اعتماد: الإصلاحيون والفرصة المناسبة

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة «اعتماد» مقالاً فقالت:-

كشفت الأحداث الأخيرة التي شهدتها إيران ضرورة إصلاح الوضع الاقتصادي باعتباره المطلب الرئيسي للمحتجين، الأمر الذي وضع حكومة الرئيس حسن روحاني والتيار الإصلاحي الداعم له أمام تحد مباشر يدعوهما للمسارعة باتخاذ خطوات وإجراءات عملية لمعالجة الخلل الاقتصادي من جانب، والحيلولة دون تمكن الأطراف المنافسة من توظيف التلكؤ الاقتصادي لتحقيق أهداف سياسية على المديين القريب أو البعيد.

وشددت الصحيفة على ضرورة التعاطي مع الموضوع من زاويته الاقتصادية وعدم الخوض بالجوانب السياسية ووضعه في إطاره الصحيح لأن المطالب التي رفعها المحتجون ركّزت في معظمها على ضرورة الإصلاح الاقتصادي، الأمر الذي يقر به الجميع، وهو مطلب قانوني ودستوري ولا غبار عليه ولا بدّ من الاستجابة له دون تأخير والأخذ بنظر الاعتبار الأولويات التي تفرضها المرحلة في هذا الميدان.

وأكدت الصحيفة كذلك على أهمية الإصغاء لما تطرحه التيارات الأخرى في الساحة واعتبار ما حصل بمثابة فرصة ثمينة لتشخيص الخلل والانطلاق من جديد لبناء اقتصاد قوي لا يتأثر بما تتعرض له البلاد من حظر على خلفية الأزمة النووية من جهة أو بتراجع أسعار النفط كما حصل في الأعوام الأخيرة من جهة أخرى.

ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أهمية التعاطي بحكمة مع التطورات التي حصلت في الآونة الأخيرة وتوحيد الرأي وطرحه بشكل موضوعي ومنطقي من خلال وسائل الإعلام دون الالتفات إلى الخلافات السياسية التي تعد أمراً طبيعياً لا يمكن إقصاؤه عن الساحة والتعامل معه كواقع أفرزه تعدد وجهات النظر من ناحية، وسمح به الدستور ضمن الأطر السليمة من ناحية أخرى.