1237186
1237186
العرب والعالم

تقرير: البنتاجون يفضل التكتم على تنامي نفوذ طالبان

30 يناير 2018
30 يناير 2018

واشنطن - (أ ف ب) - بينما تخوض الولايات المتحدة أطول حرب في تاريخها في أفغانستان، تفضل وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) التكتم على تنامي رقعة الأراضي التي تسيطر عليها حركة طالبان التي تواجهها منذ أكثر من 16 عاما.

وكشفت الهيئة العامة المكلفة متابعة العملية الأمريكية في أفغانستان «سيغار» أمس أن وزارة الدفاع منعتها في إجراء غير مسبوق من نشر عدد الأقاليم التي يسيطر عليها المتمردون ونسبة السكان الأفغان الخاضعين لهم.

وكانت الحكومة الأمريكية تنشر سابقاً هذه الأرقام للإشارة إلى المناطق التي سيطرت عليها القوات الأفغانية وتنامي سلطة حكومة كابول المركزية التي تتلقى مساعدات بمليارات الدولارات. وقالت هيئة «سيغار» ان طلب عدم النشر أربكها علما أن تقاريرها غالباً ما تتضمن انتقادات.

تطور مربك

ووصف جون سوبكو المراقب العام في تقرير «سيغار» الفصلي هذا التطور بأنه «مربك لعدة أسباب أهمها أنها المرة الأولى التي تتلقى الهيئة الأمر بعدم نشر معلومات مصنفة ‹غير سرية› وموجهة إلى المكلفين الأمريكيين».

وتؤكد وزارة الدفاع أنها لم تطلب عدم النشر وإنما طلبته قوة حلف شمال الأطلسي التي لا تزال منتشرة في أفغانستان ويقودها جنرال أمريكي ويضطلع جنود أمريكيون بجزء كبير من مهامها.

وقال المتحدث باسم البنتاجون مايك اندروز انه «في هذه الحالة تحديدا، فإن مهمة ‹الدعم الحازم› التابعة لحلف شمال الأطلسي هي التي قررت الحجب وفرض قيود على نشر هذه المعلومات على الملأ». وطلب البنتاغون من «سيغار» كذلك، ولأول مرة منذ 2009، الامتناع عن نشر عدد القتلى والجرحى في صفوف قوات الأمن الأفغانية. وعندما يقرر البنتاغون عدم نشر هذه الأرقام، فهذا يعني أن الأمور لا تسير نحو الأفضل. وكتب جون سوبكو ان عدد الأقاليم التي تسيطر عليها الحكومة أو تقع ضمن نفوذها انخفض منذ أن بدأت «سيغار» بنشر الأرقام إلى مستوى غير مسبوق، في حين ارتفع عدد الأقاليم التي باتت تسيطر عليها الحركات المتمردة «وهو أمر ليس من شأنه سوى مفاقمة القلق الذي يثيره حجب الأرقام وعدم طرحها للنقاش العام». وعلى الرغم من إعلان الرئيس دونالد ترامب عن استراتيجية جديدة لا تختلف بتاتاً عن استراتيجية سلفه باراك أوباما، يبدو أن حركة طالبان وبصورة متزايدة الفرع الأفغاني في تنظيم داعش يمتلكان زمام المبادرة ميدانيا.

لا حوار مع طالبان

يضاف إلى ذلك الخسائر الجسيمة التي منيت بها القوات الحكومية من الشرطة أو الجيش والفساد الذي يضعف معنويات العسكريين ويتسبب بالعديد من حالات الفرار. هذا عدا عن تضاعف الاعتداءات خلال الأشهر الماضية لا سيما في كابول التي تبدو مثل قلعة محصنة مع الحواجز الأمنية وجدران الإسمنت للوقاية من التفجيرات وانتشار أعداد كبيرة من قوات الأمن فيها. ورغم كل هذه التعزيزات، نجحت طالبان السبت الماضي في تنفيذ اعتداء أوقع أكثر من مائة قتيل في قلب العاصمة بسيارة إسعاف مفخخة، بعد أيام من الهجوم على فندق انتركونتيننتال الذي قتل فيه أربعة أمريكيين، والهجوم الذي استهدف منظمة «سيف ذا تشلدرن» في جلال أباد، شرق البلاد. والاثنين، قتل 11 جنديا على الأقل في اعتداء تبناه تنظيم داعش على أكاديمية مارشال فهيم العسكرية في كابول.

وبعد مجزرة السبت، أعلن الرئيس دونالد ترامب استبعاد أي حوار مع طالبان في هذه المرحلة.

وقال ترامب خلال اجتماع في البيت الأبيض بحضور سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي «لا أعتقد أننا مستعدون للتحادث في هذه المرحلة .. انهم يقتلون الأبرياء في كل مكان، ويفجرون عبوات ناسفة بين الأطفال والأهالي، ويعملون قتلا في جميع أنحاء أفغانستان».

وتابع «لا نريد التحاور مع طالبان. قد يحين الوقت المناسب لكنه سيستغرق وقتا طويلا».