hamda
hamda
أعمدة

درس صغير

21 يناير 2018
21 يناير 2018

حمدة بنت سعيد الشامسية -

[email protected] -

ردت إحدى الفتيات على طلب أرسلته عبر (الواتساب) بحذف اسمي من قائمة الرسائل الجماعية والإعلانات موافقة ومعلقة: أنا لا أرسل لأنني موقنة أن من يحتاج أمرًا سيصله في الوقت المناسب، لامست العبارة قلبي لصدقها، فأنا شخصيًا أعيشها على الدوام، كلما أحتاج لشيء أجده في الوقت المناسب، مصداقًا للحكمة الصينية: عندما يكون التلميذ مستعدًا يظهر المعلم، وكان من علموني كثر تتنوع دروسهم لي، وبعض هذه الدروس تأتي متخفية على شكل خيانة وطعنة مؤلمة في الظهر، والبعض يأتيني مغلفا في كلمة طيبة، وابتسامة صفراء والبعض يأتيني نقيًا صافيًا مغلفًا بالحب وطيب النوايا، لقد كانت وما زالت حياتي عبارة عن كتاب يفتحه الله سبحانه لي صفحة تلو أخرى وفي الوقت المناسب تمامًا.

يحدث أحيانا أن أتحسف على ضياع فرصة، لأكتشف بأنها إنما ضاعت لتفسح الطريق للفرصة الأجمل، كونها لم تكن هي ما أحتاجه، وما أريده في تلك اللحظة.

مؤخرًا استأت كثيرًا من ضياع فرصة رحلة المشي الجبلي إلى قرية كنت وضعتها في قائمة الأمنيات فترة طويلة.

فقط لأكتشف بأن المولى كان يخطط لي رحلة أجمل، وفي وقت أنسب، وكل هذا من أجل أن ألتقي بمجموعة من (المعلمات) الرائعات اللائي جئن من كل بقاع عمان ومن خارجها، لتعطيني كل واحدة منهن درسا مختلفا، هو بالفعل ما كنت أحتاجه، ولتعطيني الرحلة ذاتها الدرس الأكبر، الذي جاء من (حمده) التي كشفت لي قدرات لم أكن حتى أنا أعرف بوجودها، لتؤكد لي للمرة الألف ربما أنه لا يمكنني أن أعرف ما أنا قادرة عليه قبل خوض التجربة، وأنه ليس باستطاعتي معرفة البهجة التي تخفيها الأبواب المغلقة إلا إذا تجرأت وفتحتها، علمتني حمده أن الخوف وهم كبير أقنعت نفسي به، وأن الوسيلة الوحيدة للتخلص منه هو في مواجهته.

تعلمت ألا أتعجل الأمور، وأن أثق في القدر الجميل، الذي لن يأتي إلا بما هو خير، وإن بدا الأمر أحيانًا عكس ذلك.