1230142
1230142
عمان اليوم

«البيئة» تدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي للتغيرات المناخية وتأثيراتها السلبية

23 يناير 2018
23 يناير 2018

الرواس: استكمال مراحل إعداد استراتيجية التكيف والتخفيف من المخاطر -

كتبت ـ مُزنة الفهدية -

أكد سعادة نجيب بن علي الرواس وكيل وزارة البيئة والشؤون المناخية في حفل تدشين الدورة الثانية لمبادرة «مناخ أفضل .. لمستقبل أخضر» أمس أن السلطنة صادقت على اتفاقيات الشؤون المناخية المتمثلة في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وبروتوكول كيوتو الملحق بها، واتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون وبروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون وتعديلاته بموجب مراسيم سلطانية سامية، وذلك إيماناً منها بمساندة جهود المجتمع الدولي في التصدي لتحديات ظاهرة الاحتباس الحراري.

وقال الرواس: «في عام 2015م أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة خطة التنمية المستدامة الجديدة لعام 2030م التي نصت في جملة من الأمور أبرزها قيام الدول باتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي للتغيرات المناخية وتأثيراتها السلبية على قطاعات التنمية، مشيرا إلى أن السلطنة أسهمت بشكل فعّال في التكيف والتخفيف من تأثيرات ومخاطر التغيرات المناخية في سياق أهداف التنمية المستدامة بما يحقق الأهداف والمبادئ الواردة في الاتفاقية الإطارية من تنسيق تدابير وسياسات إدارة التغيرات المناخية مع التنمية الاجتماعية والاقتصادية وحماية النظم البيئية والمناخية والتقليل من التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية في برامج وخطط التنمية في السلطنة».

أهداف المبادرة

وأوضح سعادته أن المبادرة جاءت بهدف تعزيز التوعية والتثقيف بتحديات التغيرات المناخية وتأثيراتها السلبية على قطاعات التنمية الشاملة، وحصر وتوثيق الجهود والمبادرات والمشاريع التي تقام في مجال التكيف مع تغير المناخ أو التخفيف من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتستهدف الجهات الحكومية، والمؤسسات العلمية أو البحثية، ومؤسسات القطاع الخاص، والأفراد، مشيرا إلى أن هناك خططا وبرامج نفذتها السلطنة في مجال إدارة الشؤون المناخية لبناء وتعزيز القدرات الوطنية، وإعداد الهياكل المؤسسية والاستراتيجيات وخطط العمل الوطنية، وإصدار وتحديث بعض التشريعات واللوائح مثل لائحة إدارة الشؤون المناخية ولائحة حماية طبقة الأوزون ولائحة استصدار موافقات مشاريع آلية التنمية النظيفة، كما تقوم الوزارة في الوقـت الحاضـر باستكمال المراحل النهائية لإعداد الاستراتيجية الوطنيـة للتكيـف والتخفيــف من التغـيرات المناخيـة بالتعاون والتنسيق مع جامعة السلطان قابوس والجهات الحكومية المختصة مما يمكنهـا من وضـع مخططــات لمواجهة هشاشـة ومخاطر التغــيرات المناخيـة بأكـبر قدر ممكـن من المـرونـة في عـدد من قطـاعات التنمية الشاملة.

من جهته قال إبراهيم بن أحمد العجمي مدير عام الشؤون المناخية بوزارة البيئة والشؤون المناخية في كلمة له خلال حفل تدشين الدورة: «إن قضية التغيرات المناخية تعد قضية عالمية لها تحديات عدة، والدول مطالبة باتخاذ مبادرات وسياسيات لتقليل التأثيرات السلبية للاحتباس الحراري، وجاءت السلطنة بمبادرة «مناخ أفضل .. لمستقبل أخضر» لمواجهة هذه التحديات، وتم تدشين الدورة الأولى لهذه المبادرة في عام 2016 واستقبال المشاركات من عدة جهات حكومية وخاصة وشركات طلابية، ومن ثم فرز هذه المشاركات واختيار أفضل 4 مشاركات، وتهدف المبادرة إلى حصر المبادرات والفعاليات والابتكارات للتقنيات والتطبيقات والمشاريع الخضراء ذات البصمة الكربونية المنخفضة، ونشر وتشجيع استخدامها في مختلف القطاعات والمؤسسات والمباني في السلطنة، وتطويرها بما يتناسب مع الظروف المحلية للسلطنة، وترشيد استهلاك الطاقة والمياه وتدويرها في تلك القطاعات، مع تعزيز الوعي والثقافة بأهمية وجدوى تلك التطبيقات والمشاريع في تقليل استهلاك الطاقة، وتنويع مصادرها وتجنب التأثيرات السلبية لظاهرة التغيرات المناخية والتخفيف من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، بالإضافة إلى خفض البصمة الكربونية لها، وإيجاد سجل متكامل لكل المبادرات التي تساهم في الحد من الآثار السلبية للتغيرات المناخية في مجالي التخفيف والتكيف، وتعزيز الشراكة والتعاون بين الوزارة والجهات الحكومية والشركات والأفراد ومنظمات المجتمع المدني في هذا الشأن.

محاور وأقسام

وأشار العجمي إلى محاور وأقسام الدورة الثانية للمبادرة وأبرزها تطبيقات استخدام الخلايا الشمسية في المباني الحكومية، ومباني شركات القطاع الخاص، ومباني الأفراد، والمساجد والجوامع، بالإضافة إلى مبادرات ومشاريع ومنتجات الشركات الطلابية التي تساهم في خفض البصمة الكربونية، ومبادرات ومشاريع في مجال ترشيد استهلاك الطاقة والمياه، ومبادرات ومشاريع في مجال تدوير المياه والنفايات التي تساهم في خفض انبعاثات غازات الدفيئة.

وأكد العجمي أن الفترة الزمنية المحددة لاستقبال المشاركات في المبادرة من 16 أكتوبر 2017م إلى نهاية شهر أبريل 2018م، وذلك من خلال مجموعة من الشروط والمعايير لتقديم المشاركات وهي: أن تتقدم الجهة أو الفرد بمشروع واحد فقط، وأن يكون المشروع قابلا للتطبيق، ويرفق بالمشاركة تقرير عن المبادرة المقدمة وفقا لنموذج استمارة التقديم المعتمدة لذلك.

المشاركون

وقالت سكينة بنت حمد المنجية مديرة دائرة البيئة والأراضي الرطبة بشركة حيا للمياه: «شاركت شركة حيا للمياه في مبادرة «مناخ أفضل..لمستقبل أخضر» بمجموعة من التطبيقات الخضراء أبرزها إعادة تدوير المنتجات وترشيد الطاقة والمياه من خلال تنفيذ مشروع إنتاج السماد العضوي «كلأ» بالعامرات، ومقدار التخفيض في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن تنفيذ المبادرة المتوسط السنوي لكمية خفض غازات الاحتباس الحراري هي 17,502 طن متري من ثاني أكسيد الكربون، موضحة أن الطاقة الإنتاجية القصوى للمشروع 800,000 كيس/‏‏السنة، وبلغت الطاقة الإنتاجية للمشروع 400,000 كيس/‏‏السنة» يعتمد على كمية الحمأة المتوفرة» .

وأضافت المنجية أن الشركة قامت بزيادة مساحات التشجير واستزراع النباتات الملائمة للظروف المحلية، مثل مشروع زراعة أشجار عمانية محلية في بحيرات الأنصب، بهدف زيادة التنوع الأحيائي في بحيرات الأنصب باستزراع منطقتين بالنباتات العمانية المحلية المنتقاة من جنوب وشمال سلطنة عمان وزراعة أكثر من 400 شتلة، كما تم استزراع 11 نوعا من النباتات المحلية في مشتل بحيرات الأنصب، وإنتاج 1238 شتلة في عام 2016 و1200 شتلة حتى شهر أغسطس 2017.

وأفادت المنجية أن حيا للمياه شاركت في الفعاليات البيئية المحلية والعالمية لزيادة الوعي البيئي والمحافظة على التنوع الأحيائي، حيث تم توزيع ما يقارب 800 شتلة على المهتمين بهذا المجال والموظفين؛ للتشجيع على استزراع النباتات المحلية كبديل للنباتات المستوطنة.

وتحدث أيمن الشكيلي رئيس تطوير نظام الطاقة - أخصائي نظم الطاقة الشمسية بشركة تنمية نفط عمان عن مشروع تركيب خلايا الطاقة الشمسية على أسطح مواقف السيارات لتوليد الكهرباء، حيث إن مجموع فتحات مواقف السيارات 2000، وبالنسبة للكهرباء المولدة سنويا 9,500,000 كيلوواط ساعة، موضحا أن الموعد المتوقع للانتهاء في مارس المقبل. من جانبه تطرق سلطان بن سالم العويسري رئيس فريق العقود الهندسية بشركة تنمية نفط عمان إلى مشاركة الشركة بثلاثة مشاريع أولها مشروع معالجة المياه المصاحبة بنمر «مستنقعات القصب الاصطناعية»، حيث تم إنتاج 115 ألف متر مكعب في اليوم من المياه المعالجة منذ عام 2011م، وتسجيل 120 نوعا من الطيور ونوعين من الأسماك، وخفض 300 ألف طن سنويا من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، مشيرا إلى مشاركة الشركة بمشروع «مرآة لتوليد البخار بالطاقة الشمسية»، ومشروع «مصابيح ذات الطاقة المنخفضة».

الجدير بالذكر أن الحفل تضمن تكريم الفائزين في الدورة الأولى لمبادرة «مناخ أفضل .. لمستقبل أخضر»، وافتتاح المعرض المصاحب لحفل التدشين متضمنا مجموعة من المشاركات والمشاريع والمبادرات المتنوعة.