1236250
1236250
العرب والعالم

9 قتلى في اشتباكات بالدبابات والمدفعية الثقيلة في عدن

29 يناير 2018
29 يناير 2018

التحالف العربي يدعو الحكومة اليمنية للنظر في مطالب الانفصاليين -

صنعاء - عمان - جمال مجاهد - (أ ف ب):-

اشتدت حدة المعارك في مدينة عدن اليمنية أمس مع لجوء القوات المؤيدة للانفصاليين الجنوبيين والقوات الحكومية لاستخدام الدبابات والمدفعية الثقيلة في معارك جديدة سقط فيها تسعة قتلى، وذلك غداة يوم دام بين الحلفيين في الحرب على أنصار الله.

وقالت مصادر عسكرية لوكالة فرانس برس: إن خمسة من مقاتلي القوات المؤيدة للانفصاليين سقطوا بنيران قناصة، بينما لقي أربعة من المقاتلين التابعين للحكومة حتفهم في الاشتباكات التي بدأت متقطعة صباحا وتكثّفت في فترة بعد الظهر في أنحاء متفرقة من مدينة عدن.

وحث التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن المتحاربين في مدينة عدن على التحاور لإنهاء يومين من القتال بين القوات المؤيدة للانفصاليين وقوات الحكومة المعترف بها.

ودعا المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي في مؤتمر صحفي في الرياض الانفصاليين إلى الجلوس مع الحكومة، والحكومة إلى النظر في مطالب الحركة الانفصالية التي باتت تسيطر على نصف المدينة الجنوبية.

ولليوم الثاني على التوالي، انتشرت وحدات مسلحة من الطرفين في معظم الشوارع التي خلت من المارة والسيارات، بينما أبقت المؤسسات التجارية والتعليمية على أبوابها مغلقة في غالبية مناطق المدينة التي تتخذها الحكومة المعترف بها مقرا مؤقتا لها. وكانت الاشتباكات اندلعت بشكل مفاجئ صباح أمس الأول بعدما حاولت القوات الحكومية منع متظاهرين من بلوغ وسط المدينة وإقامة اعتصام.

ويحتج المتظاهرون الانفصاليون على الأوضاع المعيشية في المدينة، وكانوا منحوا الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، عبر «المجلس الانتقالي الجنوبي» الذي يمثلهم سياسيا، مهلة زمنية للقيام بتغييرات حكومية انتهت أمس الأول.

وأكد «المجلس الانتقالي الجنوبي» في بيان عصر أمس الأول التزامه بالنهج السلمي في المطالبة بتغيير الحكومة والوقوف على الاختلالات في كافة المحافظات والوزارات التي انعكست سلبا على توفير أبسط مقومات الحياة الكريمة للمواطن، والتزامه الكامل بالشراكة في محاربة العدو المشترك وإنهاء الانقلاب.

وثمّن المجلس البيان الصادر من التحالف العربي والذي دعا إلى التهدئة حول ما يجري في العاصمة عدن من تصعيد شعبي ضد الاختلال الحكومي في مختلف الجوانب، مشيدا بالمساعي الكبيرة التي تقودها دول التحالف العربي في هذا الخصوص.

ويقود محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي الحركة الانفصالية في الجنوب. وفي 12 مايو الماضي، شكل الانفصاليون سلطة موازية «لإدارة محافظات الجنوب وتمثيلها في الداخل والخارج» برئاسته، بعد شهر من قيام هادي بإقالته من منصبه ما أثار توترا بين الانفصاليين والحكومة.

واتهم رئيس الوزراء أحمد بن دغر الانفصاليين بقيادة انقلاب في عدن، إلا أن القوات المناهضة له والتي تمكنت من السيطرة على مقر رئاسة الوزراء وعدة إحياء في بداية المواجهات، حملته مسؤولية الأحداث الدامية قائلة إنها تدخلت لحماية المتظاهرين.

وتتلقى قوات الحكومة دعما عسكريا من التحالف العسكري في اليمن بقيادة السعودية. كما تتلقى القوات المؤيدة للانفصاليين والتي تعرف باسم قوات «الحزام الأمني» دعما مماثلا من التحالف، وخصوصا من الإمارات التي تدرب وتجهز عناصرها.

ويقاتل الطرفان إلى جانب التحالف ، أنصار الله الذين يسيطرون على مناطق في اليمن بينها العاصمة صنعاء. لكن الانفصاليين أعلنوا رغم ذلك انهم ينوون إسقاط الحكومة المدعومة من التحالف، متهمين إياها بالفساد.

وقتل في اشتباكات أمس الأول 15 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من 120 بجروح، بحسب مصادر طبية وأمنية. وقالت مصادر أمنية في المدينة: إن قوات «الحزام الأمني» أسرت 220 عنصرا في قوات الحكومة ثم أطلق سراح 70، بينما أسرت قوات الحكومة اكثر من 33 مقاتلا من الانفصاليين.

وأمس بدأت الاشتباكات بشكل متقطع قبل أن تشتد حدتها مع استخدام الدبابات والمدفعية الثقيلة، بحسب ما أفادت مصادر أمنية في المدينة وكالة فرانس برس. ودارت هذه الاشتباكات بالقرب من منطقة القصر الرئاسي حيث يقيم رئيس الوزراء وأعضاء حكومته. ووفقا للمصادر ذاتها، يسيطر الانفصاليون على مدخلي المنطقة.

كما تقدمت قوات تابعة للانفصاليين باتجاه معسكر للقوات الحكومية في شمال المدينة في محاولة للسيطرة عليه، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة تخللها قصف بالدبابات، بحسب المصادر العسكرية.

وأكد مسؤول اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن الكسندر فايت في حسابه بتويتر أن الاشتباكات في عدن تواصلت خلال الليل أيضا، مشيرا إلى أن فريقا من اللجنة «عاجز عن الخروج» من المدينة.

وقبيل اشتداد حدة المعارك، قالت المصادر الأمنية: إن قوات الانفصاليين استقدمت تعزيزات عسكرية إلى عدن من محافظتي أبين والضالع القريبتين، لافتة إلى أن القوات الحكومية اشتبكت مع تلك القوات في أبين في محاولة لمنعها من التقدم إلا إنها عجزت عن ذلك.

وفي وقت يطالب الانفصاليون بإقالة بن دغر وحكومته، بدت الحكومة مصممة على المواجهة في اجتماع مصغر عقدته في مكان غير محدد في عدن مساء أمس الأول، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء «سبأ» المتحدثة باسم السلطة المعترف بها دوليا.وقالت الحكومة في بيان عقب الاجتماع برئاسة بن دغر: إن «الأعمال التخريبية» في المدينة تستهدف «الشرعية» ممثلة بالرئيس هادي المقيم في الرياض، معتبرة أن قوات «الحزام الأمني» أصبحت «عناصر خارجة على النظام والقانون» و«المجلس الانتقالي الجنوبي» هو «مجلس انقلابي».

وتأتي الأحداث في وقت تشن القوات الحكومية حملتين عسكريتين تستهدفان التقدم نحو مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة أنصار الله على ساحل البحر الأحمر، وفك طوق أنصار الله عن مدينة تعز في جنوب غرب اليمن.

وتعمق التطورات في عدن النزاع اليمني المتواصل منذ سنوات وتهدد بفصل دام جديد وبتفاقم الأزمة الإنسانية حيث يواجه ملايين اليمنيين خطر المجاعة. وقتل في اليمن منذ تدخل التحالف اكثر من تسعة آلاف يمني بينما أصيب أكثر من خمسين ألف شخص آخر.

ودعا الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد الذي تنتهي ولايته في فبراير إلى «تهدئة الأوضاع وممارسة أقصى درجات ضبط النفس والاحتكام للحوار».

وفي موضوع آخر، قتل خمسة عناصر في تنظيم القاعدة في غارتين جويتين نفذتهما طائرتان من دون طيار يرجح أنهما أمريكيتان في وسط اليمن الغارق في نزاع مسلح، بحسب ما أفادت امس مصادر محلية. وقال مسؤول في محافظة البيضاء لوكالة فرانس برس: إن «عنصرين في تنظيم القاعدة قتلا أمس بعدما استهدفت طائرة من دون طيار يعتقد أنها أمريكية سيارتهما أثناء مرورها على طريق فرعي في المحافظة».

كما قال مسؤول محلي آخر في محافظة أبين القريبة لفرانس برس: إن ثلاثة من مسلحي التنظيم قتلوا أيضا في ضربة مماثلة مساء أمس الأول.

وينتشر مسلحو تنظيم القاعدة في اليمن منذ عقدين، واغتنموا الفوضى الناجمة عن الحرب بين الحكومة المعترف بها وأنصار الله لتعزيز مواقعهم خلال السنوات الأخيرة خصوصا في جنوب البلد الفقير.