omair-2
omair-2
أعمدة

جزيرة مصيرة .. وأهمية مشروع الجسر البري .. !

30 يناير 2018
30 يناير 2018

عمير بن الماس العشيت - كاتب وباحث -

[email protected] -

تعتبر جزيرة مصيرة الواقعة قبالة السواحل الشرقية من أكبر الجزر في السلطنة، وتبعد عن اليابسة حوالي 18 كيلومترا تقريبا، كما أنها تمثل لؤلؤة بحر العرب ومرشحة في المستقبل القريب أن تكون واحدة من أقوى الروافد الاقتصادية في المنطقة بجانب أهميتها السياحية، وذلك نظرا لموقعها الجغرافي المطل على بحر العرب والقريب من الخطوط الملاحية المرتبطة بمحافظات السلطنة والعالم حيث كانت في قديم الزمان مركزا تجاريا للعديد من الحضارات ، كما أن الجزيرة تمثل معلما سياحيا لا يقاوم يقصده المواطنون والسياح طول العام، حيث تحتضن الكثير من المواقع الطبيعية والأثرية وكذلك الخلجان والشواطئ البحرية الرائعة التي تعتبر مسقط رأس بعض أنواع السلاحف النادرة والطيور المهاجرة، وهي تقدم فرصة حقيقية لهواة الطبيعة والتزلق على القوارب الشراعية والغطس .. فضلا عن ذلك فإن سكان جزيرة مصيرة يتميزون بطيب الأخلاق وحسن الكرم .. وأغلبهم يعملون في مهن الصيد والحرف التقليدية والبعض الآخر يعملون كموظفين خارج الجزيرة يرجعون إليها في الإجازات الأسبوعية .. ولقد تشرفت بزيارة هذه الجزيرة الحالمة في مناسبات مختلفة، والتقيت ببعض الأشخاص وتجولت معهم في العديد من المواقع الطبيعية الساحرة.

تمثل وسائل النقل البحري العنصر الأساسي في الجزيرة التي يربطها بالبر الرئيسي .. إلا أنها تتعرض في كثير من الأحيان لأنواء مناخية استثنائية لا تستطيع مقاومتها كالرياح الشديدة والمنخفضات الجوية والأعاصير وكذلك لضغوطات متزايدة على الحجوزات، فتضطر لتعليق رحلاتها عن الجزيرة مؤقتا لساعات طويلة وفقا لمتطلبات السلامة مما يوجد بهذا الوضع المتأزم خسائر مادية لسكان الجزيرة والسياح والزوار والموظفين المصطحبين لمركباتهم والعالقين بين مرفأ شنة وميناء الجزيرة .. حيث تتكرر مثل هذه المشاهد مرات عدة في السنة .. الأمر الذي يستدعي أهمية إنشاء جسر بري بجانب وسائل النقل البحرية والجوية سيشكل همزة وصل متواصلة ومستمرة بين الجزيرة واليابسة دون تأثره بالأنواء المناخية الاستثنائية، حيث سيقدم هذا المشروع الاستراتيجي المهم الكثير من الحلول والخدمات والامتيازات الاقتصادية والسياحية لكافة القطاعات الإنتاجية والخدمية في السلطنة وسيربط الجزيرة لأول مرة في تاريخها الحديث باليابسة مما يجعلها واحة للاستثمارات المحلية والخارجية ومحط أنظار رجال الأعمال وأيضا سيساهم في أخذ الاحتياطات الاحترازية من المنخفضات الجوية والأعاصير، كما أنه سيوفر التدابير اللازمة في عمليات الإغاثة وإسعاف الحالات الطارئة والمستعجلة التي تتطلب العلاج في المستشفيات المرجعية بالعاصمة والمناطق والمجاورة، وأيضا سيعزز روح الترابط والتعاون والزيارات بين سكان الجزيرة وأقاربهم في المحافظات الأخرى .. من جانب آخر فإن الجزيرة بحاجة إلى إعادة تطوير بنيتها التحتية وتحديث مرافقها العامة لتتماشى مع النمو السكاني والعمراني.