العرب والعالم

برلين: تحالف ميركل يتوصل لاتفاق مع الاشتراكيين حول لم شمل أسر اللاجئين

30 يناير 2018
30 يناير 2018

نحو مليون شخص لا يزالون في عداد المفقودين منذ الحرب العالمية الثانية -

ميونخ (ألمانيا) - برلين - (د ب أ): توصل التحالف المسيحي الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لاتفاق مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي بشأن جمع شمل اللاجئين في ألمانيا وذلك حسبما علمت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) من مصادر مطلعة أمس في برلين.

وسيتم بموجب الاتفاق الإبقاء على وقف استقدام أسر اللاجئين حتى الحادي والثلاثين من يوليو المقبل على ألا يتجاوز عدد الأقارب الذين يتم استقدامهم بعد هذا التاريخ عن ألف شخص شهريا إضافة لأصحاب الحالات الخاصة.

وكانت هذه النقطة مثار خلاف رئيسي بين الطرفين وعقبة أمام تشكيلهما ائتلاف حكومي مشترك.

وربما أدى هذا الحسم إلى تمديد وقف استقدام اللاجئين الحاصلين على لجوء غير مطلق أقاربهم إلى ألمانيا بشكل مؤقت وذلك خلال جلسة للبرلمان بعد غد الخميس وهو الإيقاف الذي انتهت مدته الحالية بالفعل.

في هذا السياق أوضحت أندريا ناليز، رئيسة الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، أن حزبها لن يعتمد ضوابط جديدة تماما بشأن لم شمل أسر اللاجئين وذلك حسبما علمت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) من دوائر مطلعة في وقت سابق.

ونقلت هذه الدوائر عن ناليز قولها لأعضاء في حزبها الاشتراكي إن التوصل لنقاط قانونية أساسية بهذا الشأن سيكون الحل للخروج من هذه المشكلة.

وتشاورت قيادات من الكتلة البرلمانية لكل من التحالف المسيحي والاشتراكيين أمس الاثنين بشأن التوصل لمثل هذا الحل.

وحسب المعلومات المتوفرة لدى وكالة الأنباء الألمانية من جانب أطراف مطلعة أخرى فإن الحل الوسط مثار الحديث يتمثل في قصر لم الشمل على ألف حالة أسرية شهريا فقط حسبما تم الاتفاق عليه خلال مفاوضات جس النبض بين الجانبين والتي سبقت هذه المفاوضات النهائية مع السماح بزيادة هذا العدد في الحالات الملحة.

ورغم الوجود الفعلي لمثل هذا البند المصاغ بشكل عام، ترك الجانبان مسألة سريانه على اللاجئين الذين لا يتمتعون بلجوء نهائي مفتوحة. وليس هناك حتى الآن اتفاق نهائي بشأن القرارات الخاصة بنقاط الخلاف الأساسية بين الطرفين.

وهناك انتقادات واسعة خاصة من جانب حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المعادي للأجانب والذي أصبح يتزعم المعارضة الألمانية لمسألة لم الشمل حيث يخشى الحزب من أن يؤدي العدد الكبير للاجئين في ألمانيا إلى تغيير الطبيعة السكانية في ألمانيا إضافة إلى تغيير الثقافة الألمانية.

في سياق مختلف كشفت هيئة البحث عن مفقودين والتابعة للصليب الأحمر الألماني عن أن أكثر من 2ر1 مليون شخص لا يزالون في عداد المفقودين منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.

وقال رئيس الهيئة توماس هوبر في مدينة ميونخ جنوبي ألمانيا: «لن نعد قادرين على استيضاح هذه المصائر».

وأوضح سبب ذلك بأن إنهاء العمل على استيضاح أسباب اختفاء هؤلاء الأشخاص بات مؤكدا بالفعل، لافتا إلى أنه سيتم وقف التحريات في نهاية عام 2023 بالاتفاق مع وزارة الداخلة الاتحادية.

وأشار إلى أنه ليس هناك أعداد ملموسة عن المفقودين في معركة ستالينجراد، التي تعد أهم المعارك الكبرى والفاصلة التي شهدتها الحرب العالمية الثانية واستمرت نحو ستة أشهر في الفترة بين أغسطس عام 1942 وفبراير 1943، وتحل الذكرى الخامسة والسبعين على انتهائها في 2 فبراير القادم.

وعلى الرغم من انتهاء الحرب العالمية الثانية منذ أكثر من 70 عاما، إلا أن الاهتمام بالمفقودين خلالها لا يزال كبيرا.

وأوضح هوبر أنه الهيئة تلقت تسعة آلاف طلب بحث من أحفاد وأبناء خلال العام الماضي، وقال: «بالنسبة لكثير من أفراد العائلات يعد ذلك نقطة سوداء في خريطة العائلة.إننا نعمل على استيضاح هذه الحالات بنشاط».

وأشار هوبر إلى أنه أحيانا يكفي النظر فقط إلى الملفات لاستيضاح مصائر بعض الحالات، فيما أن بعض الحالات الأخرى قد تتطلب شهورا.

يذكر أن الهيئة كانت تبحث عن أكثر من 20 مليون شخص بعد انتهاء الحرب.

وفي عام 1959 كان لا يزال هناك 5ر2 مليون طلب بحث مفتوحين.

وكان قد تم التمكن من جمع شمل أخين في عام 2010 بعد مرور أكثر من ستين عاما على فرقتهم، وقال هوبر: «حالات مثل هذه الحالة تمسنا».

وتندرج ضمن المهام الأخرى لهيئة البحث عن مفقودين، البحث الدولي أيضا عن أشخاص لهم علاقة بجمهورية ألمانيا الاتحادية، كمواطنين ألمان مثلا فقدوا في مناطق النزاع أو الكوارث، وكذلك أقارب لاجئين يعيشون في ألمانيا.

يشار إلى أن أقارب اللاجئين الذين يتم البحث عنهم من قبل الهيئة يمثلون أغلب طلبات البحث لدى الهيئة بواقع 1200 طلب تقريبا تعاملت معها الهيئة في النصف الأول من عام2017.