المنوعات

ثائر مثل غاندي.. جديد سمير درويش الشعري

22 يناير 2018
22 يناير 2018

القاهرة «العمانية»: صدرت عن دار «بتانة»، مجموعة جديدة للشاعر سمير درويش، تحمل عنوان «ثائر مثل غاندي..

زاهد كجيفارا»، جاء في إهداء المجموعة: «إلى الوجوه المتعددة التي تمر دون أن تترك أثرًا أو كلمة يمكن أن يتذكّرها أحدٌ لاحقًا..

أو: كيف تكتب شعرًا عن امرأةٍ عادية». وكأن الشاعر الذي كرّس تجربته للكتابة عن الهامشيّ واليوميّ والذي قد لا يلفت نظر أحدٍ، يواصل هذا المنحى في مجموعته الأخيرة من خلال الكتابة عن امرأة عادية، ليست مميزة بحال.

تضم المجموعة تسعًا وعشرين قصيدة متفاوتة الطول، تمثّل مشاهدَ يرصد الشاعر فيها تجليات هذه المرأة، وعلاقته بها، كأنه يراقبها من وراء النافذة، أو يشاهدها عبر شاشة التلفزيون، بالرغم من «تورطه» معها في علاقة تبدو متشعبة، وهو ما يشكل تحدِّيًا لكتابة «شعرٍ مُفارق». كما يرصد درويش سلوك الذين يتلصّصون على سواهم من خلال «العيون السحرية»، ويراقبون حياة الآخرين بدأب دون أن يشعروا بالذنب، ومن خلال ذلك ينصت إلى الأصوات المكتومة وأصوات الشوارع المكتظة بالسيارات والناس والبائعين الجائلين. لغة الشاعر في هذه المجموعة بسيطة، قريبة من لغة الحياة اليومية، وهو يعتمد على المجاز الذي يصنعه المشهد الشعري مع كل ما هو خارجه من أصوات وألوان ومرئيات وخبرات.

يقول درويش عن تجربته الشعرية التي بدأها قبل ثلاثين عامًا وأصدر خلالها ست عشرة مجموعة: «أحاول باستمرار أن أكتب ذاتي بكل تقلباتها وهزائمها وانكساراتها وأفراحها وأحزانها، حتى لو كانت الذات غير سوية أحيانًا، ولها قناعاتها وأفعالها التي قد لا تعجب الآخرين»، ويضيف أن هذا التوجه «يمنح بُعدًا جديدًا إلى تجربة الشعر العربي، وينقلها من كونها ظاهرة صوتية إنشائية، تعتمد على إنتاج صورة شعرية حتى لو كانت غير صادقة، إلى النفاذ لعمق الإنسان العربي، وتصوير مشاعره الحقيقية». ويوضح درويش أن هذا الأمر يستلزم أن يكون صوت الشاعر خافتًا، وأن يهتم بـ«الحالة الشعرية» أكثر من اهتمامه بالصورة، فالقصيدة العربية الجديدة «لا تُلزم نفسها بجماليات الشعر القديم، العمودي أو التفعيلي، ولا بموسيقاه»، لهذا يحاول في قصائده «خلق عالم شعري جديد، بسيط وعميق في الوقت نفسه، وصادق في كل الأحيان، يعكس اللحظة التي كتب فيها ويعبّر عنها».