1229192
1229192
مرايا

حمود النهدي: «رحلة السلام في أرض السلام» تعرف الأجيال بالماضي العريق

24 يناير 2018
24 يناير 2018

عائلة عمانية تعشق الترحال في الصحراء -

متابعة - خليفة بن سعيد الحجري:-

يواصل الرحالة العماني حمود بن حمدان النهدي تجواله على ظهور الجمال بصحبة ثلاثة من أبناء عائلته التي توارثت أبا عن جد حبها للترحال من خلال سفينة الصحراء التي ألفها الإنسان العماني منذ القدم، فكانت ولا تزال رفيقة الدرب الطويل الممتد عبر أشرعة الماضي وتفاصيله التي تجسد ملامح مشرقة من تراث وأصالة أبناء هذا البلد العريق.

وجاءت رحلة حمود النهدي على ظهور الجمال بصبحة اثنين من أبنائه وابن أخيه وعدد من المعاونين كنموذج رائد للمحافظة على الأصالة والتراث، وإبراز حب الإنسان العماني للهجن وموروثاتها التقليدية التي لا تزال إلى يومنا هذا مصدر فخر واعتزاز يمتزج فيه الماضي التليد بالحاضر المشرق.

وقال النهدي في حديث «لمرايا»: هذه الرحلة التي أقوم بها حاليا خلال الفترة من الخامس من يناير وحتى السادس من فبراير المقبل تأتي ضمن سلسلة الرحلات التي أقوم بها مع أبنائي الى كافة ربوع السلطنة وهي تحمل مسمى «رحلة السلام في أرض السلام» وفي هذه الرحلة التي انطلقت من ولاية إبراء بمحافظة شمال الشرقية، شقت طريقها عبر ولايات محافظتي شمال وجنوب الشرقية.

وحتى الآن حطت الرحلة رحالها في ولايات القابل، وبدية، ووادي بني خالد، والكامل والوافي، وجعلان بني بوحسن، وجعلان بني بوعلي، وبعدها تواصل السير الى ولاية صور مرورا بالمناطق الساحلية الى الأشخرة، وبعدها الى ولاية مصيرة محطتها الأخيرة.

اعتزاز بالماضي

وعن حكايته مع إحياء التراث الأصيل قال النهدي: أعشق ركوب الجمال منذ الصغر واعتز بركوب الناقة «فرحة» التي هي تمثل رفيقة الدرب في مشواري المتواصل منذ أربع سنوات في هذه الرحلات اعتزازا بالماضي والأصالة والتراث.

وقد وجدت- ولله الحمد- كل التشجيع والمساندة من الجهات الحكومية والأهلية ومن المؤسسات داخل السلطنة، وكذلك من السياح الأجانب وزوار السلطنة الذين يحرصون على متابعتي بالتصوير عن بعد او التصوير معي، واعتز بهذا التشجيع خاصة وأن الرحلة تشمل ضمن برنامجها زيارة مكاتب أصحاب السعادة الولاة وتوثيق الاستقبال أمام مكتب الوالي وتبادل الهدايا التذكارية، وتسجيل انطباع وتوثيق مختلف محطات الزيارة كي تكون تذكارا لأولادي الذين يرافقوني باستمرار خاصة خلال الإجازات.

براعم الغد

وفي لقاءات مع براعم الغد المشاركين في الرحلة يقول منعم بن حمود النهدي، وهو الابن الأصغر للرحالة: أنا سعيد جدا بمرافقة والدي في رحلاته على ظهور الجمال، ونحن في الأسرة نتنافس على المشاركة في هذه الرحلات رغم صعوبتها، لكن رغبتنا في المحافظة على التقاليد تجعلنا نحرص على مشاركة الوالد، وأنا افتخر بركوب الجمل بجانب الرحلة، والحمد لله وجدنا التشجيع من المتابعين ومن الشخصيات والمسؤولين في الولايات التي نمر بها، وهذا يدفعنا للاستمرار بعزيمة وإصرار.

أما سالم بن علي النهدي فقال: نحن أسرة بدوية مهتمة بتربية الهجن وسباقاتها وعروضها المختلفة، نهتم بتربية الهجن الأصيلة، واليوم أشارك والدنا الرحالة الكبير حمود النهدي بعد سلسلة من المشاركات والمغامرات التي يقوم بها.

وأوضح قائلا: ونحن في القافلة نحرص على الالتزام بالنظام المتفق عليه، نصحو من النوم عند بزوغ الفجر ونتحرك في الصحراء ونستريح فترة الظهيرة، وبعدها نشد الرحال مرة أخرى حتى وقت الغروب، وبعدها نشعل النار ونقوم بإعداد العشاء والنوم مبكرا، وهكذا نواصل برنامجنا، وترافقنا خلال رحلة التجوال حافلة مزودة بالمياه والاحتياجات الضرورية للمبيت والإعاشة.