كلمة عمان

تحسين بيئة الأعمال واستثمارات أكبر بالدقم

31 يناير 2018
31 يناير 2018

بينما تستعد وزارة التجارة والصناعة للإعلان عن المنشآت الصناعية الفائزة بجائزة السلطان قابوس للإجادة الصناعية 2017 - 2018، وذلك يوم 11 فبراير القادم، بالتزامن مع الاحتفال بيوم الصناعة العمانية، الذي يوافق التاسع من الشهر القادم، حيث تشمل جائزة السلطان قابوس للإجادة الصناعية هذا العام جائزة للابتكار، يفوز بها المصنع أو المنشأة الصناعية الأكثر ابتكارا، فإن مما له أهمية ودلالة أن السلطنة تسعى، بشكل دائم ومتواصل، ليس فقط من أجل الحفاظ على الالتزام بمعايير الجودة الصناعية، بالنسبة للمنتجات العمانية، صناعية أو غذائية أو دوائية أو في أي مجال من المجالات، وهو ما أكسب المنتجات العمانية سمعة طيبة وقوة متزايدة في الأسواق الإقليمية والدولية، ولكنها تسعى كذلك إلى زيادة التنافسية، من خلال العمل على تحسين بيئة العمل في مختلف القطاعات، وإيجاد بيئة محفزة، تعزز تنافسية السلطنة، على كل المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، وذلك كسبيل آخر لزيادة جاذبية السلطنة للاستثمارات الإقليمية والدولية، ودعم تنفيذ سياسات التنويع الاقتصادي في القطاعات الإنتاجية والخدمية.

على صعيد آخر، واستمرارا لهذا النهج، تسير المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم في طريقها المرسوم، من أجل استقطاب وتشغيل استثمارات كبيرة ومتنوعة ومتعددة بها، وبما يسهم في تحويلها بالفعل، إلى واحدة من أهم المناطق اللوجستية الحديثة في المنطقة، والقادرة، بحكم موقعها وإمكاناتها وتجهيزاتها الحديثة، من خدمة حركة التجارة والتنمية الاقتصادية، سواء على مستوى السلطنة، أو على مستوى خدمة وتعزيز التجارة والنقل بين هذه المنطقة الحيوية، وبين العالم من حولها.

ومما له دلالة في هذا المجال أن مجلة مجلة «ميد الشرق الأوسط» التي تعنى بقطاع الطاقة في منطقة الخليج بوجه خاص، وفي العالم بوجه عام، أشادت بمشروع مصفاة النفط في الدقم، باعتباره أحد أهم وأكبر عشرة مشروعات واعدة في القطاع النفطي بمنطقة الخليج، حيث تقدر التكلفة الاقتصادية للمشروع بنحو ثمانية مليارات دولار، وتصل الطاقة التكريرية للمصفاة إلى 230 ألف برميل يوميا عند اكتمالها.

جدير بالذكر أن مصفاة النفط بالدقم، هي مجرد واحد من عدة مشروعات كبيرة تضمها المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، ومنها على سبيل المثال الحوض الجاف لإصلاح السفن، وهو واحد من أكبر وأنجح المشروعات في هذا المجال، ومنها أيضا المدينة الصينية، التي ستضم عدة مشروعا، بالتعاون مع الجانب الصيني، هذا فضلا عن العديد من المشروعات الصناعية والخدمية، والسياحية التي يجري العمل فيها على قدم وساق في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، والتي تتغير صورتها باستمرار بسبب حجم العمل الجاري في مشروعات متعددة فيها في الوقت ذاته. وفي حين وقعت الهيئة الاقتصادية الخاصة بالدقم العام الماضي 87 اتفاقية انتفاع وتطوير مع العديد من الشركات والمستثمرين من السلطنة وخارجها لتنفيذ مشروعات مختلفة، خدمية وإنتاجية، فان الاتفاقية التي تم التوقيع عليها بين بنك نزوى الإسلامي وبين شركة تطوير الدقم، وهى إحدى الشركات التابعة للمجموعة العمانية للوجستيات «آسياد» لتمويل المرحلة الأولى من مدينة الدقم الجديدة، تمثل خطوة أخرى هامة لتحقيق مزيد من التكامل بين المشروعات الإنتاجية والسياحية والخدمية بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم وتعزيز التنمية المستدامة، وتحقيق الأهداف التي وضعها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - لتحقيق مزيد من التقدم والرخاء للمواطن العماني اليوم وغدا.