1233055
1233055
المنوعات

مجاملات ونفاق وبطانة فاسدة في حياة زائفة يعيشها «وزير»!

28 يناير 2018
28 يناير 2018

طارق العلي وعبد الرحمن العقل في مسرحية «ولد بطنها»

كتب - عامر بن عبد الله الأنصاري :-

قدمت المؤسسة الكويتية «فروغي للإنتاج الفني» يومي الخميس والجمعة الماضيين مسرحية كوميدية بعنوان «ولد بطنها»، وذلك على خشبة مسرح المدينة بحديقة القرم الطبيعية، ضمن فعاليات مهرجان مسقط 2018.

العمل المسرحي من بطولة الفنانين الكويتيين طارق العلي وعبدالرحمن العقل، بمشاركة نخبة من الفنانين الكويتيين وعلى رأسهم الفنان خالد العجيرب، وخالد مظفر، ونواف نجم. العمل الذي استمر لمدة خمس ساعات لم يتوقف به الضحك، من تأليف بدر محارب وإخراج عبد العزيز صفر.

تدور أحداث المسرحية حول شخصية صالح -الذي يؤديها الفنان طارق العلي- الوزير في إحدى الوزارات، والجميع في انتظاره لافتتاح مركز تجاري كبير، يهتم الجميع بالوزير ويحضرون لاستقباله الاستقبال الرسمي، ولقص شريط الافتتاح.

اعتاد الوزير صالح على افتتاح المجمعات وتلقي الدعوات المماثلة، كما اعتاد على إلقاء الكلمات -التي تتكرر في كل محفل- بل حرص عليها وعلى اللقاءات الإعلامية في وسائل الإعلام المختلفة.

وقد أدى دور مدير مكتب الوزير الفنان عبد الرحمن العقل، الذي يبذل الغالي والنفيس حتى يرضي وزيره مهما كان الثمن ومهما كانت الإهانات التي تلقى عليه، يسعى مدير مكتبه دائما إلى تعظيم شأن وزيره في كافة القرارات التي يتخذها، سواء أكانت صائبة أو خاطئة.

وللوزير ابن اسمه فهد، وقد أدى الدور الفنان الصاعد خالد مظفر، فهد شاب طائش يهتم بكل ما يدخل عليه البهجة والسرور، يقوم بتأجير اليخوت لأبسط المناسبات، يجمع فيه النساء والشباب ويعيشون حياة صاخبة، لا يكترث أبدا بمن حوله، الكل يطلب رضاه ويتودد إليه. في حفل افتتاح المركز التجاري، كان خالد يتعمد إهانة مدير مكتب والده، ففي كل فترة يذكر المدير بأنه يشتغل عند والده، فليس هناك ما يدعو لاحترامه أو التودد إليه أو حتى معاملته كشخص مهم.

وتمضي الأحداث في هذا المركز التجاري، يصطف الحضور بانتظار أن يقص معالي الوزير شريط الافتتاح، لتنهال عليه الهدايا والعروض، مجاملة ونفاقا ليس أكثر.

في حفل الافتتاح، يعرف فهد ابن الوزير، والده بخطيبته «خماسة» وولدها «الفنان خالد العجيرب» الذي حرص على إتمام الزواج مهما بلغ الأمر، فأين سيجد عريسا والده وزيرا؟

ومن الشخصيات الحاضرة في حفل الافتتاح زوجة الوزير، والتي انتهت لتوها من عدة حفلات ومؤتمرات دعت إليها، ولا يخلو يوم من الاتصالات لدعوة حرم الوزير لتلك الاحتفالات، وأخيها الذي يكن للوزير جل الاحترام طمعا بالحصول على الجنسية.

في هذه الأثناء يتلقى مدير مكتب الوزير، اتصالات من الحكومة، ليبلغوه بالتشكيل الجديد للوزارات، وإذا بالوزير صالح خارج حسبة التشكيلة الجديدة.

وتنكشف الأقنعة كافة، مدير مكتب الوزير يخرج ما في صدره وخاطره أمام الوزير وابنه، ويهينه إهانة شديدة فقد تحمله وتحمل قذارته أربع سنوات متوالية. والد خماسية يفرد كافة المخالفات والفضائح التي كان يرتكبها الوزير، ويقول إنه لا يتشرف بأن يُزوج ابنته لابن وزير فاسد.

زوجة الوزير «السابق» لم تعد مهمة، وهاتف منزلها تمضي عليه الأيام دون ان يرن، وأخوها يخرج من المركز التجاري فاقدا الأمل بالحصول على الجنسية، حيث رأى زوج أخته بلا فائدة. يكتشف الوزير حقيقة الخداع الذي كان يعيشه، حقيقة البطانة الفاسدة التي سمحت له بأن يواصل المخالفات والقرارات الخاطئة، بل ويحظى بالتشجيع والتصفيق، كما يحظى بالمدافعين له من المنافقين حوله، يكتشف أنه كان يحتاج إلى من يصوب له الخطأ ويدله على المسار الصحيح إذا ظل، تمنى لو انه رجع ليوم واحد إلى الوزارة، لكان قد أنهى خدمات الكثير ممن حوله.

في المشهد الثاني، يتلقى الوزير مكالمة من الحكومة، وإذا بالمتصل يقول له بأن هناك 3 وزارات شاغرة، وأنه قد يكون وزيرا لإحداها، ينتشر الخبر انتشار النار في الهشيم، يعود إليه مدير مكتبه يطلب السماح منه، وأخو الزوجة يحمل الهدايا، ووالد خماسة يرجع مؤكدا بأنه قد واصل السؤال عن العائلة فوجدها من أشرف العائلات لذلك قرر الموافقة على زواج ابنته من ابن الوزير.

يلتم الجميع حول الوزير المرتقب من جديد، والكل يطلب رضاه، وإذا بصالح يتلقى اتصالا من الحكومة، بأن هناك تشابه أسماء ولم يكن المقصود، فيتفرق الجميع مرة أخرى.

المسرحية لم تخل من الكوميديا المتواصلة التي استمرت لمدة خمس ساعات تخللتها استراحة بسيطة، والضحك المتواصل، حيث تناغم الجمهور مع العرض المسرحي وارتفعت أصوات الضحك.