1234868
1234868
الاقتصادية

هواة ومحترفون يؤكدون: القرية التراثية مكان ملائم للتصوير.. والتجديد مطلب ضروري!

28 يناير 2018
28 يناير 2018

كتب - عامر بن عبد الله الأنصاري -

دائما يكون للمصورين وجهات نظر مختلفة فيما هو حولهم، فمن أبسط الأشياء يظهرون صورا بديعة الجمال، وفي أروع المناظر يتسابقون للخروج بنتائج مغايرة كلٌ حسب الزاوية التي يختارها والجماليات التي تقع عليها عيناه فيصوب عدسة الكاميرا نحوها.

وفي الأيام الحالية في مهرجان مسقط 2018 يجد الكثير من الزوار أشخاصا يحملون كاميراتهم ومعدات التصوير المختلفة، ما يعد دليلا على أن المهرجان، هذا الملتقى السنوي البهيج، مكان ثري يلبي شغف المصورين.

نظرة الفن الضوئي

يجول بين المهرجان المصور الشاب عمر بن سالم الفزاري، حاملا كاميرتين: أولاهما الكانون، والأخرى المشاكسة الصغيرة “جوبرو”، باحثا عن أجمل اللقطات وأفردها، فالمهرجان بالنسبة له فرصة للمصورين للتجمع وممارسة هوايتهم باستمرار لتوثيق الفعاليات المقامة هناك بنظرة الفن الضوئي.

وأكثر ما يعجب المصور عمر القرية التراثية فنجده متسمرا هناك شاخصا بعينه حتى يقتنص الإبداع الذي حوله بطريقته الخاصة، فالقرية التراثية يراها مكانا لحياة الإنسان العماني سابقا مجمعا لتاريخ الولايات المختلفة في مكان واحد.

كما يرى الفزاري بأن المهرجان فقد التجديد، لكن يؤكد أن المصور هو من يجب عليه أن يبحث عن الجديد، وذلك عن طريق اختيار الموضوع الجديد والبحث عن زوايا جديدة في عرض محتوى التراث أو عرض أعماله على شكل ثيمة متناسقة النمط و الإخراج أو التفكير في ملف صحفي يناقش فيه أحد القضايا على شكل صور متناسقة، كما يتمنى ان يكون هناك تجديد في القرية التراثية وتبديل الشخصيات المتكررة وحرفهم، وأيضاً التنظيم من حيث المكان الذي يتناسب مع الضوء وإخراج المكان بحلة أجمل، وأيضا تكثيف الفعاليات في فترة العصر لأنه الوقت المناسب للتصوير حسب وجهة نظره.

فرصة للمصورين

ومن زاوية أخرى تترصد سناء بنت خميس المعشرية الفرصة السانحة والمشهد المستحق للتصوير، وهي الأخرى تركز ناظرها في القرية التراثية في حديقة العامرات العامة، فتجد في القرية فرصة للمصورين لإبراز التراث العماني القديم الذي لا يمارس حاليا في أغلب الأحيان إلا من بعض المهرجانات والفعاليات، كما أن المكان مناسب لها لإقامة الفنون الشعبية الأصيلة من ولايات السلطنة المختلفة والفنون الساحلية والبرية وغيرها، كما أن المكان ملائم لها فتجد هناك ما أبدعته أنامل الآباء والأمهات في الصناعات الحرفية، وتؤكد كذلك بأن القرية التراثية تفتقد التجديد ولكنها تستطيع والمصورين الموهوبين كذلك الخروج بالنتائج الجديدة اعتمادا على البعد الفني عندهم.

تجديد مطلوب

من بين المصورين يحمل المصور فقير بن عيد البلوشي كاميرته، كذلك في القرية التراثية، الواضح أنها محط انظار المصورين، ويَعتبِرُ المصور فقير البلوشي أن مهرجان مسقط في كل عام فرصة سنوية للمصورين حيث يجتمع الاهتمام في مكان واحد. وفي القرية التراثية يجد البلوشي متعته، فالمكان كما يصفه ممزوجا بالتراث العماني المختلف باختلاف البيئة العمانية والتضاريس البدوية والزراعية والبحرية.

ويتأسف البلوشي لحال المهرجان المفتقد للتجديد ولكنه كمصور يحاول جاهدا أن يخرج صورا بمنظور جديد ومختلف، وذلك برسم مجموعة من الأفكار والخطط لتنفيذها.

ويتمنى فقير البلوشي أن يشهد المهرجان تطورا في السنة القادمة، وان يرى تجديدا على مختلف المستويات وحتى على مستوى المشاركين، فالوجوه تتكرر بشكل سنوي في المهرجان وأيضا فرق الفنون التقليدية تتكرر بشكل كبير ومنحصرة على ولايات محددة.

كما يرى البلوشي أن التنويع مطلوب بشكل كبير لأنه يخدم الجميع بمن فيهم المصورون ومرتادو المهرجان.

أفكار رغم التقليد

وتعتبر المصورة ابتهال بنت ناصر العامرية أن مهرجان مسقط يعتبر فرصة ثمينة للمصورين لإبراز التراث العماني وإظهار جمالية الموروث العماني من خلال التقاط الصور بطرق وزوايا مختلفة لإبراز جمالية الصور الفنية للمهرجان، وأكثر ما يناسبها ويشدها إليه ركن القرية التراثية؛ لوجود كثير من الصناعات الحرفية الشعبية؛ وفنون شعبية مختلفة من معظم ولايات السلطنة التي تجسد التراث العماني.

ولم ترَ ابتهال أي جديد بالمهرجان مقارنة بالعام الماضي، فهي حريصة على المشاركة في المهرجان وتحمل أرشيفا من الصور الكثيرة، وترى أنه رغم التقليدية في المهرجان إلا أن المصور يمكن أن يخرج بأفكار وزوايا عن تختلف عن بقية للمصورين.

ومن وجهة نظر ابتهال فإن برنامج الولايات أظهر جماليات الولايات من خلال العادات والتقاليد لكل ولاية؛ وفي الفترة الأخيرة بدأ يقل التنوع والتجديد في الفعاليات وبعض من المورثات القديمة، ما أدى إلى تكرار الأفكار والأعمال سنويا للمصورين.