المنوعات

ما بين الصحافة والأدب - كيف يستطيع الكاتب المزاوجة بين الاثنين وأيهما يسيطر على الآخر..؟

21 يناير 2018
21 يناير 2018

دمشق ـ بسام جميدة -

سؤال توجهت به لبعض ممن امتهنوا الصحافة وزاولوا الأدب «رواية أو قصة أو شعرا أو نقدا» أو العكس بينهما: كأديب، من يؤثر في الآخر أكثر، عملك الصحفي أم الأدبي، وكيف توفق بينهما..؟

البعض أجاب بكل أريحية، موضحا الصيغة والعلاقة بينهما، والبعض اعتذر بكل لباقة ومحبة، وأستطيع أن أجد له العذر الكافي، ولكن في المجمل، يمكن استنتاج الكثير من خلال هذه الإجابات، وهناك مقولة تنص على أن «الصحافة تقتل روح الإبداع لدى الأديب» خصوصا إن كان العمل في صحيفة يومية، أو حتى أسبوعية، وعمله يتطلب المتابعة الحثيثة.

يقول الأستاذ محمد حسنين هيكل عن هذه العلاقة «الصحافة رزق يوم بيوم، والأدب رحيق الجمال بين صفحتي الأزل والأبد، والصحافة توجيه الحاضر لما نعتقده المنفعة، والأدب تصميم المدينة الفاضلة، والتغني بذكرها تمهيدًا لإقامتها وتشييدها..» بينما كشف الصحفي الفرنسي إيف بورتيلي وجها من المعاناة بقوله: «الأصعب هو أنك حين تشرع في كتاب وتبدأ في كتابة صفحة جديدة، فتضطر إلى التوقف مرغما لكتابة ريبورتاج في موضوع آخر مختلف».

أما الروائي الأمريكي أرنست همنغواي صاحب «العجوز والبحر»، فقد كانت له عبارة شهيرة ورددها من بعده جارسيا ماركيز: «تناسب الصحافة الروائي كثيرًا جدًا بشرط أن يعرف متى يعتزلها فيه. لا يقوم ويتأخر عنها».

أما القاص والروائي والشاعر الإيطالي دينو بوزاتي صاحب «صحراء التتار» فكان يقول في كثير من الأحيان إن خلفيته الصحفية تضفي جو الواقعية حتى على أكثر قصصه فانتازيا. وحتى لا استرسل بالشرح، سأترككم مع إجابات الضيوف.

الصحافة الأدبية صقلت موهبتي

الروائي السوري والصحفي حسن حميد قال: «أظن، أن الكتابة والصحافة عمل واحد مشطور إلى ضفتين، لكل منهما خصوصية ومميزات ومتطلبات، ولكل منهما مشتركات مع الآخر! الفارق بين الاثنين يبدو في الدرجة، والطقسية، والاهتمام..

ولكي أجلو الأمر أقول، الصحافة والكتابة شغف، وموهبة، واجتهاد، وطموح، وأهداف، وكل هذا يحتاج إلى المؤيدات، والديمومة، والتغذية الراجعة، وحب الاشتقاق، والإيمان بالقدرة على تصوير البراعة «فنيا أو تشكيلا»، والإيمان بخدمة الأهداف أو تقريبها من عالم النوال.

والاثنان معًا لا مرآة لهما سوى الناس، والاثنان معا معلقان بالشهرة وسحرها، وبالعمل وأسراره. وكلاهما بحاجة ماسة إلى الموهبة أولاً والعمل عليها ولأجلها ثانياً.ووجوه التلاقي والتباعد، والتجاذب والتنافر كثيرة، وكثيرة جدًا..

وأرى أن الصحافة التي أعمل فيها منذ أربعين سنة ذات تأثير عجيب في الكتابة، فهي تعلّم الكاتب وتدربه على إنجاز نصه بسرعة أكبر، كما تعلّمه الإقبال على نصه بحماسة أكبر، وتقول له مباشرة إن بكلمةٍ واحدة بها يُفتتح النص، مثلما هي كلمة واحدة به (النص) يُفتتَح بها المقال أو التحقيق أو الرأي، الصحافة محدلة قوية وجسورة تطوي كل العقبات، تمحو الشرود، والتأمل الطويل، وتجعل القلم يغرد وهو بين أصبعين وبثقة كبيرة، مثلما تجعل الحبر نهرًا يمتد على سطر طويل يزيد النفس بهجة كلما أضاء أكثر أو كلما رنّخ المعاني بالرواء العميم؛ وهي بهذا الأمر تؤثر كثيرًا في النص الأدبي حين تتسلل الكلمات العادية إلى النص الأدبي، فتصير الكلمات مقصوصة الأجنحة حين يُطلق النص إلى العالم الخارجي بالسرعة المعهودة في الصحافة، أي حين يكون خلوًا من التروي والتأمل والتقليب على الوجوه كلها.

والأدب يؤثر في الصحافة حين يمنح المكتوب الصحفيَّ ذرة ملح للبقاء، والثبات، والمحاججة من جهة، وحين تمنحه بعضا من أسرارها في الجذب والتشويق والتعالق من جهة أخرى، بل ربما تقوم الصحافة بهذا الدور لأنها مهمومة أصلاً بالشدّ، والجذب، عبر العناوين المثيرة، والصور، والإحالات، والوثائق.

أعترف أن الصحافة التي عملت فيها، وهي صحافة أدبية، أخذتني كثيرا وطويلاً من نصي الأدبي، ولكنها أسهمت في صقل موهبتي، وعلّمتني معنى الإنجاز، مثلما علّمتني أن كل عمل - مهما كان صعبا وخطيرا - يستسلم للقلم حين يباشره أوحين ينصرف إليه.

الصحافة والكتابة عشيقتان قريبتان من بعضهما بعضا ومتشابهتان في المتطلبات، والضغوط، والاستفراد، والاستحواذ على الكاتب، وما من شيء يوفق بينهما مثل التنظيم، والسيطرة على الوقت، وصرِّهِ من أجل واحدة منهما، ومن دون التفكير بالأخرى! أنا أعمل أديبا في الساعات الأولى من الصباح، من ساعة يقظتي حتى التاسعة صباحا، وبعدئذٍ أخلع إهاب الأديب، لأعيش ساعات في عالم الصحافة وأخبارها الدائرة مثل أطباق الفضاء.. مرات تدوخني، ومرات تسخر مني لأنني لم أقدر على منافستها!».

التوازن مطلوب

الكاتب والصحفي السوري إسماعيل مروة قال عن هذه العلاقة: «ليس مهما بأي شيء بدأت، بالصحافة أم الأدب، كلاهما كلمة وفعل رأي، أما كتاباتي فبدأت في ميدان القص والنقد. وقد وجدت لدي ميلا للصحافة وربما أجرؤ أن أقول للضوء والشهرة. عانيت في البداية لأطوع لغتي الأدبية خاصة أنني متخصص في النحو، ولكن التدريب المستمر جعلني قادرًا على التعلم مبكرًا. نشرت المقالة الأولى عام1985ومن بعد أعجبتني اللعبة، فما يحققه الإعلام من شهرة ومعرفة لا يحققه الأدب. كنت أمارس تدريسي الجامعي وأحاول إيجاد طريق في الصحافة، وقد تمكنت من تحقيق شيء قد يكون جيدًا وقد لا يكون، خاصة أنني دلفت إلى الصحافة من عالم الأدب، وفي رأيي أن الصحافة الثقافية يجب أن يعاد لها الألق كما كانت أيام طه حسين والمشايخ الكبار.... أحاول فيما أكتب أن أبتعد عن الآنية فتمكنت من جمع كثير مما نشرت في كتب... وفي الوقت نفسه أسرق وقتا كافيا للقصة والرواية والوجدان ونشرت 17 مجموعة قصصية إضافة لثلاث روايات وعدد من الكتب النقدية والتراثية...من وجهة نظري أن الإعلام والشهرة قد يستهويان الأديب فيبعدانه نوعًا ما عن الأدب. ولكن الأمر يختلف بشيء من التنظيم...إن لقمة العيش وتكاليف الحياة تنتصر للإعلام ولا أعد الأمر سيئا. فالإعلامي الناجح قد يؤدي دورا لا يؤديه الأديب. وفوق ما قلت الأدب حالة فردية أنانية والإعلام حالة مجتمعية... أنا سعيد بكليهما ولم يسيطر أحدهما على الآخر وإنما أفدت منهما... وعشقي التدريسي باق لا أتخلى عنه».

كلاهما مفيد للآخر

الروائي والصحفي السوداني عماد البليك قال: «انظر لعملي الصحفي والأدبي متكاملين لا أفصل بينهما، وحيث إنني استوحي بعض القصص الصحفية التي أتابعها يوميًا في تشكيل بعض رواياتي كرواية ماما ميركل على سبيل المثال، لكن بعد إضافة الجانب التخييلي من عندي.

الأدب من جهته يؤثر في الصحافة ويشكل طريقة كتابتك للأخبار والتقارير ويمنحك خيالًا في التعرف على البعد الثاني من كل شيء، فالصحافة هي تخييل أدبي في حيز واقعي، وهذا ضروري لإعطائها الطابع الفني والجمالي.

إذن أوفق بين الاثنين من خلال تكاملهما وليس فصلهما، وبحيث يصبان في مهمة واحدة هي رؤية الحياة بوجهات مختلفة وجديدة وتأملها بأكثر من وجه وفهمها».

لهذا مزقت روايتي

الروائي والصحفي السوري عدنان فرزات له رؤية خاصة في هذا المجال: «إذا قرر الإعلامي أن يصبح روائيًا أو العكس، فلن ينجح إلا في حالة واحدة، هي أن يصيب نفسه بانفصام قسري عندما يكتب أحد النوعين.

جابرييل جارسيا ماركيز كان يقول سأعيد للصحافة لغتها الأدبية، وعلى الأغلب نجح لأنه فصل تمامًا بين شخصيتيه الصحفية والروائية.

هناك نقطة مهمة، فالصحافة إذا تسللت للرواية أفسدتها، ولكن العكس جيد، أي إذا تسلل الأدب إلى الصحافة أصبحت الكتابة الصحفية أجمل، على أن يكون ذلك بقدر معقول، فتلاحظ اليوم أن الصحافة بدأت تجنح نحو التقارير الصحفية السردية، أي يعرض الصحفي للحدث من خلال قصة ولها بطل أيضاً أحيانا، فتجد التقارير في الصحف الأجنبية مثلاً يتناولها الصحفي من خلال حكاية شخص ما يكون هو مدخل الحدث، وزادت اللغة الأدبية في الصحافة بعد أن اختفى السبق الصحفي من الصحف، لم يعد هناك خبر في الصحف الورقية يسمى سبقًا لأن الفضائيات تحرقه أولاً، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك جنحت الصحف اليوم للصحافة الحكائية.

بالنسبة لي، في بداية تحولي من الصحافة للرواية، مزقت عملاً كاملاً وأعدت كتابته حين اكتشفت بأن الإعلامي الذي بداخلي سيطر على الروائي السردي، فقمت بإلغاء العمل كله وأعدت كتابته من جديد، هي رواية «جمر النكايات». لقد حيّدت الإعلامي من جديد وكتبت بموهبة الروائي والحمد لله نجح العمل.

ولكنني تركت منذ البداية الروائي له سطوة أكبر على الإعلامي، فكتبت الصحافة بلغة أدبية، لذلك يمكنني القول إن الأدب هو الذي أثر على الصحافة عندي وليس العكس.

ولكن أحياناً قليلة جداً وبعد انتهاء الرواية أجد أن الصحفي تسلل على غفلة مني بين السطور، ولكن لم يكتشفه إلا ناقد بارع».

أخلع ثوب الروائي إلا قليلا

الكاتب والصحفي السوري محمد تركي الدعفيس أجاب: «كلا العملين يؤثر في الآخر، ثمة أديب يكتب الصحافة، وثمة صحفي يكتب الأدب، لكن المهارة والخبرة والتجربة تحتم، ليس الفصل، وإنما النجاة من طغيان أحدهما حتى لا يؤثر أو يعطل عمل الآخر.

الرواية ابتداء ومفهومًا هي جنس أدبي يعتمد السرد والنثر، ويجمع جملة من العناصر هي الراوي والأحداث «أو الحكاية» والشخصيات والزمان والمكان.

والروائي عمومًا يحتاج تجربة وخبرة حتى يستطيع الإلمام بهذا العالم الذي يبنيه من الخيال أو حتى يستمد بعض أركانه من الواقع، وبالتالي فإن مهنته تلقي بظلالها على تجربته وخبراته، وتنعكس من حيث المحصلة على إنتاجه الأدبي.

الروائي ليس منعزلاً عن عالمه، ولا بد أن تتسرب خصوصيات مهنته بشكل أو بآخر في نتاجه، وقد مارست الصحافة قرابة الثلاثة عقود، كنت أتعاطى خلالها مع الناس مباشرة.. مع مخاوفهم، وآلامهم.. مع أمنياتهم وأحلامهم، وكثيرًا ما لعبت دور المستمع لآخرين كنت أحثّهم، أو أجد لديهم الاستعداد الفطري للبوح بمكنوناتهم ومتاعبهم، ولذا فقد تركت هذه المهنة أثرها في نتاجي، حيث كنت أترك للآخر مساحات واسعة للتعبير عن نفسه، وأتفهم دوافعه ومبرراته، وأعرض كثيراً لتجاربه وتطلعاته.

في كلتا المهنتين هناك مساحة لا بد منها للاهتمام بالزمان والمكان، لذا أوليت هذين العنصرين مساحات من تركيزي في أعمالي الروائية، حتى حين أتعمد ألا أسمي المكان في عمل ما، فإنني كنت أتركه فضاء مفتوحاً يمكن أن يكون أي مساحة جغرافية يعيها القارئ ويعرفها.

وكلتا المهنتين تركزان على التفاصيل.. تفاصيل الحدث، تفاصيل شخصياته وخلفياتهم، كما تركزان كذلك على الوصف، ولذا فإن للتفاصيل في أعمالي أهميتها البالغة في رسم الصورة الكاملة التي أنشد إيصالها.

أما تأثير الأديب على الصحفي، فهو يظهر في المفردات المستخدمة في الكتابة الصحفية، وفي طريقة السرد، وفي القدرة على ربط المعطيات بعضها ببعض.

أما كيف أوفق بينهما، فذاك يحتاج ميزانا دقيقا من الوعي بمتطلبات كل منهما، ففي الصحافة ثمة حياد، وإقصاء لوجهة النظر، على عكس الأدب أو الرواية التي تنطلق في الغالب في بنائها وشخوصها من وجهة نظر كاتبها أو حتى رؤيته لعالمها.

في الصحافة توجد مصداقية، واعتماد على التوثيق، فيما الأدب مساحة من فضاء وخيال، وتمرد على الضوابط والقيود.

وحين يعي المرء الفوارق بين العملين، فيخلع رداء الروائي إلا قليلاً (وهذا القليل لا يمكن التملص منه نهائيًا) حين يعمل في الصحافة، ثم يترك ثوب الصحافة خارج غرفته حين يبدأ عمله الروائي، فإنه يهيئ كلا العملين للنجاح دون أن يطغى أحدهما على الآخر حد إفساده».

للأدب مبدعوه

الكاتبة اليمنية والصحفية انتصار حسين السري: الصحافة هي من تخدم الأدب، من خلال نشر تلك الإبداعات عبر صفحاتها الصفراء، وليس بالضرورة أن يكون الصحفي أديبا ..بل إن الصحافة لها لغتها الخاصة، التي هي قريبة من عامية (اللهجة) الناس، والتي تقرأ يوميًا في الشارع.. لكن الأدب له مبدعوه الذين قد يشتغلون وينجحون في مجالات أخرى مثل الطب والهندسة والتدريس. قد يشتغل الأديب بالصحافة وهنا نقول إن الأدب خدم الصحفي ..قد تكون الصحافة بالنسبة للأديب رزقا وأكل عيش مع أنها أيضا لا «توكّل» عيش في هذا الزمان، وهناك العديد من الأدباء الذين امتهنوا مهنة الصحافة وأبدعوا فيها بجوار الأدب واشتهروا فيها.

أعرف بعض الزملاء الصحفيين الذين اتجهوا نحو الأدب، والذي ظنوا أنه سهل وفي متناول الجميع وليس ملكة وموهبة لا يمتلكها الكثير. فعندما نقرأ ما يكتبون وخاصة في الرواية نجدها كتبت بلغة ركيكة لا تجد فيها فن الحبكة والسرد وتكون عادة عبارة عن تجربة ذاتية أو سيرة ذاتية تخلو من جماليات الإبداع وهذا ما يحسب عليهم.. غير الأديب الذي يمتهن الصحافة وينجح في عمله كصحفي .

البلاغة في الإيجاز: الكاتب العراقي حبيب محمود أجاب باقتضاب: « الصحافة مهنة، الأدب حياة. التوفيق بينهما صعب.»

الصحافة لغة، والأدب خلاص

الكاتب المصري يوسف القعيد وفي أحد لقاءاته قال: «في الصحافة كما في الأدب المادة واحدة هي الكلمة المكتوبة، لكن ما أبعد المسافة بين كلمة وأخرى، ففي الصحافة: الكتابة لغة. وفي الأدب: الكتابة خلاص. في الصحافة اكتب لأن هناك بيتا وأولادا ومطالب للحياة اليومية، ولأن الدخل اقل من الإنفاق. ولكن في الأدب اكتب لأن هناك هما أو أرقا أو مشكلة، الرغبة في البوح هي الدافع الأول للكتابة. كتابة هي السماء: الأدب. كتابة ما دون الأرض: الصحافة.

ولذلك لا بد من فك اشتباك أصيل وحقيقي بين هذه وتلك. وفك الاشتباك هذا مطلوب مني حتى تأتي اللحظة المناسبة التي اترك فيها العمل الشخصي إلى الأبد».

شعاري الآن: «ما للأدب للأدب وما للصحافة للصحافة». و« لعن الله اليوم الذي عملت فيه بهذه المهنة، وقرّب يوم البعاد بيني وبينها».

غائبون

طبعا هذه شريحة من الأدباء ممن يمتهنون الصحافة، وصحفيين يمتهنون الأدب، وجميعهم يمنحون العمل الآخر شيئا من روحه وإبداعه، وربما دفعتهم الحاجة المادية التي لم يكشف الكثيرون عنها لمزاولة الصحافة إلى جانب الأدب، الذي على حد قول أحد الكتاب الذي لم يشأ أن يكون بيننا لأسبابه الخاصة «الأدب لوحده لا يطعم خبزًا» ولو توفرت للأديب سبل الإبداع والعيش الرغيد لاكتفى، ولو لم تجذب الشهرة كثيرًا من الصحفيين لما دخلوا عالم الأدب، ولما كسروا مقولة «الصحافة تقتل الإبداع عند الكاتب».

توجهت لكتاب عرب كبار يعملون في المهنتين معا، ولكنهم آثروا عدم الإجابة لأسباب تتعلق بهم، واحترمت أعذارهم، وبالمقابل كانت هناك آراء كثيرة سمعتها، وقرأتها عن هذه الحالة المحملة بالجهد الكبير، والمشقة في الإبداع عموما، ولو سردتها لاحتجت إلى كتاب بحد ذاته لكي استخلص منها دروسًا وتجارب مفيدة.

والقائمة تطول

من الكتاب العالميين الذين زاوجوا بين الصحافة والأدب هناك، همنجواي، جارسيا ماركيز، سارتر، ألبير كامي، ومن العرب كان نجيب محفوظ، إحسان عبد القدوس، فتحي غانم، الطيب صالح، غسان كنفاني، جمانة حداد، إلياس الخوري، قاسم حداد، عبده خال، خليل صويلح، عبدالله الحامدي، حجي جابر، خيري شلبي، جمال الغيطاني، فاروق جويدة، إيليا أبو الماضي، وغيرهم الكثير.