1228322
1228322
الاقتصادية

تدشين محطتي شحن السيارات الكهربائية بصحار والطاقة الشمسية بجامعة السلطان قابوس

21 يناير 2018
21 يناير 2018

اليوم .. حلقة “الطاولة المستديرة” تناقش مستقبل المركبات الكهربائية بالسلطنة -

كتب – حمد بن محمد الهاشمي -

نظمت الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة “ريادة” السبت الماضي حفل افتتاح الشاحن الكهربائي للسيارات الكهربائية، كما شهد الاحتفال جولة بالسيارات الكهربائية بشوارع ولاية صحار.

واستقبلت “ريادة” الجمعة الماضية السيارات الكهربائية القادمة من دولة الإمارات العربية المتحدة لتبدأ مسير تجربتها من ولاية صحار، ومن ثم في محافظة مسقط، حيث تعتبر رحلة السيارات الكهربائية والقادمة من دولة الإمارات أول رحلة بين بلدان الشرق الأوسط.، وتم الافتتاح تحت رعاية سعادة الشيخ مهنا بن سيف اللمكي محافظ شمال الباطنة، بفندق كراون بلازا صحار.

محطة الطاقة الشمسية

وعلى هامش هذا الحدث، دشن مركز أبحاث الطاقة المستدامة في جامعة السلطان قابوس أمس أول محطة كهربائية تعمل بالطاقة الشمسية، وذلك تحت رعاية الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية نائبة رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي. وتأتي هذه المبادرة ضمن اهتمام الجامعة بنشر الوعي حول أهمية استخدام المركبات الكهربائية وقياس مدى فعاليتها وكفاءتها.

وأشارت الدكتورة رحمة المحروقية إلى أن المركبات الكهربائية في تزايد مستمر، إذ تتوجه معظم الشركات المصنعة للمركبات نحو تصنيع هذا النوع، كذلك من المتوقع أن المركبات الكهربائية ستحل محل المركبات التي تعمل بالوقود وذلك بحلول عام 2030، وتسلط هذه المبادرة الضوء على أهمية المركبات الكهربائية للتنمية المستدامة للسلطنة.

وأوضحت أن هذه المبادرة مهمة جدا وذلك بغرض تحويل الحرم الجامعي إلى مدينة ذكية، ومن المعلوم بأن هذا النوع من المركبات صديقة للبيئة. وتأتي هذه المبادرة لتسلّط الضوء على مصادر بديلة للهيدروكربونات كالطاقة الشمسية مثلا والتي تعد المصدر المستدام المهم لمحطة الشحن الكهربائية التي تم إنشاؤها في الجامعة. وأكدت أن إنشاء أول محطة شحن كهربائية في السلطنة بوجه عام وفي جامعة السلطان قابوس بوجه خاص تعد خطوة مهمة لتحويل الحرم الجامعي إلى مدينة ذكية ولأجل تحقيق التنمية المستدامة للسلطنة في المستقبل.

الثورة الصناعيّة

من جهته ألقى الدكتور عامر بن سيف الهنائي مدير مركز أبحاث الطاقة كلمة في حفل الافتتاح تطرق فيها إلى مساهمة الثورة الصناعيّة والتطور التكنولوجي والعلميّ في تطوّر وسائل النقل والمواصلات بشكلٍ كبير، فأصبحت الوسائل أكثر سهولةً وتوفيرا للوقت، وأقل تكلفة بحسب موارد الطاقة المتاحة. وأضاف قائلا: على الرغم من الفوائد الكبيرة لوسائل النقل التقليدية؛ إلّا أن لها العديد من السلبيّات مثل ازدياد معدلات التلوث في العديد من مناطق العالم؛ فوسائل النقل بشكلها الحالي تعتمد بشكلٍ كبير على المشتقات النفطية التي يؤدي استعمالها إلى انبعاث بعض الغازات السامة، والضارة، واستجابة لهذا التحدي فإن عدة دول بالعالم وضعت سياسات تحد من استخدام السيارات التقليدية التي تعمل بالوقود الاحفوري وتستبدلها بالسيارات الكهربائية. فعلى سبيل المثال أقرت مملكة النرويج بوقف بيع السيارات التي تعمل بوقود النفط مع حلول عام 2025 واستبدالها بالسيارات الكهربائية الصديقة للبيئة. وتمثل السيارات الكهربائية في الوقت الحاضر نسبة 40% من مجمل عدد السيارات بمملكة النرويج. كما أقرت كل من فرنسا والمملكة المتحدة نفس السياسة لتصبح نافذة بحلول عام 2040 واتبعت الهند السياسة ذاتها مع حلول عام 2030.

وأضاف الهنائي:” المصدر الرئيسي للغازات الدفيئة هو حرق الوقود الاحفوري في قطاعي الكهرباء والنقل. وكما نعلم جميعا فإن السلطنة صادقت على عدة اتفاقيات بشأن تغير المناخ وتحديد نسبة الانبعاثات الضارة بطبقة الأوزون، مثل اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ وبروتوكول كيوتو الملحق بها، واتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون وبروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون وتعديلاته بموجب مراسيم سلطانية سامية، بالإضافة إلى توقيع السلطنة أبريل العام الماضي على اتفاق باريس بشأن تغير المناخ، وذلك بهدف الحد من مخاطر ظاهرة الاحتباس الحراري والتأثيرات السلبية للتغيرات المناخية.

الطاقة المتجددة

وقال: تعتبر مصادر الطاقة المتجددة أحد الحلول الملائمة لمواجهة الطلب على الطاقة بشتى استخداماتها والحد من الآثار السلبية على البيئة. والطاقة المتجددة هي عبارة مصادر طبيعية دائمة وغير ناضبة ومتوفرة في الطبيعة سواء أكانت محدودة أو غير محدودة ولكنها متجددة باستمرار، وهي نظيفة لا ينتج عن استخدامها تلوث بيئي ومن أهم هذه المصادر الطاقة الشمسية التي تعتبر في الأصل هي الطاقة الرئيسية في تكوّن مصادر الطاقة المختلفة.

وأضاف: ولا تزال معضلة التوفيق بين وفرة المصادر في مقابل ارتفاع التكلفة محور التحديات أمام التوسع في استخدامات الطاقة المتجددة في المنطقة، ويضاف إلى ذلك محدودية التطوير والبحث العلمي لمواجهة التحديات التقنية والاستخدام الأمثل لمصادر الطاقة المتجددة، ولكن من جانب آخر لا ينفي ذلك حقيقة خلفتها الأزمات البيئية والارتفاعات المتتالية في الطلب على الطاقة وتذبذب أسعار الوقود الاحفوري، تتمثل تلك الحقيقة في أن الطاقة المتجددة هي المستقبل وهي البديل لمختلف القطاعات.

تأسيس مركز

أيضا تطرق الدكتور الهنائي إلى أهمية تأسيس مركز أبحاث الطاقة المستدامة في الجامعة كاستجابة للتحديات التي تواجهها السلطنة الآن وفي المستقبل على حد سواء في مجالات الطاقة بسبب انخفاض الموارد التقليدية للوقود الأحفوري وازدياد كلفة الإنتاج المتعلقة بمشاريع تعزيز إنتاج النفط والغاز في حين لا يزال عدد السكان في البلاد في نمو متزايد، وأيضا ازدياد المشاريع الصناعية والتجارية والسياحية التي تحتاج الى المزيد من الطاقة واستهلاك الوقود، ولهذا يجب تنويع مصادر الطاقة في البلد من خلال التوسع في استخدام مصادر بديلة مثل الطاقة المتجددة والحد من نسبة الانبعاثات الضارة المصاحبة لحرق الوقود الاحفوري والعوامل المؤثرة سلبا على تغير المناخ.

وأما عن تدشين هذه المحطة قال: لقد جاءت فكرة إنشاء محطة شحن السيارات الكهربائية بالجامعة لتكون أول محطة شحن تعمل بالطاقة الشمسية نتيجة تعاون بين الجامعة ممثلة بمركز أبحاث الطاقة المستدامة وكلية الهندسة من جانب والقطاع الخاص من جانب آخر ليُثري الجانبَ البيئيَّ لمستقبل وسائل النقل الحديثة بالسلطنة وتحديدا للسيارات الكهربائية.

الطاولة المستديرة

والجدير بالذكر أن “ريادة” تنظم اليوم حلقة عمل بعنوان “الطاولة المستديرة” والتي تناقش مستقبل السيارات الكهربائية في السلطنة، وذلك تحت رعاية سعادة نجيب بن علي الرواس وكيل وزارة البيئة والشؤون المناخية، وذلك بفندق إنتركونتننتال مسقط، الساعة 9 صباحا.

كما تنظم “ريادة” في نفس اليوم حفل افتتاح أول محطة شحن السيارات الكهربائية، تحت رعاية سعادة الدكتور حمود بن خلفان الحارثي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج، وذلك بفندق إنتركونتننتال مسقط، الساعة 11 صباحا. ويأتي تنظيم حلقة العمل وحفل افتتاح المحطة بالتعاون مع المنظمة العالمية “غوبال إفرت” (EVRT)، والتي ستشكل بعدا هاما في مجال التنويع الاقتصادي للسلطنة، وفقا لرؤية البرنامج الوطني لتعزيز التنويع الاقتصادي “تنفيذ”، في أعقاب النجاح الذي حققته رحلة السيارات الكهربائية بدولة الإمارات العربية المتحدة العام المنصرم؛ لتخوض رحلة سيارات كهربائية جديدة على مسافة 1217 كيلومترا عبر دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، تستمر لمدة تسعة أيام من دون استخدام الوقود نهائيا.

وتهدف حلقة العمل الى نشر التوعية حول المركبات الكهربائية وفوائدها إلى السلطنة، وتعتبر فرصة للتعرف على كل ما يتعلق بصناعة السيارات الكهربائية والمدن الذكية وتطوير التنقل الذكي والمستدام في السلطنة والشرق الأوسط من خلال تجربة قيادتها، والمشاركة في حلقة العمل ولقاء الشركات العارضة لهذه التقنيات الحديثة والمبتكرة، بالإضافة إلى التعريف بالشركات المصنعة للسيارات الكهربائية، وأيضا تجربة سياقة السيارات الذكية.