1236033
1236033
المنوعات

بحوث ودراسات متنوعة درست الأمثال الشعبية العمانية وتوصيف شخصية سندريلا

29 يناير 2018
29 يناير 2018

صدور العدد الثالث من مجلة الخليل عن جامعة نزوى -

صدر العدد الثالث من مجلة الخليل، عن مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية بجامعة نزوى، وهي مجلة علمية محكمة نصف سنوية، تعتني بالدراسات الأدبية واللغوية، يتضمن العدد سبعة بحوث باللغة العربية، وبحثا آخر باللغة الانجليزية، وتقديم متابعات خبرية ونشر قائمة بعناوين رسائل الدكتواره والماجستير التي أجيزت في جامعة السلطان قابوس وجامعة نزوى خلال الماضية.

استفتحت المجلة موادها بمقالة شيقة للدكتور محمد بن ناصر المحروقي رئيس تحرير المجلة، جاءت افتتاحيته بعنوان: «العمى والبصيرة»، وكان قد قدمها العام الماضي ضمن أرواق الصالون الثقافي لبيت الزبير بمعرض مسقط الدولي للكتاب.

في هذه الافتتاحية يصور رئيس التحرير البدايات الأولى لمعرفته بقصائد الشاعر العماني أبو مسلم البهلاني، منذ أن كان يصيخ السمع لأصوات القراء بالطريقة العمانية التي تتغنى بالأبيات، خاصة قصيدة النونية المعروفة بعنوان (الفتح والرضوان في السيف والإيمان)، وهي من القصائد المحببة في نفوس العمانيين، ويفيض رئيس التحرير في ذكرياته مع هذه القصيدة لأبي مسلم البهلاني، إلى مناقشة عجز مطلع البيت الأول من القصيدة وهو: (فما لطرفك يا ذا الشجو وسنان)، وأن قافية العجز حالا منصوبة وليست مرفوعة، لكن من كان يتناقش مهم أوجدوا للشاعر البهلاني مخرجا يعرف بالقطع، وهو أحد أبواب النحو، حيث أن الحال في ختام البيت ليس مفردا في كلمة (وسنان)، كما هو واضح، وإنما جملة مكونة من مبتدأ وخبر، والتقدير: (هو وسنان).وتؤرخ مقالته التي قسمها إلى مراحل تكوين المحروقي الثقافي وتنامي وعيه المعرفي منذ الطفولة الأولى وحتى سنوات التسعينات من القرن الماضي، وما بعد ذلك فيصفه بالوعي الشقي، ويختتم كلمته بمراحل الطباعة والنشر التي مر بها ديوان أبو مسلم البهلاني، ليختمها برأي نقدي حول تجربة البهلاني الشعرية، فيقول: إن النزعة الخطابية والمباشرة الشديدة وسطوة شخصية الفقيه على شعر أبي مسلم البهلاني، وجهت تلك المؤثرات جميعها هذا الشعر إلى نفعية قلصت بشكل كبير نصيب الفن والجمال فيه.

أول البحوث التي نشرتها المجلة كان للأستاذ الدكتور أحمد هاشم السامرائي، بعنوان: «الازدواجية اللغوية العربية الفصحى واللهجات الحديثة»، تناول في بحثه كما ورد في ملخص البحث المنشور بالمجلة، تناول مفهوم الظاهرة الازدواجية ونشأتها وتطورها، وأبرز المجالات التي تأثرت بالازدواجية، وهي لغة الاعلام ولغة الأدب وتأثرها باللهجات، ويجيب البحث على أسئلة كثيرة، من بينها: هل حافظ المتكلم العربي على فصاحته تجاه الانفتاح الحضاري والثقافي؟.

وخلص بحثه إلى نتائج كثيرة من بينها: أن الأدباء وجدوا ملاذا للهروب من بعض القيود، ومنها قيد الوزن والقافية، وأن المقام فرض على الأديب استعمال اللهجة في النص الأدبي، فجاءت مجموعة من التراكيب العامية في لغة الأدب.

وينشر د.

زاهر بن مرهون الداؤدي من جامعة السلطان قابوس بحثا بعنوان: «المصطلح اللساني عند د.

عبدالرحمن الحاج صالح»؛ خلص فيه إلى أن د.

عبدالرحمن الحاج صالح استطاع أن يقدم أسسا علمية عامة، ومنهجية واضحة أسهمت في بلورة رؤية اصطلاحية واضحة، تجنبه القطيعة او الإسقاط، فوفق بين اللسانيات الحديثة والتراث اللغوي.

ونشر إبراهيم بن عبدالله الهنائي طالب دكتوراه في جامعة ماليزيا الإسلامية، بحثا بعنوان «من مسائل المتشابه به اللفظي القرآني بين التقديم والتأخير عند الإسكافي والسامرائي»، وفي ملخص البحث عرَّف الباحث بنتائج بحثه من أن البحث كشف عن مفهوم المتشابه اللفظي بين التقديم والتأخير لعشر آيات قرآنية، تخص مسائل التقديم والتأخير، عرض لها الخطيب الإسكافي (ت: 420 ه) وفاضل السامرائي، بالتوجيه والدراسة، وقد اتضح من خلال البحث منهج كل منهما في التقديم والتأخير للألفاظ القرآنية المتشابهة، وخصائصها التي تميز بمناقشتها في توجيه مسائله ووضوح علة التقديم والتأخير في كل مسألة، مع الآخذ بنظر الاعتبار بالتفاوت الزمني بينهما، وهو مما يؤكد حيوية الألفاظ ودلالتها في سياقها.

ونشرت كل من أ.

د.حجت رسولي وسميرة جوكار وهي طالبة دكتوراه بجامعة الشهيد بهشتي بإيران، حول «البنى الاجتماعية والثقافية للأمثال الشعبية العمانية»، ورد في ملخص البحث المنشور أن الأمثال من أكثر الأشكال التعبيرية انتشارا، وهي مرآة صافية تعكس أخلاق الأقوام والأمم، وعاداتهم، وقيمهم، في تركيب موجز، تناقش هذه الدراسة ارتباط الأمثال الشعبية العمانية في نشأتها، ارتباطا حسيا ومعنويا بمجموعة من المعتقدات الشعبية، الناتجة عن الخبرة الحياتية للفرد، ضمن بيئته وظروفه المؤثرة، كما تهدف إلى بيان الخلفية القصصية لهذه الأمثال، وعلاقتها بحوادث تاريخية في نشأتها..

الخ.

ويكتب الدكتور أحمد الحنشي من جامعة السلطان قابوس، بحثا حول «الشخصية العمانية في الموروث القصصي، إشكالية الذات، سندريلا نموذجا»، محللا شخصية سندريلا، وهي أشهر حكاية معروفة في الأدب الشعبي العالمي، وسرد تجربة أربع روايات قصصية عنها، وتوصل في ختام بحثه إلى أن القص العماني انشغل بهذه الحكاية من الموروث القصصي الإنساني بشكل مميز، وخصها بأكثر من رواية، لأنه أنس فيه بعض الإفرازات لرؤاه الخاصة، ولتصوره للذات والوجود، مضيفا إليها عناصر مقتبسة من التاريخ والدين والثقافة.

ونشرت د.

عزيزة بنت عبدالله الطائية بحثا حول «الخطاب الذاتي المقنع؛ إشكالية التجنيس في (حياة أقصر من عمر وردة) لعبدالله البلوشي»، أكدت في ملخص بحثها: إن البنية النصية الحديثة تعمل على تشييد فضاء تشكيلي سيرذاتي، لا يلتزم بالمعايير والتقاليد الكتابية في فن السيرة الذاتية، على نحو مطلق، بل يتحرك الكاتب داخل إطار هذا التشكيل بحرية ورحابة تؤهله لكتابة نص سير ذاتي.

وينشر د.

عباس عبدالحليم بحثا حول «تجليات صورة الشهيد في الأغنية الشعبية الفلسطينية»، عني في بحثه كما ورد في الملخص إلى موضوع الشهادة والشهيد، كالكثير من الدراسات والبحوث التي انصبت في هذا الجانب، وأن المرجعيات الدينية أكدت على المنزلة العالية للشهيد عند الله تعالى، وقد أصبحت صورته كقائد أو عريس، لها تأثيرها الكبير في توجيه وتحريض الجماهير، من خلال القصيدة لتدخل في وجدان من يسمعها.

وينشر راشد البلوشي بحثا باللغة الانجليزية حول «تراكيب الأمر والنهي في اللغة العربية الفصحى»، ومناقشة خصائصه الصرفية، وتوضح الدراسة أن تركيب الأمر والنهي في اللغة العربية هو تركيب مكتمل العناصر رغم خلو فعله من عامل الزمن.

وتختتم المجلة موادها بنشر المتابعات الخبرية لأهم الأحداث الثقافية التي أقيمت في جامعة نزوى، ونشر قائمة برسائل الدكتوراه والماجستير.

جدير بالذكر أن المجلة تقع في 250 صفحة من الحجم المتوسط.