1236633
1236633
عمان اليوم

طلاب الكلية المهنية بصلالة ينجحون في تأسيس مشروع للاستزراع السمكي والنباتي بالطاقة الشمسية

30 يناير 2018
30 يناير 2018

يوفر 90% من المياه المفقودة في الزراعة التقليدية -

كتب - محمد بن حمد الصبحي:-

تمكن فريق طلابي من الكلية المهنية بصلالة من التوصل بنجاح إلى بناء مشروع بحثي يهتم بالاستزراع السمكي والنباتي بتحكم أتوماتيكي وإلكتروني بتغذية ذاتية عن طريق الطاقة الشمسية، ويتكون الفريق البحثي من مجموعة من الطلبة والطالبات المبتكرين من طلاب الكلية المهنية بصلالة وهم: علي بن سالم بن أحمد بن عبد الله الكثيري، ومصعب بن محمد بن سالم الشيداد، ولبنى بنت أحمد بن عامر بن محمد العمري، ومريم بنت محمد بن حسن بن محمد عتيق بإشراف ومتابعة من المشرف وليد محمد محمد رضا عبد الفتاح.

دمج التقنيات الحديثة

وقال الفريق البحثي: إن المشروع عبارة عن دمج للتقنيات الحديثة مع الاستزراع السمكي والنباتي لاستخراج منتج عضوي لا يحتوي على أي مواد غير طبيعية أو كيماويات أو هرمونات وبدون استخدام طاقة ملوثة للبيئة مثل طاقة المحروقات مع توفير الجانب الأمني والآلي للنظام.

وأشار الفريق إلى أن فكرة عمل المشروع تعتمد على الاستفادة من فضلات الأسماك الطبيعية في تسميد النباتات المزروعة مائيا من خلال مجموعة فلاتر ميكانيكية وبيولوجية تمر فيها فضلات الأسماك للتخلص من المواد الثقيلة والأمونيا والنتريت وتحويلها إلى أسمدة مغذية للنباتات (نترات) بشكل طبيعي بدون أي تدخل كيماوي.

وأوضح الطلبة في الفريق أن الوصف الفني للمشروع يتضمن وجود نظام تحكم أوتوماتيكي إلكتروني يعمل بنظام مغلق بتغذية ذاتية عن طريق الطاقة الشمسية، حيث يتحكم النظام في أحوض الأسماك، والمصفيات الميكانيكية والحيوية وأحواض النباتات ودرجة الرطوبة والحرارة والأوكسجين الذائب ليستطيع المشروع العمل ذاتيا وبدون أي تدخل بشري مستمدا الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل النظام من الألواح الشمسية المغذية للمشروع عبر آلية العمل بمراحل المشروع المختلفة من على أرض الواقع من البداية إلى حصاد المنتج النهائي العضوي المتميز.

تغذية الأسماك

وعن تغذية الأسماك بداخل الحوض، قال الفريق: «تم إدخال فكرة تغذية الأسماك عن طريق نوعية معينة من الطحالب توجد بها نسبة بروتين أعلى من الموجودة بالأعلاف المعتادة والمكلفة وبالتالي فإن الأرباح النهائية للمشروع ستتضاعف عند التطبيق على المستوى التجاري، حيث تتم تغذية النظام بالطاقة الشمسية الصديقة للبيئة مما يجعل إقامة المشروع في الأماكن الصحراوية القاحلة والبعيدة عن مصادر الطاقة والمياه ممكنة، وكذلك تمت إضافة التقنيات الإلكترونية والرقمية للتحكم في إضاءة النظام بحلول الظلام وإغلاقه نهارا أوتوماتيكيا وكذلك قياس درجة حرارة مياه الأسماك ودرجة حرارة النظام وكذلك نسبة رطوبة الجو».

مميزات المشروع

وحول المميزات المختلفة للمشروع، قال الفريق: «لقد تم تزويد المشروع بمجموعة من المميزات ليعمل بكفاءة في كل النواحي وهي إضافة نظام أمني يحمي المشروع من الاختراق، ومنظومة قياس وتحكم أتوماتيكى في درجات الحرارة والرطوبة، وكذلك تحكم أتوماتيكي في الإنارة الليلية، وبما أن المشروع ذاتي التغذية فهو بالتالي يوفر الكثير من النفقات مثل الكهرباء وفقدان المياه وعند تنفيذه على مساحات كبيرة تكون المصروفات أقل والإيرادات أعلى».

وامتاز المشروع الطلابي بوجود خطة للتسويق والتنافسية مع المنتجات الأخرى في السوق، وبالنسبة لبيع المنتجات فمن المتوقع أننا لن نواجه صعوبات كبيرة في ذلك لأن المنتجات التي يقدمها المشروع هي منتجات عضوية لا تحتوي على مواد كيماوية، وأيضا يزداد الطلب على هذه المنتجات في مختلف المحافظات من جميع الفئات، فقبل الحصاد أو انتهاء الدورة الإنتاجية يمكنك التواصل مع تجار الخضراوات والأسماك لتعرض عليهم شراء الكميات المتوفرة لديك، وفي النهاية يمكنك البيع للتجار الذين يعرضون أعلى سعر أو الذين يدفعون كامل المبلغ عند الشراء، ويضيف بما أن النموذج ذاتي التغذية فهو بالتالي يوفر كثيرا في النفقات مثل الكهرباء وفقدان المياه وعند تنفيذه على المستوى التجاري، وعلى مساحات كبيرة تكون المصروفات أقل والإيرادات أعلى.

خدمات المشروع

وفيما يخص الخدمات التي يقدمها المشروع، يعمل المشروع على إيجاد حلول لأربعة تحديات تواجهها بعض القطاعات بالسلطنة في الوقت الحالي، في مجالات الطاقة وتلوث البيئة، والتلوث الغذائي الكيميائي، والمياه، وتأهيل الموارد البشرية.

إذ تعتبر عملية توليد الطاقة من أكبر مسببات تلوث البيئة سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، ولإيجاد طريقة الحل لمشكلة الطاقة وتلوث البيئة، فقد استخدمنا في مشروعنا الطاقة الشمسية للحصول على الطاقة النظيفة لتشغيل المشروع بدون أي من ملوثات حيث تعدّ الطاقة الشمسية من أهمّ مصادر الطاقة الطبيعية المتجددة التي لا تنتهي، أي غير القابلة للنفاد، حيث تتمثّل هذه الطاقة في انبعاث الأشعة الضوئية والحرارة من أشعة الشمس، والتي تعد من أهم المصادر الطبيعية المستدامة، والتي يمكن استغلالها كأحد البدائل الطبيعية لتوليد الطاقة الكهربائية وبالتالي يمكن الاستغناء بشكلٍ كامل عن شركات الكهرباء.

الآثار السلبية

ويعتبر الغذاء غير الآمن أو الكيميائي من أكبر الآثار السلبية للممارسات المبالغ فيها في استخدام الأسمدة الكيماوية والتي تعالت بسببها أصوات الناس عامة بضرورة العودة إلى النظام الغذائي العضوي للتخلص من تلك الآثار، وتأتي طريقة الحل لمشكلة الغذاء غير الآمن في مشروعنا حيث يعتمد مشروعنا على تسميد النباتات بفضلات الأسماك العضوية بعد التخلص من عنصري الأمونيا والنتريت بها عن طريق منظومة من الفلاتر الميكانيكية والبيولوجية، وعمل نظام بكتيري نافع يعمل على إمداد النباتات بالسماد العضوي المحتوي على العناصر اللازمة للنباتات الخضرية والثمرية للحصول على منتج عضوي خال من المواد الضارة بالإنسان وبسعر مناسب.

العجز المائي

أما مشكلة المياه داخل السلطنة، حيث إن مشكلة العجز المائي الذي تعاني منه البلاد يعتبر أكبر تحد يواجه السلطنة حيث تشير دراسات الوزارة المعنية إلى أن العجز يفوق 300 مليون متر مكعب سنويا على مستوى السلطنة، وطريقة الحل لمشكلة المياه داخل السلطنة، فإن المشروع يعتمد على الزراعة المائية المستدامة بمعنى أن نسبة فقد المياه في المنظومة حوالي 10% على أقصى تقدير أي أننا نوفر 90% من المياه التي تفقد في الزراعة التقليدية وذلك لأن المياه في النظام تمر في دائرة مغلقة.

ويتطرق الفريق البحثي إلى تأهيل الكوادر البشرية، حيث يوفر المشروع العديد من الوظائف في مجالات العمل المختلفة من الشباب العماني مثل الأعمال الفنية في الكهرباء والطاقة الشمسية والإلكترونية وأعمال التقنية الزراعية والتحاليل وتقنية الاستزراع السمكي والتسويق والمحاسبة وتعبئة وتغليف للمنتج النهائي وأعمال النظافة مما يساعد على جذب الشباب على المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

الرؤية المستقبلية للمشروع

ويأمل الفريق البحثي للمشروع أن يتم تنفيذه على نطاق واسع، وأن يعمل بشكل تجاري وبدعم من عدة مؤسسات وجهات حكومية وخاصة وصناديق دعم وتمويل، وأيضا نأمل أن يجذب المشروع المستثمرين ورجال الأعمال لرؤية المشروع يتوسع بشكل أكبر ويؤتي ثماره ويحقق الرؤية التي نرغب في أن يصل إليها، ومن خلال كل ما سبق نود أن نوضح أن هذا المشروع هو مشروع تنموي وطني له جدوى اقتصادية عالية مستدامة على طول الوقت ولسنوات قادمة غير محدودة، وفي كل الأماكن حيث إنه يصلح في الأماكن البعيدة وبمصروفات محدودة.