فتاوى لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة

«العقيقة».. من السنن الثابتة التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم وندب إليها -

عزيمة وليس رخصة

* أنا من ولاية لوى أعمل أسبوعا في مسقط وأسبوعا إجازة ارجع الى لوى، ولدي الوقت الكافي للصلاة، هل يوجد حرج إذا صليت صلاتي كاملة أم اصلي جمعا وقصرا.. وأيهما افضل كيف تكون صلاتي في مسقط؟.

وهل تفسير هذه الأية صحيح: (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا) وإذا سافرتم -أيها المؤمنون- في أرض الله، فلا حرج ولا إثم عليكم في قصر الصلاة إن خفتم من عدوان الكفار عليكم في حال صلاتكم، وكانت غالب أسفار المسلمين في بدء الإسلام مخوفة، والقصر رخصة في السفر حال الأمن أو الخوف. إن الكافرين مجاهرون لكم بعداوتهم، فاحذروهم.

- القصرشرعه الله في كتابه الكريم وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى: (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا)، ونجد في الآية الكريمة أن القصر علق على الخوف من فتنة الذين كفروا، وهذا التعليق جاء موافقا للعموم الأغلب في ذلك الوقت إذ إن أغلب أسفار النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت كان فيها خوف، وإلا فيجوز القصر أيضاً حالة الأمن.

ويدل على ذلك حديث علي بن أمية قال: «قلت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا) فقد أمن الناس قال عمر: عجبت مما عجبت منه فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: (صدقة تصدق بها الله عليكم فاقبلوا صدقته) رواه مسلم وأصحاب السنن.

وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: صحبت النبي صلى الله عليه وسلم فكان لا يزيد في السفر على ركعتين وأبا بكر وعمر وعثمان كذلك.. رواه البخاري ومسلم.

وهذه الأدلة تؤكد أن الصحيح أن القصر عزيمة وليس برخصة أخذا من مجموع النصوص، منها حديث ابن عباس: «فرضت الصلاة في الحضر أربعا وفي السفر ركعتين» وهو رأي السيدة عائشة رضي الله عنها . فيجب على المسافر أن يقصر من الصلاة متى ما صلى منفردا أو خلف إمام مسافر مثله، وقد قيل: إن الذي يتم في السفر كالذي يقصر في الحضر!، وإن سألت عن الأفضل فلا شك أن الأفضل أن تحرص على الصلاة خلف الإمام المقيم في الجماعة الأصلية بملازمة المسجد لكل صلاة، فتصلي تماما خلف الإمام المقيم.

هذا وننبه الأخ الكريم أنه لا تلازم بين القصر والجمع في السفر، فعندما تسمع بلزوم القصر على المسافر لا يعني لزوم الجمع بين الصلاتين، بل ينبغي للمسافر المقيم في سفره - كمثل حال السائل - أن يصلي كل صلاة في وقتها إلا إذا احتاج إلى الجمع فهو رخصة للمسافر متى ما دعته الحاجة إليه. والله أعلم.

لا يجزيها ذلك

* المرأة إذا أرادت وضع الحناء في رأسها ليوم كامل هل يجزي المسح على الرأس أثناء الوضوء مع وجود حاجز في الرأس بعد وضع الحناء؟

- لا يجزيها ذلك، لأن الله تعالى خاطبنا في القرآن الكريم بمسح الرؤوس فقال: (وامسحوا برؤوسكم) وكذلك دلت سنة النبي صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية، والله أعلم.

يمين اللغو

* منذ سنوات لم أكن أعلم حكم من قال لأحد: «بالله عليك» كنت احسب حكمها يقع على الشخص الذي أمامي، ولكن بعد ذلك علمت ان حكمها أي كفارتها تقع على من نطق بها ان لم ينفذ الشخص الآخر الفعل.

ولكن بعد علمي لم أحلف على أحد من الآخرين حتى لا تقع علي كفارة كنت جاهل بالمسألة، والآن يخطر على بالي من وقت لآخر ان عليّ كفارة، وحين أؤخر أقول لنفسي ربنا يعذرني بجهلي زمان.. فما حكم ذلك علما بأنني لم أكن أعلم وقوع الكفارة على من نطق بالحلف على أحد.

وجزاكم الله خيرا.

- نعم لا ينبغي قول ما كنت تقوله، وأما وقوع الكفارة فإن كانت اليمين باللفظ الذي قلت، وأنك لم تكن قاصدا عقد اليمين - كما يفهم من السؤال - فإنها لا تجب عليك، ويمينك هذه يمين اللغو لا كفارة فيها. والله أعلم.

العقيقة سنة

* هل العقيقة دين ﻻبد من الوفاء به إذا لم يذبح الأب لابنه أو ابنته بعد وﻻدتهما ومر من عمرهم 6 سنوات؟

- العقيقة أو النسيكة عن المولود من السنن الثابتة التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم وندب إليها، ورأى بعض أهل العلم أنه من فاته وقتها - أي في اليوم السابع أو الرابع عشر أو الواحد والعشرين أو الثامن والعشرين - فإنه يأتي بها في أي وقت ولا ينبغي له أن يفرط فيها، أما من حيث اللزوم فلا يلزمه. والله أعلم.