1237073
1237073
المنوعات

كشف نتائج أعمال التنقيبات في موقع «قميرا» بولاية ضنك

30 يناير 2018
30 يناير 2018

المـوقـع علـى طـريق القـوافـل وبعـض مكتشـفـاته مســتـوردة -

تعود إلى العصرين الحجري والبرونزي وقبورها تحوي «لقى جنائزية» -

كتب ـ عاصـم الشـيدي -

كشفت وزارة التراث والثقافة أمس عن تفاصيل أولية لنتائج التنقيبات الأثرية التي تجريها بالتعاون مع متخصصين من جامعة وارسو البولندية في موقع قميرا بولاية ضنك بمحافظة الظاهرة.

وأكدت التنقيبات عن وجود استيطان يمتد من العصر الحجري الحديث إلى العصر الحديدي، وعن علاقات متبادلة بين حضارة تلك المنطقة والحضارات العمانية المجاورة والحضارات البعيدة الأخرى.

وهذه أول نتائج تعلنها الوزارة عن أعمال التنقيب في موقع قميرا رغم أن هذا الموسم الثالث لأعمال التنقيب في الموقع الذي بدأ عام 2015.

ويرأس البعثة البولندية الدكتور بيوتر بلنسكي بمشاركة متخصصين من وزارة التراث والثقافة.

وقالت سمية البوسعيدية رئيسة قسم الدراسات الأثرية بوزارة التراث والثقافة إن أعمال التنقيب في المواسم الثلاثة كشفت عن ثلاث مناطق استيطان في «قميرا» تمتد من العصر الحجري الحديث والعصر البرونزي والعصر الحديدي في عين بني ساعده وهي «قميرا 1» و«قميرا 2» و«قميرا 3». وأشارت البوسعيدية إلى أن موقع «قميرا1» كان عبارة عن مقبرة ترجع إلى الألف الثالث قبل الميلاد، وتحوي على قبور مشابهة للقبور المعروفة في موقع «بات» حيث تتميز بالشكل الدائري، ويقسم القبر الواحد إلى غرف تصل إلى أربع.

فيما كان موقع «قميرا2» عبارة عن مستوطنة ترجع لفترة العصر الحجري الحديث، وهذه المستوطنة أقدم من موقع «قميرا 3» التي يعود تاريخها إلى العصر البرونزي امتدادا إلى العصر الحديدي.

وأجرى الفريق مسوحات سطحية في موقع قميرا «20 و21» وتدل النتائج الأولية على أن الموقعين يعودان إلى العصر الحديدي الثاني.

وقالت البوسعيدية في حديث خاص مع «عمان» إن نوعية المكتشفات الأثرية في الموقعين كانت عبارة عن أواني حجرية وأخرى فخارية بعضها محلي والآخر مستورد وهذا الأخير ما زال يخضع للدراسة لتحديد أماكن استيراده بدقة، موضحة أن هذا تشير إلى وجود علاقات اقتصادية وحضارية قامت بين هذه المواقع وحضارات كانت قائمة في أماكن ثانية، ولأن هذه المواقع كانت على طريق القوافل لذلك ظهر بينها تبادل اقتصادي تربط بينها وبين مواقع مثل بات وواحة البريمي على سبيل المثال.

وتعود أهمية الموقع في وقوعه على مفترق الطرق التجارية المرتبطة بتجارة النحاس، بالإضافة إلى توفر المياه التي كانت دافعا للاستيطان واستمراره لفترة طويلة تمتد من الألف الثالث إلى الأول قبل الميلاد والفترة الإسلامية.

وحسب البوسعيدية فإن أعمال التنقيب لم تكشف عن وجود مصاهر للنحاس أو لقى مصنوعة منه.

وقالت البوسعيدية إن أعمال التنقيب في أحد القبور الجماعية في موقع «قميرا1» والذي يتكون من أربع غرف ويعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد كشف عن وجود العديد من بقايا الهياكل العظمية مصحوبة بالعديد من اللقى الجنائزية والتي شملت أواني فخارية وحجرية وخرز وسهام.

ومن خلال صورة علوية لموقع «قميرا2» يتضح أنه الأكبر مساحة بين المواقع الأخرى، ويحوي مستوطنة تضم العديد من المباني السكنية المبنية على أساسات حجرية وضمت أيضا برجا أثريا دائري الشكل وعثر في هذه المستوطنة على عدد من الكسر الفخارية المحلية والمستوردة.

أما موقع قميرا(3) فهو عبارة عن مستوطنة تعود للعصر البرونزي واستمر استخدامها إلى فترة العصر الحديدي والفترة الإسلامية المتأخرة، وقد شيدت المباني فيها على أساسات حجرية وذات تقسيمات معقدة وقد ربطت المستوطنة 3 أبراج حجرية أحداها يشبه برج الرجوم بموقع بات الأثري والذي يتميز بجداره الدائري المتعرج.

ومن المنتظر أن تستمر أعمال التنقيب في الموقع هذا العام فيما تحولت المكتشفات إلى الدراسة قبل أن تقرر الوزارة بقاءها ضمن محفوظاتها في المخازن أو نقلها إلى المتحف الوطني لعرضها أمام الزوار.

وحسب رئيسة قسم الدراسات الأثرية فإن العديد من البعثات العاملة في السلطنة ستواصل أعمالها هذا العام سواء في التنقيب أو في الدراسات المسحية السطحية الأولية. ولأول مرة ستشارك بعثة تشيكية في أعمال التنقيب، وستكون حدود عملها في الدقم.