسسات البحثية العالمية وقد تم اختيار التجارب الواعدة وخطوات سير العمل من خلال عملية مراجعة دقيقة تركز التجارب على علوم الأرض والهندسة وعمليات سطح الكوكب والعامل البشري وعلوم الحياة مثل علم الأحياء الفضائي وجوانب عملية البعثة واختبار التعديلات الجديدة على بدلة الفضاء وكبسولة فضائية قابلة للنفخ والأنظمة الروبوتية بالإضافة إلى خطوات سير العمل لخطط الطيران ونظام الدعم العلمي عن بعد المتعلق بالمهمات المعقدة ويتضمن ذلك التأخير في الوصول وتجارب الجاذبية ودرجات الحرارة وعدم توفر الخدمات في الفضاء وردة فعل رواد الفضاء والغلاف الجوي والبيئة وفهمها والاستعداد لها وتجارب علمية أخرى متنوعة.