1233430
1233430
العرب والعالم

الاستخبارات الهولندية أبلغت واشنطن بالقرصنة الروسية للحزب الديمقراطي

27 يناير 2018
27 يناير 2018

موسكو ترفض طعن نافالني على الحكم بعدم مشاركته في الانتخابات -

موسكو - لاهاي - (د ب أ - أ ف ب)- زودت الاستخبارات الهولندية نظيرتها الأمريكية بـ«معلومات حاسمة» حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 2016، بحسب ما أوردت وسائل إعلام هولندية أمس.

وبعد أن تمكن عاملون في أجهزة الاستخبارات الهولندية من اختراق شبكة مجموعة من القراصنة الروس تعرف بـ«كوزي بير»، ابلغوا نظراءهم الأمريكيين بأنهم رصدوا اختراق هذه المجموعة الروسية «لآلاف» الرسائل الإلكترونية للحزب الديمقراطي قبل انتخابات ذلك العام.

وأوردت صحيفة «فولكسكرانت» وبرنامج «نيوسور» الاخباري التلفزيوني أن هيئة الاستخبارات الوطنية الهولندية كانت تراقب مجموعة قراصنة معروفة باسم «كوزي بير» منذ عام 2014.

وأضافت وسائل الإعلام نقلا عن مصادر أمريكية وهولندية لم تسمها أن العاملين في الاستخبارات الهولندية أعطوا «أدلة دامغة على التورط الروسي» وأيضا أدلة «تقنية» على القرصنة التي استهدفت الحزب الديمقراطي الأمريكي.

وبعد أن اخترق العاملون في جهاز الاستخبارات الهولندي عن طريق الصدفة الشبكة التي كان يديرها القراصنة من مبنى جامعي بالقرب من الساحة الحمراء في موسكو، تمكنوا أيضا من الوصول إلى كاميرات مراقبة الغرفة.

وتابعت الصحيفة نقلا عن مصادر أمريكية وهولندية لم تسمها «كان بوسع الاستخبارات أن ترى ماذا يفعله الروس وأيضا من يقوم بذلك».

وأبلغت الاستخبارات الهولندية نظيرتها الأمريكية بالأمر عندما رصدت في عام 2015 «قراصنة روسا وهم يخترقون معلومات مسؤولين في الحزب الديمقراطي وينقلون آلاف الرسائل الإلكترونية والوثائق»، بحسب الصحيفة.

ومضت الصحيفة تقول «إلا أن الأمر تطلب اشهرا قبل أن تدرك الولايات المتحدة معنى ما يحصل: بأن الروس تدخلوا في الانتخابات الأمريكية عبر عمليات القرصنة هذه وإن عملاء الاستخبارات الهولندية شاهدوا ذلك بأم العين».

وأتاحت الصور التي تم التقاطها من كاميرات المراقبة للاستخبارات الهولندية التوصل إلى خلاصة مفادها أن «كوزي بير» تعمل بتوجيه من الاستخبارات الروسية الخارجية.

وتدور شبهات كثيرة بأن «كوزي بير» وراء التدخل في الانتخابات الامريكية التي فاز بها الرئيس الحالي دونالد ترامب.

ومع أن ترامب نفى بشدة أي تواطؤ بين فريقه والكرملين إلا انه يخضع للتحقيق من قبل المدعي المستقل روبرت مولر الذي يحقق في الشبهات بحصول تواطؤ بين الفريق الانتخابي لترامب والكرملين خلال الاقتراع الرئاسي في 2016، وهو ما نفاه ترامب مرارا واعتبره تعديا على شرعية رئاسته.

ويحاول مولر أيضا كشف ما إذا كان الرئيس حاول عرقلة عمل القضاء بإقالته المدير السابق «للـ أف بي آي» جيمس كومي في مايو 2017.

وكتبت «فولكسكرانت» ان الاستخبارات الهولندية زودت فريق مولر بـ«معلومات ذات صلة».

وقام فريق مولر في الأشهر الثمانية الماضية باستجواب أفراد من أسرة ترامب وفريقه الانتخابي وموظفين في البيت الأبيض ووجه أربعة اتهامات، بينما أقر اثنان من المشتبه بهم بالذنب في الوقت الذي باتت دائرة التحقيق تضيق حول ترامب.

ورفضت متحدثة باسم الاستخبارات الهولندية تأكيد المعلومات التي أوردتها وسائل الإعلام الهولندية وقالت لوكالة فرانس برس «لا نعلق أبدا على العمليات».

في المقابل، رفض المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف هذه المعلومات وقال إن موسكو «لم تسمع أو ترى أي شيء له علاقة بمثل هذه المزاعم من الاستخبارات الهولندية».

وصرح بيسكوف أمام صحفيين «إذا كانت الصحف الهولندية تريد تأجيج الهستيريا المعادية لروسيا في الولايات المتحدة فهذا ليس عملا مشرفا»، مضيفا انه من الأفضل «عدم تصديق» ما كتبته الصحف الهولندية.

لكن وكالات الاستخبارات الأمريكية أكدت «بثقة كبيرة» أن الكرملين وراء الهجوم المعلوماتي على الحزب الديمقراطي.

وكتبت صحيفة «فولكسكرانت» أن هذه الثقة مردها أن «عملاء هولنديين تمكنوا من اختراق المكان المستخدم كمكتب في وسط موسكو على مدى سنوات»، وذلك نقلا عن مصادر قالت ان هولندا أعطت «أدلة تقنية» على حصول الهجوم الإلكتروني على الحزب الديمقراطي.

وتابعت الصحيفة أن الأجهزة الهولندية أبلغت الولايات المتحدة في وقت سابق من شهر ديسمبر 2014 بهجوم تعتزم مجموعة «كوزي بير» شنه على وزارة الخارجية الأمريكية.

مع انه تم إفشال الهجوم بعد معركة إلكترونية استمرت 24 ساعة، إلا أن رسالة إلكترونية واحدة تحمل فيروسا وجدت طريقها إلى البيت الأبيض.

وتابعت الصحيفة أن الاختراق الهولندي كان بمثابة «منجم من المعلومات» فقد أدى إلى عقد اجتماعات على أعلى مستوى بين كبار مسؤولي الاستخبارات في البلاد آنذاك بينما تم تقاسم المعلومات التكنولوجية والاستخباراتية مع الأمريكيين.

ودامت عملية التجسس على مجموعة «كوزي بير» بين عام وعامين ونصف العام، بحسب الإعلام الهولندي.

برلمانيا رفضت المحكمة العليا في روسيا طعن زعيم المعارضة أليكسي نافالني من أجل السماح له بالترشح للرئاسة، حسبما ذكرت المحكمة لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أمس وكانت السلطات الانتخابية الروسية قد حكمت في وقت سابق بعدم أحقية نافالني للترشح في انتخابات مارس بسبب إدانة سابقة بارتكاب جرائم مالية صدر ضده على خلفيتها حكم بالسجن مع وقف التنفيذ.

ونفى نافالني، وهو خصم عنيد معروف على نطاق واسع للرئيس فلاديمير بوتين الذي يحكم البلاد منذ زمن طويل، ارتكاب أية مخالفات وأدان قرارات الاتهام الموجهة إليه باعتبارها ملفقة بهدف القضاء على طموحاته السياسية.

تجدر الإشارة إلى أن فوز بوتين، الذي تولى منصبي الرئيس ورئيس الوزراء منذ عام 1999، بفترة رئاسية أخرى تستمر ستة أعوام كرئيس في 18 مارس أمر شبه مؤكد.

ودعا نافالني إلى مقاطعة الانتخابات، وخطط أنصاره لتنظيم احتجاجات في جميع أرجاء البلاد بعد غد الأحد.

وأكدت سلطات مدينة موسكو أمس أنه لم تتم الموافقة على مثل هذه المظاهرة في العاصمة الروسية، وهددت باتخاذ إجراء قانوني ضد نافالني، وفقا لما ذكرته وسائل الإعلام الحكومية.

من جهتها أعلنت الإعلامية يكاترينا جوردون عن سحب ترشيحها لخوض الانتخابات الرئاسية الروسية التي سوف تجرى في 18مارس المقبل.

وقالت جوردون، التي ترشحت عن حزب «الأعمال الصالحة»، إنها لا تريد المشاركة في ما وصفته بـ «المسرحية»،بحسب قناة «روسيا اليوم».

وصرحت بأنها نفذت مهمة جمع التوقيعات بنجاح، وتمكنت من جمع 105 آلاف توقيع.

كما أكدت أنها تعتزم تأسيس حزب سياسي خاص بها، يكون هدفه حماية الدستور وبناء «دولة اجتماعية» في روسيا.

ويواصل في الوقت الحالي 14 شخصا نشاطاتهم الانتخابية، حيث تم تسجيل اثنين منهم - مرشح الحزب الليبرالي الديمقراطي فلاديمير جيرينوفسكي ومرشح الحزب الشيوعي الروسي بافيل جرودينين - رسميا كمرشحين لخوض الانتخابات الرئاسية.

وأشار استطلاع للرأي،نشرت نتائجه في نفس الشهر أن حوالي 68% من الروس سيصوتون لصالح الرئيس بوتين في الانتخابات الرئاسية الروسية المقبلة.

كما أشار استطلاع للرأي نظمه مركز علم اجتماع الطلاب الروسي، إلى أن أكثر من ثلثي شباب روسيا يؤيدون ترشح الرئيس بوتين لولاية جديدة، وأن 75 بالمائة منهم يعتبرونه رئيسا مثاليا.