1234255
1234255
المنوعات

تواصل التنقيب في المواقع الأثرية لمستوطنات حضارة «أم النار» بصحم

27 يناير 2018
27 يناير 2018

اكتشاف عدد من المباني المهمة والقطع الأثرية -

«العمانية»: يواصل قسم الآثار بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية في جامعة السلطان قابوس بالتعاون مع وزارة التراث والثقافة أعمال المسح والتنقيب الأثري في مناطق «دهوى، ووادي السخن، والثقيبة» بولاية صحم التي أعلن مؤخرا عن اكتشاف 5 مواقع أثرية بها تضم مستوطنات قديمة تعود بتاريخها الى حضارة «أم النار» التي يقدر عمرها بنحو 4500 عام من الآن (الفترة الممتدة ما بين 2500 الى 2000 عام قبل الميلاد). وتعد هذه المواقع من أقدم وأهم المواقع الأثرية في شمال السلطنة، وقد بدأ اكتشافها أثريًا في عام 2010م من خلال قسم الآثار بجامعة السلطان قابوس حين متابعته لبحث أحد الطلاب.

وقال الدكتور خالد دغلس رئيس قسم الآثار بجامعة السلطان قابوس لوكالة الأنباء العمانية «إنه تم اكتشاف موقع «دهوى» في البداية عام 2010م من قبل الدكتور ناصر الجهوري وبمساعدة الطالب وليد المزيني من ولاية صحم، وقام القسم بأعمال المسح والتنقيب الأثري ما بين عامي 2013 /‏‏‏2015 م، والتي شملت مسحًا أثريًا كشف عن وجود 5 مواقع أثرية مميزة تضم مستوطنات قديمة تعود بتاريخها إلى ثقافة أم النار (2500- 2000 قبل الميلاد) وهذه المواقع تمثل أقدم مستوطنات دائمة في شمال السلطنة». وأشار إلى أنه خلال التنقيب تم اكتشاف مبنى تعود أصوله إلى العصر البرونزي المبكر وبشكل دقيق إلى فترة «أم النار» ونتيجة لذلك فقد قرر الفريق إجراء التنقيب في عدد آخر من المباني، روعي في اختيارها التنوع في تخطيط البناء ومساحة المبنى، مشيرا إلى أن أقدم مرحلة استيطان في الموقع تعود إلى فترة «أم النار» وبالأخص إلى المرحلة المبكرة منها أي حوالي 2500 قبل الميلاد.

وتشير نتائج تحليل «الكربون المشع 14» إلى أن الاستيطان استمر في الموقع لـ5 قرون من الزمان أي حتى نهاية فترة أم النار في حدود(1900 قبل الميلاد)، وأظهرت الحفريات الأثرية أن الموقع استخدم لاحقا خلال فترة وادي سوق (1900-1300 قبل الميلاد) كحقل للمدافن، بعدها أعيد استخدامه في العصر الحديدي، حيث عثر على عدد كبير من المدافن التي يعود معظمها إلى العصر الحديدي الثاني (من 1300 إلى 300 عام قبل الميلاد) كما أظهرت الحفريات أن أجزاء من الموقع أعيد استخدامها كذلك في (الفترة الهلنستية) حيث عثر على مدافن من هذه الفترة. وأوضح رئيس قسم الآثار بجامعة السلطان قابوس أنه نظرا لأهمية نتائج التنقيبات السابقة فقد قام القسم في مطلع العام الجاري 2018م بالتنقيب لأول مرة في موقع جديد في منطقة «وادي السخن»، والذي أسفر عن اكتشاف عدد من المباني المهمة واللقى (القطع) الأثرية المثيرة والتي أشارت بوضوح إلى الدور المركزي الذي لعبه سكان المنطقة قبل أربعة آلاف سنة مضت، حيث أشارت النتائج إلى أن سكان المنطقة كانت تربطهم علاقات تجارية وطيدة مع المراكز الحضارية العالمية آنذاك مثل حضارة (بلاد الرافدين، وبلاد السند، وإيران) كما أشارت كذلك الى أن السكان أنتجوا النحاس وبكميات تجارية كبيرة، ومارسوا الزراعة خاصة زراعة النخيل، وأتقنوا صناعة الفخار، وكانوا على صلة مباشرة مع سكان الساحل.

وقال الدكتور خالد دغلس إن قسم الآثار بجامعة السلطان قابوس وبالتعاون مع وزارة التراث والثقافة يتجه حاليا الى عمل خطة توثيق وحفظ شاملة للمواقع الأثرية الجديدة، وذلك من خلال ترميم بعض المباني المهمة وإعدادها وتأهيلها بشكل جيد لتصبح أحد الشواهد المهمة الدالة على عمق التطور الحضاري في السلطنة، وكذلك لوضعها على الخريطة السياحية العمانية.

الجدير بالذكر أن مناطق (دهوى، ووادي السخن، والثقيبة) التي اكتشفت بها المواقع الأثرية تقع على بعد حوالي 26 كم إلى الجنوب الغربي من مركز ولاية صحم في محافظة شمال الباطنة على الأطراف الشرقية لسفوح سلسلة جبال الحجر.