1224257
1224257
مرايا

أول من أدخل تجارة المقاهي - علي الناعبي.. تاجر منذ 45 سنة في ولاية الحمراء

24 يناير 2018
24 يناير 2018

الحمراء - عبدالله بن محمد العبري -

يعد علي بن ناصر بن خلفان الناعبي من التجار الأوائل في العصر الحديث، حيث عمل في مهنة التجارة لأكثر من 45 سنة في عمان، وحافظ على متجره في قرية بني صبح بولاية الحمراء.

وعلي الناعبي المعروف بكنيته أبو حسين له حكاية مع التجارة يسردها لـ(مرايا) خلال لقائنا معه حيث يقول: لقد اضطرتني ظروف الحياة في الماضي إلى السفر خارج السلطنة للبحث عن عمل لتأمين مصدر رزق لي، حيث عملت في عدد من دول الخليج العربي في عدة مهن وعدت إلى وطني عمان سنة 1964م، حيث أكسبني السفر والتنقل خبرة في مجال الأعمال ومنها التجارة.

ومع بزوغ فجر النهضة المباركة أوجد جلالة السلطان -حفظه الله -مجالات عدة أمام المواطنين لممارسة الأعمال المختلفة، وأول فكرة اتخذتها بداية العمل في فتح محل تجاري في نزوى، وبالإمكانيات البسيطة لم يكن أمامي سوى فتح مقهى أعمل فيه بنفسي لتجهيز الوجبات الغذائية البسيطة والشاي والقهوة.

وكان لدى المسؤولين في بلدية نزوى نظرة إلى التطوير، لكن حسب الإمكانيات المتاحة لديهم في بداية السبعينات، وكان وقوفهم معي بإعطائي محلا بالمواد غير الثابتة، وأدخلت له الكهرباء، وكنت سعيدا في هذا العمل، وكان الإقبال كبيرا، حيث أن الطريق المؤدي إلى بقية الولايات يمر وسط سوق نزوى.

وتمكنت من شراء منزل في منطقة سعال، ليكون محل الإقامة قريبا من محل العمل، ونظرا لوقوع المحل بالقرب من مجرى الوادي، فقد شهدت السلطنة في منتصف السبعينات ومنها الداخلية هطول أمطار غزيرة مع رياح شديدة وسالت الأودية بغزارة، وكان ذلك ليلا، حيث جرفت المياه ذلك المحل المعروف (بالصندقة) وما بها من ثلاجات وبرادات مليئة باللحوم والمرطبات بما تقارب قيمته 600 ريال.

وتابع قائلا: وعندما جئت في الصباح وجدت الصندقة أثرا بعد عين، وحاولت البحث في مجرى الوادي لعلي أجد شيئا من البرادات أو بقايا من الأدوات التي كنت أمارس بها عملي ولكن دون جدوى، وكان مبلغ 600 ريال في ذلك الوقت كبيرا جدا.

ولم يكن لدي مبلغ آخر من النقود أستطيع بموجبه إعادة بناء صندقة أخرى، وتجهيزها بالمواد التي تتطلبها المهنة، فحاولت جاهدا التقدم بطلب المساعدة، وانتظرت لفترة ولم أوفق في الطلب، وخلال تلك المدة كنت بدون عمل، وبما إنني كنت أمتلك منزلا في منطقة سعال، فلم يكن أمامي سوى بيع هذا المنزل لأبدأ بثمنه العمل من جديد في أعمال التجارة.

وأضاف: وبما أنني أمتلك منزلا في قرية بني صبح بولاية الحمراء، مقر مولدي وإقامتي منذ الصغر، فقد عدت إلى بلدتي وفتحت مقهى في المنطقة التجارية بولاية الحمراء، وكانت ذلك بداية فتح تجارة المقاهي في الولاية، وكان العمل فيه جيدا ومربحا، استطعت بعد ذلك إضافة مطعم جلبت إليه عمالة وافدة، وفتحت محلا لبيع المواد الغذائية في قرية بني صبح، وأمارس العمل فيه بنفسي، والحمد لله يدر لي زرقا يساعدني على متطلبات الحياة.