1228215
1228215
عمان اليوم

الانتهاء من المرحلة الأولى من برنامج «التوعية البيئية في المدارس»

21 يناير 2018
21 يناير 2018

يواصل أعماله التوعوية حتى نهاية أبريل القادم -

تنفيذ مشاريع توعوية بيئية لطلبة المدارس تسهم في حماية الحياة الفطرية -

أنهى مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني المرحلة الأولى من برنامج ( التوعية البيئية في المدارس) والتي تضمنت محاضرات بيئية يقدمها متخصصون في الحياة البرية عن التنوع الأحيائي ومفردات الحياة البرية التي يعتبر بعضها مهددا بالانقراض كالنمر العربي، والطهر العربي، والوعل النوبي، والغزال العربي، والصقر الادهم، وتقريب المفاهيم البيئية للطلبة حول التنوع الأحيائي وكيفية مساهمتهم في المحافظة على تلك الثروات الطبيعية. واستهداف البرنامج في هذه المرحلة شعبتين من الصفين الخامس والعاشر من المدارس الثلاث التي شملتها المرحلة الأولى وهي مدرسة دوحة الأدب للتعليم الأساسي، ومدرسة الخوير للتعليم الأساسي، ومدرسة خولة بنت اليمان للتعليم الأساسي من محافظة مسقط ، وسيستهدف البرنامج في الفصل الدراسي الثاني ( المرحلة الثانية) ثلاث مدارس أخرى هي مدرسة أبي بن ثابت، ومدرسة ضباب للتعليم الأساسي، ومدرسة معاذ بن جبل، وستُتَوج أعمال المدارس الست في نهاية ابريل القادم من خلال حفلٍ بهيج سيصاحبه معرض لأعمال الطلبة الناتجة عن البرنامج الذي يقام بالتعاون مع المديرية العامة للتربية والتعليم لمحافظة مسقط ، وحديقة النباتات والأشجار العمانية وبشراكة مع عدد من المؤسسات الحكومية كوزارة الزراعة والثروة السمكية، والمزارع والحدائق السلطانية، والشركة العمانية للصرف الصحي (حيا)، والشركة العمانية القابضة لخدمات البيئة ( بيئة).

وقد لاقى البرنامج تجاوبا كبيرا من الطلبة حيث يقول وحيد الفزاري رئيس قسم الحياة البرية بمكتب حفظ البيئة وأحد أعضاء فريق عمل البرنامج: بعد انتهائنا من المرحلة الأولى من البرنامج نستطيع أن نقول أن هناك تجاوبا ملحوظا وتهافتا لتلقي تلك المعلومات حول الحياة البرية في عمان، وجهود لاستزراع وتجميل أماكن منسية في مدارسهم وتحويلها إلى أماكن خضراء تطلق الاكسجين النقي وتضفي روح البهجة، الامر الذي جعلنا كفريق عمل على مواصلة البرنامج ودعم هؤلاء الطلبة الشغوفين بمواضيع البيئة المختلفة بكل همة ونشاط». وأضاف ان فرق حفظ البيئة الطلابية التي أنشأها البرنامج في المدارس تواصل أعمالها وأنشطتها من خلال مشاريع توعوية تقوم بها داخل محيط المدرسة وخارجها من خلال برامج إذاعية في الطابور المدرسي توعي الطلاب بالكائنات الحية المهددة بالانقراض والتنوع الحيوي في المحميات الطبيعية في السلطنة، بالإضافة إلى تقديم معلومات لزملائهم وجيرانهم حول إعادة استخدام المخلفات في مشاريع مفيدة وصديقة للبيئة، وتنفيذ مسرحيات حول الحفاظ على البيئة وعرضها في الطابور المدرسي، كما قام فريق حفظ البيئة بمدرسة خولة بنت اليمان بزيارة توعوية للأمهات في القرية التي يقطنها لتعريفهن بالحياة البرية في محمية السرين الطبيعية القريبة منهن والتحديات التي تواجهها من انتهاكات للحياة البرية والصيد غير المشروع والرعي الجائر للنباتات البرية والاحتطاب من أشجار المحمية، إضافة إلى تنفيذ الفريق الطلابي زيارة للمحمية ووضع لوائح توعوية عن أهمية رمي المخلفات في أماكنها المخصصة، وعدم إزعاج الحيوانات والطيور بالمركبات والسلوكيات المخربة، فيما قام فريق حفظ البيئية الطلابي بمدرسة الخوير للبنين بزيارة محمية الخوير الطبيعية ووضع سقايات طيور في أشجار السمر صنعت من مواد معاد استخدامها. ويعمل حاليا فريق حفظ البيئة الطلابي بمدرسة دوحة الأدب للبنات على مشاريع توعوية تسهم في حماية الحياة الفطرية في محمية الخوير الطبيعية على وجه التحديد لقربها من المدرسة، كعمل لوحة تعريفية عن المحمية وما تضمه من كائنات حية وما تواجهه من تحديات، كما يعكف الفريق نفسه أيضا على عمل لوحات إرشادية داخل المحمية.

مشاريع إعادة استخدام المخلفات وتشكيل المناظر الخضراء

وقامت المدارس الثلاث كذلك بعمل مشاريع أخرى خاصة بإعادة استخدام المخلفات في تشكيل مناظر خضراء في المدارس وإنشاء حدائق نباتية مصغرة تستخدم لغرض التعليم البيئي لمعلمي العلوم والجغرافيا ولإضفاء الشكل الجمالي لبعض زوايا المدارس المهملة عن طريق زراعتها وتشكيل أعمال فنية فيها، فقد قام فريق مدرسة خولة بنت اليمان بإعادة تأهيل أثاث قديم من المقاعد والطاولات كان ينتظر طريقه إلى القمامة، قمن طالبات الفريق بتحويله إلى لوحات فنية غاية في الروعة، كما قام الفريق الخاص بمدرسة دوحة الأدب باستخدام إطارات السيارات المستعملة في تشكيل مناظر خضراء في المدرسة، وإعادة وتأهيل، كما قمن بإعادة تأهيل مساحات مهمشة في المدرسة من خلال تشجيرها وإضفاء لمسات جمالية عليها من خامات البيئة.

وحول انطباعات المدارس المشاركة في البرنامج قالت الأستاذة صابحة عبدالونيس مشرفة فريق حفظ البيئة الطلابي بمدرسة خولة بنت اليمان بمنطقة صياء: إن برنامج التوعية البيئية في المدارس استطاع أن يكشف عن شغف الطالبات بحماية البيئة، فظهرت مبادرات تدعو للفخر وتنم عن الرغبة في تغيير السلوكيات الخاطئة تجاه البيئة والمحميات الطبيعية بشكلٍ خاص، كما لمسنا تفاعلا غير مسبوق من الطالبات في المحاضرات التي قدمها فريق مكتب حفظ البيئة عن الحيوانات البرية المهدد بعضها بالانقراض الأمر الذي يجعلنا راضين كل الرضا عن هذا البرنامج البيئي ومتفائلين بانه سيحقق أهداف التوعية البيئية التي تتعطش المدارس في الحقيقة لتلقيها من المختصين والعاملين في المجال البيئي.

ويرى عبدالسلام الشامسي مشرف فريق حفظ البيئة الطلابي في مدرسة الخوير للتعليم الأساسي بان برنامج التوعية البيئية جاء ليشرك الطلبة في عملية الحفاظ على البيئة في اكثر من حقل وقد أبدى الكثيرون من الطلبة رغبتهم في الانضمام إلى فريق حفظ البيئة الذي افرزه البرنامج والتسابق على ابتكار أعمال تُساهم وتُعزز عمليات الحفاظ على البيئة، ومن تلك الأعمال التي ابتكرها طلبتنا عمل سقايات للطيور من قوارير الماء البلاستيكية الفارغة، وتعليقها على أشجار السمر بمحمية الخوير الطبيعية، ومحاولة الاستزراع في علب البلاستيك الفارغة،واستخدام أغطية القوارير البلاستيكية في تزيين جدار قديم بالمدرسة،ومشاريع أخرى ما زالوا يعملون عليها سَيُكشف عنها في نهاية البرنامج بإذن الله. فكل الشكر على القائمين على البرنامج من مكتب حفظ البيئة وحديقة الأشجار العمانية وكل من ساهم من مؤسسات أهلية وعامة في نجاحه حتى الآن.

من جانبها ترى تسنيم مشرفة فريق حفظ البيئة الطلابي بمدرسة دوحة الأدب بأن البرنامج فرصة للمدارس للاستفادة من المعارف البيئية خاصة في مجال الحياة البرية، فقليل من الطالبات وحتى كهيئة تدريسية لم نكن نعرف بأن هناك حيوانات برية موجودة بالفعل في عمان وإعدادها بسبب قلة التوعية عنها، إضافة إلى أهمية وجودها في بيئتنا وما تمثله من إرث بيئي ينبغي على الجميع إدراك أهمية بقاءه آمنا، أكدت أن البرنامج أثار الهمم لدى طالباتنا وحرك فيهن شغف البحث عن تلك الكائنات الحية والتوعية عنها داخل محيط المدرسة وفي محيط سكنهن، كما أن فكرة وجود فريق معني بمشاريع تسهم في حماية البيئة المحيطة والخارجية أمر رائع في حد ذاته، ومحفز في نفس الوقت للطالبات لتبني مسئولية كبيرة ومهمة اتجاه البيئة، كما قمن باستغلال مخلفات البيئة في مشاريع صغيرة توعوية رسالتها (قلل من قمامتك ولا ترمي المخلفات التي تستطيع إعادة استخدامها بطرق وأشكال أخرى) كاستخدام إطارات السيارات في عمليات الاستزراع وتشكيل المناظر الخضراء.

الجدير بالذكر أن برنامج (التوعية البيئية في المدارس) لاقى تعاونا ودعما من عدد من المؤسسات الكبرى الحكومية والخاصة أبرزها المزارع والحدائق السلطانية بشؤون البلاط السلطاني، ووزارة الزراعة والثروة السمكية والمديرية العامة للتشجير والمتنزهات التي أمدت البرنامج بعدد من الشتلات ليقوم الطلبة بزراعتها في الحدائق النباتية التي خصصت لذلك، كما قامت الشركة العمانية لخدمات الصرف الصحي (حيا) بمد البرنامج بأكياس السماد المطلوبة للزراعة، فيما قامت الشركة العمانية القابضة لخدمات البيئة( بيئة) بفتح مرادمها للطلبة للاستفادة من المخلفات القابلة لإعادة تدويرها في أشكال مختلفة، ومؤخرا أبدت الشركة العمانية للألياف البصرية رغبتها في دعم الطلبة وتكريمهم في نهاية البرنامج.