1235424
1235424
العرب والعالم

الشرطة الروسية تعتقل الزعيم المعارض نافالني بعد دعوته لمقاطعة الانتخابات

28 يناير 2018
28 يناير 2018

الآلاف يتظاهرون ضد بوتين -

موسكو - (أ ف ب) - أوقفت الشرطة الروسية المعارض الرئيسي للكرملين اليكسي نافالني أمس في موسكو فيما لبى الآلاف دعوته للتظاهر ضد انتخابات رئاسية وصفها بـ»الخدعة» ستجري في 18 مارس.

وبعيد انضمامه الى مناصريه في تظاهرة في شارع تفيرسكايا في وسط العاصمة الروسية موسكو، اعتُقل نافالني بيد نحو عشرة شرطيين قادوه بالقوة الى داخل شاحنة ذات زجاج داكن، بحسب ما اظهرت صور نشرها مناصروه.

وكتب نافالني على تويتر «لقد اوقفوني للتو. هذا غير مهم على الاطلاق. تعالوا الى تفيرسكايا. لم تأتوا الى هنا من اجلي بل من اجلكم ومن اجل مستقبلكم»، وأضاف أن «توقيف شخص واحد لا يهم اذا كنا كثرا».

وتجمع نحو أربعة آلاف شخص بحسب تقديرات وكالة فرانس برس (ألف شخص بحسب بيان للشرطة) في وسط العاصمة الروسية محاطين بأعداد كبيرة من الشرطيين الذين عمل مئات منهم ومن أفراد وحدات مكافحة الشغب على تفريقهم.

وكانت السلطات الروسية اعتبرت نافالني غير مؤهل للترشح للانتخابات بسبب حكم صدر بحقه في قضية يتهم الكرملين بتدبيرها.

وقبل شهرين من الانتخابات، قرر نافالني تنظيم تجمعات تحت شعار «هذه ليست انتخابات بل خدعة»، في اكثر من مئة مدينة كان يفترض ان تبدأ قرابة الساعة 11,00 ت غ في موسكو التي لم تسمح بلديتها بالتجمع، وسان بطرسبورج.

وأكد المدون الذي يتمتع بحضور قوي وينشط في مكافحة الفساد في شريط فيديو بث الجمعة «في هذا الوضع الذي يحظر فيه كل شيء، أهم ما يستطيع كل شخص أن يقوم به هو التظاهر بصورة سلمية».

واضاف «اذا لم تأتوا، فلن تجري في روسيا ابدا انتخابات طبيعية».

وحدد لأنصاره في موسكو موعدا في الساعة 14،00 (11،00 ت غ) في الجادة الرئيسية بوسط العاصمة الروسية، شارع تفيرسكايا المؤدي الى الكرملين.

وحذرت بلدية موسكو التي لم تأذن بتنظيم هذه التظاهرة، من انها ستطلب اتخاذ «تدابير قضائية» ضد نافالني.

وتظاهر اكثر من ألف شخص في سان بطرسبورج في شمال غرب البلاد هاتفين «روسيا بدون بوتين»، وايضا «واحد اثنان ثلاثة ارحل يا بوتين»، وسط انتشار كثيف لقوات الشرطة.

وتجمع آلاف المتظاهرين في نحو 118 مدينة في مقاطعات نيجني نوفغورود، وتشيبوكساري (روسيا الوسطى)، وتومسك (سيبيريا)، وياكوتسك في أقصى الشرق الروسي، رغم تدني الحرارة الى 45 درجة تحت الصفر.

وبحسب منظمة «او في دي-انفو» غير الحكومية فقد تم توقيف 180 ناشطا على الأقل في روسيا خلال التظاهرات.

وكان فريق نافالني أكد على وسائل التواصل الاجتماعي أن الشرطة اقتحمت مكاتبه في موسكو وقطعت بثا مباشرا لتظاهرات في شرق البلاد.

وأضافوا أن الشرطة أوقفت عددا من أعضاء المنظمة التي أسسها «صندوق مكافحة الفساد»، وكذلك مؤيدين له في بعض المناطق.

وكان نافالني (41 عاما) اعتقل ثلاث مرات في 2017 لأنه نظم تظاهرات غير مصرح بها، وضمت أحيانا آلاف المشاركين في جميع أنحاء روسيا، وتخللها اعتقال المئات.وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف محذرا الجمعة «اذا لم تحصل التظاهرة على التصريح، فستنجم عنها بالتأكيد عواقب على صعيد انتهاك القانون»، مؤكدا أن هذه التظاهرات لا تشكل «تحديا شخصيا» للرئيس فلاديمير بوتين.وقامت الشرطة الجمعة الماضية بعملية تفتيش في مراكز حملة نافالني في موسكو بعد أيام من عمليات مماثلة في عدد كبير من مراكز القيادة الإقليمية لحركته كما اعلن نافالني على تويتر. واعتقل عدد كبير من الناشطين.

وكتب نافلني على تويتر ان رسائل نصية قصيرة تدعو الأهالي الى ألا يسمحوا لأبنائهم بالمشاركة في التظاهرات، قد انتشرت السبت. وعلى رغم المعوقات التي تضعها السلطات، أمن المعارض قاعدة مؤيدة له تضم عددا كبيرا من الشبان الروس.

مقاطعة

ولأنه لا يستطيع الترشح الى انتخابات 18 مارس، ينوي نافالني التأثير على نسبة المشاركة من خلال دعوة الروس الى مقاطعة هذه الانتخابات.

وكان قال في مقابلة حصرية مع وكالة فرانس برس «ليس ثمة انتخابات حقيقية في الوقت الراهن ونطالب بأن يعيدوها لنا». وأضاف أن الانتخابات «تقضي في الواقع بإعادة انتخاب بوتين».

وكتب بعد ذلك على مدونته ان «استراتيجيتنا الفضلى والوحيدة تقضي أولا بالمقاطعة، وثانيا بالتظاهر الفعال من اجل المقاطعة، وثالثا بعدم الاعتراف لا بالانتخابات ولا بنتائجها».

وما لم تحدث مفاجآت، يرجح أن يفوز في الانتخابات المقبلة الرئيس الروسي الذي حصل على اكثر من 61 بالمئة من نوايا التصويت، متقدما بأشواط على المرشحين الآخرين، كما أفاد استطلاع للرأي أصدرته في ديسمبر مؤسسة «فيتسيوم».

وسيتولى بذلك الرئاسة لولاية رابعة تستمر حتى 2024.

لكن انتصاره يمكن أن يشوبه ضعف نسبة المشاركة، المشكلة الحقيقية للسلطة، كما قال ليف غودكوف مدير مركز ليفادا المستقل لاستطلاعات الرأي لفرانس برس.وأضاف أن «المشاركة في هذه الانتخابات مسألة بالغة الأهمية بالنسبة لبوتين. انه يحتاج الى اعطاء الانطباع بانه لم يحقق فوزا مقنعا فقط، بل يتمتع بدعم شعبي وبالإجماع».

وفي نوفمبر الماضي، قال 58 بالمائة من الروس انهم سيدلون بأصواتهم، مقابل 69 بالمائة في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2012 و75 بالمائة في اقتراع 2008 بحسب أرقام نشرها معهد ليفادا.

ومع ذلك، سيواجه نافالني صعوبة في إقناع الروس بفكرة مقاطعة الانتخابات. وقال غودكوف ان «غالبية الناس سواء كانوا يريدون أو لا يريدون التصويت، يعارضون المقاطعة».

ورأى ان «عدد المشاركين (في التظاهرات) أمس يعتبر قليلا ربما باستثناء موسكو وسان بطرسبورج».