1229354
1229354
الاقتصادية

القرية التراثية بالنسيم عراقة الماضي وأصالة الحاضر

22 يناير 2018
22 يناير 2018

تعد القرية التراثية بمتنزه النسيم العام إضافة جديدة للمهرجان لهذا العام وهي من الأكثر الأماكن التي يرتادها زائرو المهرجان من مختلف الجنسيات والأعمار؛ ذلك لما تجسده القرية التراثية من بيئات متعددة لحياة الإنسان العماني قديما، فتختزل بين أركانها وزواياها تاريخ عمان الموغل في القدم.

فتجد زوار النسيم من دول مجلس التعاون الخليجي أو الدول العربية والأجنبية أول ما يجذبهم ويشدهم في المهرجان هو التعرف على التراث العماني الأصيل والبيئات المختلفة التي كان يعيشها الإنسان العماني من شمال عمان إلى جنوبها، وما يصاحب هذه القرية من أدوات وآلات ومقتنيات استخدمها الإنسان العماني ليطوع بها قسوة الحياة والطبيعة ومنها ما لا يزال قيد الاستخدام إلى الآن.

فركن البيئة البحرية أول ما يصادف الزائر للقرية ليتعرف على إحدى المهن التي أمتهنها العماني وما زال، حيث اشتغل الإنسان العماني في الصيد والتجارة البحرية، فقد جاب الأسطول العماني البحري دول العالم، فالبيئة البحرية جاءت لتحكي ولتروي للزائر هذا التاريخ العريق، حيث يعرض فيها نماذج للسفن التي استخدمها العمانيون وكانت مصدر رزقهم وشباك الصيد وكيفية صناعتها وخياطتها، والطراد الصغير وهو مركب لصيد الأسماك، والانجر أو الباورة- مسميات بحرية- وهي آلة من الحديد ثقيلة الوزن لتثبيت السفينة أو مركب الصيد عند الوصول للشاطئ، وأيضا يتعرف الزائر على الدوباية وهي عبارة عن شبك مصنوع بشكل دائري لصيد الأسماك الصغيرة والمتوسطة الحجم، كما تتيح للزوار اقتناء الهدايا التذكارية للبيئة البحرية للإنسان العماني.

ثم ينتقل الزائر بجوار هذا الركن ليجد ركن السعفيات والمشغولات اليدوية وآلات الخياطة والغزل وحياكة النسيج والمصنوعات الخشبية، لتعطي الزائر بعدا آخر عن التراث العماني الأصيل، فقديما كان العمانيون يستخدمون السعفيات وهي ما تصنع من مشتقات أشجار النخيل ومن سعفها وخوصها فيصنع منها المبدع والعزاف والقفير وغيرها الكثير، أو النسيج اليدوي حيث يتعرف الزائر من خلاله عن قرب على الكيفية التي تتم بها صناعة النسيج وغزل الصوف وحياكته ليصنع منها (السبح وخطام الجمل والمحاجب والشنط والميداليات) وبجانبها ركن الفضيات من الخواتم والأساور والميداليات والعقد ذات الصناعة العمانية، وآخر للصناعات الخشبية كالمناديس والمرافع- تستخدم لقراءة القرآن الكريم- وغيرها الكثير.

لينتقل الزائر بعدها لمتحف القرية التراثية والتي تعرض عددا من آلات والأجهزة الكهربائية والإلكترونية التي استخدمت في القرن الماضي فيجد فيها الهواتف القديمة وآلات التصوير والمذياع- الراديو- ويعود اقدم مذياع في المتحف لعام 1930م والتلفزيونات القديمة، كما يضم المتحف الأدوات المدرسية القديمة من الكتب والدفاتر والمساطر وأقلام الكتابة والحقائب التي كانت تستخدم مع بداية انتشار التعليم في عمان الذي واكب النهضة المباركة للبلاد في عام سبعين من القرن الماضي.

ومع رائحة البخور العماني واللبان وحطب العود تجعل الزائر ينجذب طوعا لتجربتها والتعرف على أنواع البخور العماني واللبان الظفاري وحطب العود والمخمريات وغيرها الكثير، وبعد حاسة الشم مع الروائح العطرة الزكية ينتقل الزائر لحاسة التذوق مع طعم المأكولات العمانية الشعبية الأصيلة وتناول الخبز العماني بالبيض والعسل والحمص وغيرها من المأكولات العمانية.

ثم يتعرف الزائر على البيئة الريفية بالعريش المصنوع من خامات البيئة الطبيعية والذي يجسد حياة العماني ما قبل عام سبعين وتقف بجانبه سيارة لاند روفر وهي من أقدم السيارات بل أولى السيارات التي استخدمها العمانيون.

ومع ركن الفنون الشعبية التراثية المغناة والتي تتوالى فيه الفرق الشعبية طوال فترات المهرجان تجد الزائر يقف طربا مستمتعا بالفن العماني الأصيل ويتعرف على أنواع الفنون التي تقدمها هذه الفرق في المناسبات والحفلات.

وأخيرا البيئة البدوية وهي إحدى البيئات التي عاشها الإنسان العماني قديما وما زالت ولكن بنسبة أقل، فيتعرف الزائر على نمط معيشة العماني البدوي والخيمة وما تحويه من مفروشات وسجاد وأدوات استخدمها البدوي في حياة البادية.