الرياضية

الاتجاه المعاكس .. رؤية جديدة

23 يناير 2018
23 يناير 2018

إعداد - محمد زكي -

منذ أن ودع منتخب عمان الأولمبي بطولة كأس آسيا للمنتخبات الأولمبية (تحت 23 سنة)، وخرج منها خالي الوفاض من دون نقاط، والجميع يحاول رصد وتحليل أسباب الهزيمة المريرة، فيأخذها البعض في اتجاه اللاعبين تارة، وفي اتجاه الجهاز الفني طورا وفي اتجاه الاتحاد تارة أخرى، كما يرى البعض أنها لكل الأسباب السابقة مجتمعة وبالفعل يجب استجلاء الأسباب فمعرفة الداء أولى مراحل تقديم الدواء المؤدي بإذن الله إلى الشفاء، ومن هنا وجبت معرفة الأسباب وإدراكها، ولكن تعالوا بنا ننظر في الاتجاه المعاكس لنخرج وبالتأكيد ببعض المكاسب التي تعود بالفائدة على الكرة العمانية برغم الإخفاق، فلا يجب أن يسود الإحباط ولا يجب أن نذبح جيلا من اللاعبين لمجرد إخفاق، فإن كانت هناك مثالب فهناك بالطبع مكاسب تحتاج فقط الى أن نجليها للعيان لتظهر بوضوح وبيان لنتمسك بالأمل ونبدأ العمل لتحقيقها والاستفادة من تلك الكبوة العارضة وتتمثل هذه المكاسب في:

أولاً: الرغبة في بلوغ بطولة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020 ، إن البطولة الحالية المقامة بالصين لا تؤهل إلى دورات الألعاب الأولمبية، ولذا فهي مجرد بطولة في حد ذاتها فقط، أما البطولة القادمة والتي ستكون في مطلع 2020 هي التي سيتأهل الثلاثة فرق الأولى فيها إلى الألعاب الأولمبية الصيفية 2020 بطوكيو والتي ينتظر أن تكون أعجوبة في كل شيئ، ومن هنا ومنذ اليوم يجب أن يضع الاتحاد العماني لكرة القدم خطة طموحة لمدة عامين، وأن يضع نصب عينيه الوصول إلى طوكيو وبالتالي ضرورة تحقيق أحد المراكز الثلاثة الأولى بالبطولة الآسيوية للمنتخبات الأولمبية حتى يتأهل لطوكيو ووقتها سيكون الأحمر العماني حديث العالم بوصوله لأحد هذه المراكز ببطولة آسيا ومن بعدها المشاركة في الألعاب الأولمبية مع البعثة العمانية التي ستتأهل في مختلف الألعاب.

ثانياً: إفراز مجموعة عناصر متميزة للمنتخب الأول، بعد انتهاء كأس خليجي 23 بالكويت طار بيم فيربيك المدير الفني للمنتخب العماني الأول إلى الصين لمتابعة مباريات المنتخب الأولمبي العماني لاكتشاف والوقوف على عناصر شابة يدعم بها منتخب عمان ما يساعد على تجديد الدماء وخفض معدل الأعمار، علاوة على أن ضم هذه العناصر للمنتخب الأول في سن صغيرة سيسهم في صقلهم وإكسابهم الخبرات التي تتحول بعد ذلك إلى أداء يجلب بطولات جديدة تكتسي باللون الأحمر. وإذا كانت عناصر اللاعبين بالمنتخب الأولمبي لم تنجح جماعياً فبالتأكيد سيجد فيربيك بينها مبتغاه من عناصر فردية يقوم هو بإذابتها في نسيج المنتخب الذي تأهل لكأس آسيا للمرة الرابعة وسيخوض منافساتها مطلع 2019 في الإمارات وليس بمستبعد أن يطمح فيربيك في تجاوز مرحلة المجموعات التي توقفت عندها عمان في المشاركات الثلاث السابقة، ولربما يذهب بعيداً في البطولة.

ثالثاً: اختيار طريقة إعداد تناسب البطولات، اعتمد الاتحاد العماني في إعداده للمنتخب الأولمبي بعد التأهل على لعب مباراتين فقط مع منتخب فلسطين فاز في واحدة وتعادل في الأخرى، مكتفياً بمباريات التصفيات ضد إيران وقرغيزستان، وأداء مجموعة من المعسكرات ومن قبلها بطولة التضامن الإسلامي بأذربيجان التي حقق فيها الوصافة. ومستقبلاً ينبغي بعد الوصول للبطولات وإجراء القرعة أن يقوم الاتحاد بالاتفاق على مباريات ودية مع نفس المدارس التي سيلاقيها في المجموعة، وكذلك إقامة معسكر في مناخ مشابه لأرض البطولة فيكتسب اللاعبون الخبرات المشابهة لما سيلاقون من أجواء خلال المباريات الرسمية وبذلك يؤدون مباريات تقودهم للانتصارات.

رابعاً: خبرات ومكاسب للاعبين والجهاز الفني، برغم الخروج المبكر وخسارة البطولة إلا أنها بلا شك مثلت احتكاكاً قوياً للاعبين وبالتأكيد ستزيد من خبراتهم في المستقبل نظراً لقوة الفرق التي قابلوها (الصين صاحب الأرض، أوزبكستان بطل دورة التضامن الإسلامي 2017، قطر متصدر المجموعة ومن أقوى فرق آسيا حالياً)، وكذلك فإن البطولة أيضاً كما عبر المدير الفني للمنتخب «حمد العزاني» مثلت خبرات للجهاز الفني كما هي للاعبين، فيمكن أن يتدارك أخطاءه في البطولات والمباريات المستقبلية وما أكثرها كما ذكرنا آنفاً.

خامسا: استيعاب الدروس والتجارب العالمية والعربية : فكم من منتخبات فشلت ثم نهضت أقوى مما كانت ؛ فهذه ألمانيا خسرت كأس العالم وبطولات أوروبا منذ مطلع الألفية ولكنها وعت تجاربها فحققت كأس العالم 2014، ولدينا إسبانيا بنت جيلا من الشباب ورعته فحقق لها كأس العالم وبطولة أوروبا، ولدينا على المستوى العربي منتخب مصر فقد فشل وقدم مستويات باهتة في مطلع الألفية الحالية على المستوى القاري إلا أنه استفاد من إخفاقه فحصد البطولة الإفريقية ثلاث مرات متتالية وصعد لكأس العالم بروسيا. فهكذا يمكن أن يولد النصر من رحم الهزيمة، ويمكن من خلال ما أسلفنا أن ننتزع الانتصار من الاندحار فلا يجب ارتداء نظارة سوداء بعد هذا الخروج للأحمر الأولمبي بل يجب أن ننظر إلى نصف الكوب الممتلئ من خلال نظارة بيضاء، وأن نجعل من تلك النتائج السلبية درجاً ومطية لنصعد عليه لمنصات التتويج الذهبية بإذن الله.