كلمة عمان

اجتماعات مسقط وحرص على استقرار اسعار النفط

21 يناير 2018
21 يناير 2018

ليس من المبالغة في شيئ القول بأن اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة انتاج النفط ، والمعنية بمراقبة الاسعار والانتاج ومدى الالتزام بالحصص المحددة للدول المنتجة ، في ضوء قرارات اوبك والدول المنتجة للنفط من خارجها في ديسمبر 2016 ، وهى الاجتماعات التي عقدت امس في رحاب مسقط ، تعد على جانب كبير من الاهمية ، ليس فقط لانها اول اجتماعات للجنة خلال العام الجاري 2018 ، ولكن لان اللجنة ستقر التقرير الفني لشهر ديسمبر ، واصدار تقرير الشهر الحالي ،من ناحية ، فضلا عن تناولت قضايا عدة حول انتاج النفط في الاسواق العالمية ، والعوامل المؤثرة على السوق واحتمالات اتجاه الاسعار خلال هذا العام ، خاصة في ظل احتمالات زيادة انتاج النفط الصخري الامريكي من ناحية ثانية .

ومع الوضع في الاعتبار ان الدول المنتجة والمصدرة للنفط ، الاعضاء في منظمة اوبك ، وغير الاعضاء بها ، قد استطاعت الاستفادة من تجارب الاعوام السابقة ، والتي اكدت جميعها ، اهمية وضرورة التعاون والتنسيق القوي والفعال بين الجانبين ، والالتزام القوي ايضا ، بما يتم الاتفاق عليه ، حتى يمكن دفع اسواق النفط الى الاستجابة ، وتحقيق تحسن نسبي في الاسعار ، وهو ما حدث بالفعل ، بسبب التزام الدول الاعضاء وغير الاعضاء في اوبك بقرارات تخفيض انتاج النفط في ديسمبر 2016 والالتزام العالي بها خلال عام 2017 ، وهو ما ظهر نتائجه خلال الاسابيع والاشهر الاخيرة ، فان دور اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة ومتابعة اسواق النفط ، هو دور كبير ، خاصة في استشراف ملامح المستقبل ، في ضوء البيانات المتاحة حول الانتاج والتصدير ، ونسب الالتزام ، وحول جدية الاطراف المختلفة والمعنية بذلك على امتداد العالم ، وترفعها الفعلي عن المصالح والحسابات الخاصة ، التي تؤثر على السوق في النهاية ، بالنظر لحساسية اسواق النفط لمثل هذه الممارسات .

من جانب آخر فانه بالرغم من ان الدول الاعضاء في اللجنة الوزارية ، التي اجتمعت في مسقط امس ، هى جميعها منتجة ومصدرة للنفط ، ومعتمدة بدرجة غير قليلة على عائداتها النفطية ، الا انها ، جميعها ايضا ، تدرك اهمية وضرورة استقرار اسواق النفط العالمية ، واهمية ان تتحقق في النهاية المصالح المتوازنة ، الى اكبر مدى ممكن ، بين الدول المنتجة للنفط والدول المستوردة له ، لأن هذا التوازن في المصالح هو ما يحقق الاستقرار المفيد لكل الاطراف في النهاية ، والمفيد للاقتصاد العالمي ايضا ، خاصة في ظل الترابط والتداخل الكبير ، والدرجة العالية للاعتماد المتبادل ، بين الدول المنتجة للنفط والدول المستهلكة له ايضا باتساع العالم . وعلى هذا الاساس فان الكثيرين ، ان لم يكن كل الاطراف ، المنتجة والمستهلكة للنفط تتطلع وتنتظر نتائج اجتماعات مسقط ، التي سيكون لها انعكاس طيب على اسواق النفط ولصالح كل الاطراف ايضا ، منتجة ومستهلكة ، اليوم وغدا .