العرب والعالم

عام انتخابي مزدحم وسط أجواء متوترة في الكاميرون

28 يناير 2018
28 يناير 2018

ياوندي - (أ ف ب): ستشهد الكاميرون عاما انتخابيا مزدحما في 2018 ضمن إطار أمني وسياسي متوتر، يتمثل بأزمة عميقة اجتماعية-سياسية في مناطقها الناطقة بالانجليزية، واستمرار الهجمات الانتحارية التي تشنها في أقصى الشمال مجموعة بوكو حرام الجهادية.

وفي خطاب التمنيات، حدد الرئيس بول بيا (84 عاما) منها 35 في الحكم، مواعيد أربعة انتخابات مقبلة، هي الرئاسية ومجلس الشيوخ والنيابية والبلدية، مؤكدا أن 2018 «سنة انتخابية مهمة».

ويفترض أن تجدد هذه الانتخابات الطبقة السياسية، كما تأمل المعارضة، حتى لو لم يتوافر أي شيئ يتعلق بترشح الرئيس لولاية سابعة.

ورغم أن بول بيا لم يكشف بعد عن نواياه، فان حزبه «التجمع الديموقراطي للشعب الكاميروني» يعتبر ترشيحه أمرا مفروغا منه.

ويعتبره ناشطوه «مرشحهم الطبيعي»، ويعده كثيرون من جهة أخرى «بتصويت 100%» كما حصل في السابق في هذا البلد الواقع في افريقيا الوسطى ويناهز عدد سكانه العشرين مليون نسمة.

وقال السناتور من حزبه كلود كيماجو لوكالة فرانس برس ان «الرئيس بيا افضل مرشح للعام 2018.

وسيواصل قيادة بلادنا في ورشتي السلام والازدهار».

وتنتشر «اللجان» الموالية للرئيس ومبادرات الدعم العفوية تقريبا.

وعلى غرار 2011 حيث تمت الاستعانة ب 25 ألف موظف لتأمين الانتخابات الرئاسية، يزيد «بطل» التجمع الديموقراطي للشعب الكاميروني، من أعمال «إغواء الهيئة الناخبة»، كما يقول المراقبون السياسيون المحليون.

كفاح مسلح

وفي الثامن من يناير، افتتح بول بيا كلية طب في غاروا، شمال الكاميرون، ومدرسة في بيرتوا (شرق).

والعام 2016، أعلنت حكومته أنها ستقدم 500 ألف جهاز كومبيوتر الى الطلاب.

ولم يبدأ توزيع هذه الأجهزة إلا أواخر 2017، وسيستمر حتى يونيو 2018، قبل خمسة أشهر من الانتخابات الرئاسية المقررة بين أكتوبر ونوفمبر.

وفي مواجهة رئيس ثمانيني، برز وضع سياسي أمني متوتر في الأشهر الأخيرة من خلال استمرار هجمات بوكو حرام الجهادية على الحدود الشمالية لنيجيريا، من جهة، والتدهور الخطير للازمة في منطقتي الشمال الغربي والجنوب الغربي الناطقتين بالانجليزية، من جهة أخرى.

وبسبب انعدام الحوار السياسي تقريبا، وقمع السلطات هناك، تحولت الاحتجاجات الانفصالية الى حرب عصابات ضعيفة.

وأعلنت ياوندي «الحرب» على الانفصاليين الذين انتقلوا من جانبهم، من «الدفاع الذاتي» الى دعوة صريحة للكفاح المسلح.

وأفاد تعداد أجرته وكالة فرانس برس بالاستناد الى إعلانات رسمية، أن 19 عسكريا وشرطيا قتلوا منذ نوفمبر، فيما تبث شبكات التواصل الاجتماعي القريبة من الناطقين بالانجليزية، صورا لمدنيين قتلى وقرى نهبها الجيش.

واعتبر هانز دو ماري هنغوب، الباحث في مركز «انترناشونال كرايزس غروب» أن «الكاميرون تتجه نحو انتخابات في إطار سياسي وأمني متقلب»، مشيرا الى أن «التوتر السياسي الواضح، وعدم الاستقرار في المناطق الناطقة بالانجليزية، واستمرار هجمات بوكو حرام في أقصى الشمال وعدم التوافق حول اللعبة الانتخابية، كلها عوامل قد تؤدي الى تعطيل هذه الانتخابات».

معارضة مشرذمة

ومن أجل التصدي لإعادة انتخاب رئيس غالبا ما انتقد منافسوه رحلاته الطويلة الى خارج البلاد، سويسرا خصوصا، يسجل المشهد السياسي الكاميروني الذي عادة ما يتسم بالقتامة، انتعاشا جديدا.

فأبرز أحزاب المعارضة، «الجبهة الاشتراكية الديموقراطية» الناطقة بالانجليزية، أعلنت أنها ســـتشارك في الانتخابات، لكن لم يعـــــرف بعد ما اذا كان زعيمها جون فرو ندي سيتحدى بول بيا كما حصل ثلاث مرات في السابق.

فقد قرر المعارض الدائم للرئيس الكاميروني، لتوه ان يترشح من جديد على رأس حزبه، رغم بلوغه الـ 76 من العمر، وإخفاقاته الانتخابية المتكررة وكثرة المرشحين.

وستجرى انتخابات داخلية في إطار الحزب، لم يتحدد موعدها حتى الآن.

وفي ديسمبر، أعلن الأسقف الكاثوليكي صامويل كليدا، رئيس المجمع الأسقفي تأييده «انتقالا سلميا».

وأضاف في مقابلة مع الصحافة المحلية لم تمر مرور الكرام، «اذا كان الرئيس بول بيا يحب هذا البلد، يتعين عليه بالتالي أن ينسحب».

وأعلن آخرون ترشيحاتهم حتى الآن، مثل المحامي الشهير الناطق بالانجليزية اكيري مونا، المعروف بالتزامه التصدي للفساد، وتؤيده مجموعة من تسعة أحزاب صغيرة معارضة ومنظمات من المجتمع المدني، والمعارض غارجا همان ادجي، الذي حل في المرتبة الثالثة في الانتخابات الرئاسية 2011، والمعروف بتحركاته لصالح الفلاحين.

وينوي تجمع آخر للمعارضين، بينهم «كابرال ليبي» الذي يحظى بشعبية، أن يجري أيضا انتخابات تمهيدية لاختيار مرشحه.

وستختار «حركة من أجل نهضة الكاميرون» المعارضة مرشحها في مارس.

وتمهيدا للانتخابات، بدأت اللجنة الانتخابية في يناير مراجعة اللوائح الانتخابية التي كانت تضم رسميا أواخر 2017، اكثر من 6 ملايين مسجل.