العرب والعالم

انتخـابات رئاســية مبـكـرة فـي فنـزويلا

25 يناير 2018
25 يناير 2018

مادورو يتعـهـد بالفـوز -

كراكاس - (أ ف ب): اطلق نيكولاس مادورو الذي يواجه عزلة دبلوماسية متزايدة وتراجعت شعبيته على رأس بلد مدمر ومحاصر بالعقوبات الدولية، امس الأول حملة للانتخابات الرئاسية المقبلة التي يؤكد انه سيفوز بها.

وقال مادورو وريث الرئيس الراحل هوغو تشافيز (1999-2013) «سنفوز في الانتخابات الرئاسية وسنقوم بالتنظيف».

وردت كراكاس على العقوبات الأخيرة للاتحاد الأوروبي من تجميد موجودات وحرمان مسؤولين فنزويليين من تأشيرات الدخول، بضربة تمثلت بإعلان موعد الانتخابات التي كانت مقررة في نهاية 2018، في خطوة باغتت المعارضة المقسمة والضعيفة. ويفترض أن يجرى الاقتراع قبل 30 أبريل.

غداة هذا الإعلان المفاجئ للجمعية التأسيسية، بثت قنوات التلفزيون الحكومية صورا تمجد عمل الرئيس الاشتراكي.

وبانتظار إعلان المجلس الوطني الانتخابي الذي تتهمه المعارضة بخدمة مصالح السلطة، لموعد الانتخابات الرئاسية، بدا الرئيس الذي يحكم البلاد منذ 2013 على عجلة من أمره. وقال «لو كان الأمر بيدي لجرت الانتخابات الاحد».

وتدين الاسرة الدولية منذ الثلاثاء قرار السلطة الفنزويلية. وقالت واشنطن التي فرضت الصيف الماضي عقوبات على كراكاس، امس الأول ان هذا التصويت «لن يعكس ارادة الفنزويليين وستعتبره الأسرة الدولية غير ديموقراطي وغير شرعي». وبعدما وصفت مادورو بـ«الديكتاتور»، جمدت الولايات المتحدة ثم كندا موجوداته ومنعت مصارفها ومواطنيها من شراء سندات جديدة او التفاوض حول اتفاقات مع الحكومة الفنزويلية. وفي أمريكا اللاتينية تبدو فنزويلا التي تدعمها الحكومة اليسارية، وحيدة بعد انتقال المنطقة الى اليمين. وبعد ادانة 12 دولة أمريكية لاتينية في مجموعة ليما، جاء انسحاب المكسيك من مهمة تسهيل المفاوضات بين الحكومة والمعارضة التي تجري في سانتو دومينغو. وإجراءات وموعد الانتخابات الرئاسية المقبلة في صلب هذه المفاوضات.

وقال مركز التحليل «اوراجا غروب» ان «كل هذا ثمنه عزلة دولية متزايدة وهذا ما تبدو الحكومة (الفنزويلية) مستعدة لقبوله من اجل الاحتفاظ بالسلطة».

وعلى الرغم من الاستنفار الدولي والتوقعات الاقتصادية الرديئة، يبدو مادورو (55 عاما) صامدا وذلك بفضل دعم حليفتيه روسيا والصين الى حد ما.

ففنزويلا التي كانت اغنى بلد في أمريكا اللاتينية تملك اكبر احتياطات نفطية في العالم. وقد جاء ارتفاع أسعار الذهب الأسود الذي اغلق في نيويورك ولندن على اعلى مستوياته منذ 2014، ليعزز هامش المناورة الذي يملكه مادورو.

ويمكن لمادورو الذي لا يتمتع بشعبية كبيرة وباتت نسبة مؤيديه لا تتجاوز الثلاثين بالمائة حسب مكتب ديلفوس، يمكن ان يعول على سيطرته على كل السلطات الى جانب تحالف فعلي مع العسكريين الذين يحتلون مكانة مهمة على رأس الدولة.

وحرم البرلمان المؤسسة الوحيدة التي تقودها المعارضة، من صلاحياته من قبل الجمعية التأسيسية التي لا تضم سوى مؤيدين لمادورو مستعدين لتنفيذ اوامره وترفضها الاسرة الدولية.

وتشترط الجمعية التأسيسية على الأحزاب الرئيسية الثلاثة المشاركة في تحالف المعارضة طاولة الوحدة الديمقراطية التسجيل من جديد لدى السلطات الانتخابية لتتمكن من المشاركة في الانتخابات الرئاسية. وعليها لتحقيق ذلك الحصول على تواقيع 0,5% من الناخبين المسجلين في 12 ولاية على الأقل.

وقال المحلل لويس فيسينتي ليون «بالشروط الانتخابية نفسها والانقسامات في المعارضة... يمكن ان تكون النتيجة مطابقة لتلك التي سجلت في انتخابات الولايات». ولمواجهة نقص المواد الغذائية التي فقد ثمانون بالمائة منها، اطلق رئيس الدولة برنامجا لدعم الغذاء مخصصا للمناطق الشعبية ويشمل حوالي ستة ملايين عائلة.

وللاستفادة من هذا البرنامج لا بد من الحصول على «دفتر الوطن» المزود بشيفرة ويسمح بالتصويت في الانتخابات والاستفادة من برامج اجتماعية في الوقت نفسه. وترى المعارضة في هذه الوثيقة التي سلمت الى 16 مليون شخص وسيلة للتحكم بالمجتمع.

وفي مثل هذه الاجواء، يرى فيليكس سيخاس من مكتب ديلفوس ان مادورو يتمتع بكل الفرص «للفوز في الانتخابات» الرئاسية.