1232663
1232663
تقارير

سنوات من الجهود الدولية «غير المثمرة» لحل الأزمة السورية

26 يناير 2018
26 يناير 2018

بيروت - (أ.ف.ب): اتخذت عدة مبادرات بهدف التوصل إلى حل سلمي للنزاع الذي أوقع أكثر من 340 ألف قتيل منذ 2011 في سوريا والذي تجري بشأنه جولة تاسعة من المفاوضات تحت إشراف الأمم المتحدة في فيينا. وتنظم موسكو بشكل مواز «مؤتمرا للحوار الوطني السوري» في 30 يناير في سوتشي.

المبادرات العربية انتهت

في يناير 2012م بعد شهرين من فشل أول مبادرة عربية تنص على وقف العنف والإفراج عن المعتقلين وسحب الجيش من المدن السورية، وأقرّ وزراء الخارجية العرب مبادرة جديدة نصت على نقل سلطات الرئيس بشار الأسد إلى نائبه وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

لكن دمشق رفضت هذه الخطة مشددة على «انتهاء الحلول العربية»، وأكدت أنها مصممة على وقف الاحتجاجات الشعبية التي قمعت بالقوة منذ مارس 2011.

مؤتمر جنيف 1 وصيغته الغامضة

في 30 يونيو 2012م اتفقت مجموعة العمل حول سوريا التي تضم الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وتركيا وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي في جنيف على مبادئ العملية الانتقالية.

ونصت الخطة وقتها على إقامة «حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة» عبر «توافق مشترك» من دون أن تحدد مصير الأسد. لكن الأطراف المعنية بالنزاع اختلفت على تفسير مبادئ جنيف 1.

وبعد الاجتماع اعتبرت واشنطن أن الاتفاق يفسح المجال أمام مرحلة «ما بعد الأسد»، فيما أكدت موسكو وبكين أنه يعود إلى السوريين تقرير مصير رئيسهم.

لا اتفاق في جنيف 2

في يناير 2014، عقدت مفاوضات في سويسرا بين المعارضة والحكومة السورية، بضغوط من الولايات المتحدة الداعمة للمعارضة ومن روسيا الداعمة لدمشق، وانتهت بدون نتيجة ملموسة.

وتلتها جولة ثانية انتهت في 15 فبراير أعلن بعدها مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي وصول النقاش إلى طريق مسدود، ما حمله إلى إعلان استقالته بعد أن خلف كوفي عنان في هذه المهمة. وحل محله الإيطالي السويدي ستافان دي ميستورا في يوليو.

محادثات فيينا

في نوفمبر 2015م تم تشكيل مجموعة دعم دولية لسوريا في فيينا تضم 23 قوة دولية وإقليمية ومنظمات متعددة الأطراف من بينها الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وإيران وتركيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

أعدت هذه المجموعة خارطة طريق للعملية الانتقالية ولإجراء انتخابات وعقد مباحثات بين الحكومة والمعارضة بحلول بداية يناير، من دون الاتفاق على مصير الأسد.

في 18 ديسمبر2015، تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع للمرة الأولى منذ بدء النزاع قرارا استنادا إلى محادثات فيينا، حدد فيه خارطة طريق تبدأ بمفاوضات بين النظام والمعارضة، وينص على وقف لإطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر وتنظيم انتخابات خلال 18 شهرا.

جنيف: سبع جولات بدون نتيجة

في مطلع 2016م عقدت ثلاث جولات من المفاوضات غير المباشرة بين الحكومة والمعارضة برعاية مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا، في جنيف دون إحراز تقدم ملموس نتيجة التباعد الكبير في وجهات النظر حيال المرحلة الانتقالية ومصير الأسد.

في مارس ومايو ويوليو 2017 نظمت أربع جولات أخرى من المحادثات غير المباشرة بدون تحقيق نتائج.

محادثات استانا تطغى على جنيف

في يناير 2017، نظمت روسيا وإيران حليفتا النظام وتركيا الداعمة للمعارضة السورية في استانا عاصمة كازاخستان محادثات ضمت للمرة الأولى ممثلين عن الحكومة السورية وآخرين عن الفصائل المعارضة.

وأعلنت هذه الدول «الراعية» الثلاث في أواخر ديسمبر 2016 وقفا لإطلاق النار بين القوات السورية والفصائل المعارضة. وتمكنت روسيا من تغيير المعطيات على الأرض إثر تدخلها العسكري في سبتمبر 2015 في سوريا دعما للحكومة السورية.

وأجريت سبع جولات من المفاوضات أفضت إلى اتفاق حول إقامة أربع «مناطق لخفض التوتر» تتيح الحد من أعمال العنف دون وضع حد لها.

تفويت فرصة من ذهب

في 14 ديسمبر مبعوث الأمم المتحدة يتهم دمشق بتقويض المحادثات في جنيف من خلال رفضه الحوار مع المعارضة. وقال دي ميستورا في ختام الجولة الثامنة من المفاوضات «تم تفويت فرصة من ذهب».