1232501
1232501
عمان اليوم

تدشين البرنامج التأهيلي التخصصي للكوادر الدينية بالتعاون مع الأزهر وجامعة ظفار

25 يناير 2018
25 يناير 2018

يستهدف تأهيل 50 إماما وواعظاً بمحافظة ظفار -

كتب - بخيت كيرداس الشحري -

بدأ 50 إماما وواعظاً بالمديرية العامة للأوقاف والشؤون الدينية بمحافظة ظفار أمس برنامجا تأهيليا تخصصيا يستمر عاما في إطار التعاون القائم بين وزارة الأوقاف والشؤون الدينية وجامعة ظفار الحاضنة لهذا البرنامج والأزهر الشريف حيث يحاضر في البرنامج عدد من علماء الأزهر باعتباره إحدى المؤسسات العلمية المرموقة في العالم الإسلامي ويأتي هدف بناء على الاهتمام بترسيخ العقيدة والقيم والمبادئ الإسلامية الصحيحة في المجتمع وتمكين الكوادر الدينية من الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة من خلال العلم الشرعي والفكر المستنير وتزويدهم بالعلوم الشرعية الأساسية وفق المنهجية العلمية والسلم التعليمي وترسيخ قيم الوسطية والاعتدال في المجتمع .

كلمة الوزارة

و ألقى الدكتور أحمد بن علي الكعبي مدير عام الأوقاف والشؤون الدينية بمحافظة ظفار كلمة الوزارة في الاحتفال الذي رعاه معالي الشيخ عبد الله بن محمد السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية قال فيها: إن هذا البرنامج التأهيلي يعد تجربة أولى سيقاس مدى نجاحها وتحقيقها للأهداف المرجوة منها بغية النظر في استمرارها وتطويرها حيث يأتي إيماناً من الوزارة بأهمية التأهيل والتدريب لما له من أثر على رفع المستوى المعرفي والعلمي للمنتسبين إليها. وأضاف «إن أحكام الشريعة الإسلامية تأتي متسقة مع الزمن المعاصر ولذا لن يستطيع طالب علم أن يتواكب مع متطلبات العصر ما لم يعلم ما يحدث في مجتمعه والعالم من متغيرات وذلك لأن دين الإسلام دين لكل زمان ومكان له قواعده وأصوله المستمدة من مصادر التشريع تستنبط منها الأحكام لتنير حياة الناس بشكل يضمن الرحمة والعدل بينهم ولذا فقد سمي فقهاً ؛ فالفقه في معناه اللغوي هو الفهم، والفهم في الدين هو صفة خيرية يصطفي لها الحق سبحانه وتعالى من شاء من عباده». و أشار إلى انه كان للكوادر الدينية النصيب الأسمى من تلك البرامج بغية تكوين نماذج يحتذى بها فكراً وسلوكاً قائمة على الفهم الصحيح والفكر العماني الأصيل وتوطين القائمين بالوظائف الدينية على الأعراف المستقرة للمجتمع العماني بصورة تحفظ الهوية وتصون استقرار المجتمع وتعزز التعايش البناء فيه وذلك ابتداء من ملتقيات الكوادر الدينية مروراً بالبعثات الدراسية والدورات العلمية وصولاً إلى برامج الإنماء المهني الأسبوعية حيث بلغ عدد برامج التأهيل والتدريب للكوادر الدينية بالمديرية العامة للأوقاف والشؤون الدينية بمحافظة ظفار للعام المنصرم 42 برنامجاً استهدفت ما نسبته 83% من تلك الكوادر بمجموع ساعات التدريبية بلغت 83 ساعة مما يعد من أعلى نسب التدريب والتأهيل المعمول بها في الجهات والمؤسسات.

وأوضح الدكتور الكعبي أن الدراسات أظهرت أن ما يقارب 60% من الأشخاص الذين يتراوح أعمارهم ما بين 8-18 عاماً يحملون هاتفاً ذكياً كما أظهرت العديد من الدراسات أن النسبة الأكبر من حاملي تلك الهواتف يقضون معظم الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي يتعرفون فيها على شعوب مختلفة وثقافات متعددة الأمر الذي يحتم على الخطاب الديني أن يكون أكثر انفتاحاً وإدراكاً ويجعل برامج وخطط الوعظ والإرشاد والتعليم أكثر مرونة وسعة واستدراكاً وأن يتم العمل على استثمار تلك التقنية لأعمال البر والخير، مبينا أن الوزارة استشرفت هذا الواقع فاستثمرت هذه التقنية من خلال إطلاق 17 برنامجاً إلكترونياً يمكن التعامل معها عبر الهواتف الذكية، ومن تلك البرامج برنامج تعليم القرآن الكريم عن بعد حيث قامت الوزارة بتأهيل وتدريب فئة من الكوادر الدينية يعنون بتدريس القرآن عن بعد حيث يستطيع الطالب أو الطالبة حفظ القرآن الكريم وتجويده وتلاوته ومراجعته وهو في البيت أو المدرسة أو النادي أو من أي مكان يتواجد فيه وبفضل الله فقد حقق هذا البرنامج إقبالاً كبيراً حيث بلغ عدد الطلبة المسجلين فيه من داخل السلطنة وخارجها 7709 طلابا وطالبات وبلغ عدد الملتحقين من محافظة ظفار 262 طالباً وطالبة. ودعا في كلمته المشاركين في البرنامج إلى الإخلاص في تعلم العلم الصحيح ليعود ذلك العلم على الوطن والمجتمع بالخير والمحبة والسلام والاستفادة من المرافق العلمية والعملية التي تضمها جامعة ظفار ومن العلماء الأجلاء الذين ينتسبون إلى صرح علمي ساهم في التعريف بالإسلام وله دوره البارز في التعلم والتعليم وهو الأزهر الشريف .

كلمة الأزهر الشريف

ومن جانبه أشاد الشيخ محمد يحيى الكتاني من الأزهر الشريف بأهل عمان خلال الكلمة التي ألقاها في الاحتفال واستشهد بالأحاديث النبوية التي قيلت في أهل عمان وتطرق إلى العلماء العمانيين وإسهاماتهم في علوم الدين والشريعة واللغة العربية وقال في كلمته أن «هذا البرنامج يعد من البرامج المفيدة والهامة للمجتمع في تأهيل الدعاة والكوادر الدينية في زمن الفتن والأوقات العصيبة وأشار إلى أن معالم الله في اصطفاء الأمة الإسلامية أن جعلها أمة وسطية وقد عرف الوسطية على أنها سلوك في سبيل القصد من غير إفراط ولا تفريط وكما أن الوسطية هي القدرة على المواءمة بين الثوابت والمتغيرات فالثابت هو الدين والمتغير هو الواقع وكيف يستطيع المسلم أن يوائم بين متطلبات دينه ومتطلبات واقع عصره ولذلك وجدنا هذه الوسطية في العقيدة الإسلامية القائمة على تنزيه الحق سبحانه وتعالى من غير تشبيه ولا تعطيل وعلى وصف الحق بكل الكمال المطلق ووجدناها في الشريعة الإسلامية التي تجمع بين الرخصة والعزيمة وبين الفضل وبين العدل ووجدنا الوسطية في الأخلاق الإسلامية فهي لا تغرق في المثالية الممجوجة وكذلك لا تقبل الحيوانية التي لا يمكن أن يتعايش بها الإنسان ؛ هذه هي الوسطية التي هي منهج الأمة الإسلامية». وتخلل برنامج الاحتفال الذي حضره عدد من أصحاب المعالي وأصحاب السعادة وأصحاب الفضيلة والشيوخ قصيدة شعرية بالفصحى ألقاها الشاعر ناصر المشيخي بالإضافة إلى تقديم عرض مرئي يتحدث عن جهود وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في تأهيل الكوادر الدينية ونشر قيم التسامح والاعتدال ونشر الوعي وتعزيز المبادئ الأخلاقية الرفيعة المستمدة من ديننا الحنيف والقيم العمانية الأصيلة.