أعمدة

توعويات: احترموا باقي الحضور

24 يناير 2018
24 يناير 2018

حميد الشبلي -

ظاهرة اجتماعية مؤسفة بدت تدب في حياة الوسط الاجتماعي، ظاهرة دخيلة ولا تتوافق مع مبادئ وقيم هذا المجتمع العريق، ظاهرة تدل على من يمارسها بأنه لا يضع احتراما للجميع، ظاهرة نناشد فيها المشايخ وأعيان المجتمع العماني في التصدي لها وبكل حزم، حيث تتمثل مشاهد هذه الظاهرة في مناسبة حفل الزواج ( عقد القران )، وكما يعلم الجميع أنه وبعد أن ينتهي العريس من عقد قرانه على من اختارها أن تكون شريكة حياته، يستكمل البرنامج بتقديم أهل العريس الضيافة لمن شرفوهم في هذه المناسبة، ويكون ذلك من خلال تقديم الحلوى العمانية متبوعة بفنجان حار من القهوة، وبعد أن ينتهي الجميع من تناول الحلوى والقهوة، يذهب العريس ليقف مع باب المسجد أو المجلس أو القاعة التي عقد قرانه فيها، ليقوم المشاركون جميعا بالسلام والتهنئة له بهذه المناسبة الغالية، وبذلك تنتهي هذه الليلة الجميلة لهذا العريس وقد احتفل الجميع به وشهدوا على زواجه، لتبقى ليلة خالدة في ذاكرته يتذكر الأعزاء الذين خصصوا هذا الوقت من يومهم لمشاركته في فرحه.

أعزائي القراء.. إن الظاهرة غير الحميدة التي تحدث في مثل هذه المناسبة الجميلة السابق ذكرها، أنه وللأسف الشديد وبعد أن يتناول المشاركون في الصف الأول من الحلوى والقهوة العمانية، يخرجون من صفوفهم ويذهبون إلى العريس لتهنئته بعقد قرانه، متجاهلين وغير معبرين لتواجد بقية الحضور الذين لا يزالون ينتظرون دورهم في الضيافة، فتحدث بلبلة وفوضى في التدافع للسلام على العريس، مما يترتب عليه أنه لا يستمتع بقية المشاركين بضيافة المناسبة ولا بالسلام على العريس، فيحدث امتعاض وزجر وغضب من أولئك المشاركين، الذين تم تجاهلهم من البعض بسبب عدم احترامهم أو انتظارهم حتى ينتهي دورهم.

وهنا لا أدري ماذا يظن بعض الناس أنفسهم في الفضل عن بقية الحضور، ولماذا لا ينتظرون بقية المشاركين في الانتهاء من تناول القهوة، ومن ثم يصطفون صفا واحدا وبشكل منظم للسلام على العريس، وهل من يتواجدون في الصفوف الأولى هم فقط من يستحقون الضيافة والكرامة، ويترك بقية الحضور في تصنيف أنهم تحصيل حاصل، ولا يهم إذا تناولوا الضيافة أو لم يتمكنوا من السلام على العريس، فهل هذه هي عاداتنا وأخلاقنا وقيمنا؟ أليس مجتمعنا مجتمع محبة وتعاون وتواضع؟

وفي هذا الصدد أعجبني أحد المشايخ في موقف شجاع له لمثل هذه المناسبة، عندما وجد بعض الحضور وبعد أن تناولوا القهوة، تركوا مواقعهم وذهبوا إلى العريس للسلام عليه وتهنئته، فما كان من ذلك الشيخ إلا أن وقف في ذلك المجلس ونادى بأعلى صوته، لن يسلم أي شخص على العريس قبل أن يتناول الجميع الحلوى والقهوة، ومن ثم يمكن للجميع أن يتركوا أماكنهم للذهاب للسلام، ولكن لا يمكن ومن العيب أن نترك بقية المشاركين بلا قهوة ولا نحترم شعورهم وحضورهم لهذه المناسبة، فما كان من المستعجلين إلا أن عادوا إلى مواقعهم خجلا واستحياء لما قاموا به من تجاهل لشعور البقية.

ولذلك وعبر هذه الرسالة التوعوية أوجه نداء لكل المشايخ والأعيان ومن يقوم بعقد القران في مثل هذه المناسبات، بأن يمنعوا مثل هذا التصرف الدخيل على سلوك وأخلاق المجتمع العماني، وأتمنى من منابر المساجد التطرق لهذا الموضوع والتوعية لأجله، بهدف أن نبقى مجتمعا متماسكا يقدر كل منا الآخر.