1228258
1228258
الرياضية

لهذه الأسباب أخفق المنتخب الأولمبي في النهائيات الآسيوية.. !!

21 يناير 2018
21 يناير 2018

المدربون الوطنيون يسيلون الحبر -

تحقيق: فيصل السعيدي -

لم تكن نتائج المنتخب الأولمبي في مشاركته الآسيوية ببطولة كأس أمم آسيا للمنتخبات الأولمبية تحت 23 عاما بالصين على قدر الطموحات والتطلعات فودع المنافسات مبكرا من الدور الأول وخرج يجر أذيال الخيبة بصفر من النقاط والأهداف هذا وعاش الوسط الرياضي في السلطنة على وقع مرارة الصدمة فالمنتخب الأولمبي خالف كل التوقعات والآمال المعقودة عليه قبيل توجهه إلى الصين ولكن النتائج جاءت عكسية ومخيبة للآمال بعثت على الإحباط والحسرة وإذا كان المنتخب الأول قد لبى الطموحات واستطاع أن يقفز فوق سقف الواقع في أعقاب تتويجه بلقب خليجي 23 بالكويت فإن المنتخب الأولمبي أظهر عجزا في تحقيق إنجاز مماثل، وفي التحقيق التالي نستعرض آراء عدد من المدربين الوطنيين في طرح يشخصون من خلاله أسباب الإخفاق والخروج الحزين من البطولة القارية.

سليمان خايف: المنتخب افتقد لخطط الإعداد الواضحة

عزا سليمان خايف إخفاق المنتخب الأولمبي في البطولة القارية إلى نوعية الإعداد وفي هذا الصدد ذكر قائلا: في رأيي أن المنتخب الأولمبي افتقد إلى خطط الإعداد الواضحة ولا أنكر أن مجلس إدارة الاتحاد أجاز عدة معسكرات تحضيرية سواء كانت داخلية أو خارجية قبل الدخول في خضم المشاركة الآسيوية ولكن أرى أن الخلل كان يكمن في نوعية العمل أثناء إقامة هذه المعسكرات بكل ما تخللها من مباريات ودية تجريبية فأنا مؤمن إيمانا داخليا عميقا بأن العمل لا يمكن أن ينجح بالكم إنما بالكيف فما الجدوى من أن تقيم أكثر من 13 معسكرا تدريبيا وفي المقابل تكون الاستفادة عقيمة وناتج الإعداد هشا؟ فعندها تذهب خطط الإعداد أدراج الرياح وتصبح لا قيمة لها بالمرة. وتابع قائلا: قد يكون هناك سبب آخر أدى إلى الإخفاق مرده الجهاز الفني الذي لربما لم يطلع على المنتخبات المنافسة في المجموعة وبالتالي حدث ما لم تحمد عقباه. وأضاف: في الحقيقة هناك أسباب فنية نتج عنها الإخفاق كارتكاب الأخطاء الدفاعية في الخط الخلفي وعدم الربط ما بين خطي الوسط والهجوم وبالطبع أحمل الجهاز الفني بقيادة المدرب حمد العزاني مسؤولية الوقوع في هذه الأخطاء لأنها كلفتنا الخروج المبكر من البطولة. واستطرد: في اعتقادي أيضا أن المنتخب الأولمبي خلال برامج الإعداد التي خضع لها مسبقا افتقد عدم الممارسة وأنا هنا أقصد أن المنتخب افتقد كليا لطبيعة المباريات التنافسية أي لعب المباريات الودية ذات الطابع القوي والمستوى الكبير من الندية وبالتالي فإن اللاعبين لا يملكون الخبرات الكافية لأنهم لم يحتكوا بمنتخبات قوية أثناء فترة الإعداد ما أثر على جاهزيتهم ولذلك نطالب بتجويد نوعية المباريات بهدف تحسين مستويات اللاعبين وفي اعتقادي أن اختيار المباريات الودية يجب أن يكون وفق أسس واعتبارات صحيحة بحيث تقاس طبقا لمستوى المنتخبات الواقعة في مجموعة منتخبنا خلال أي استحقاق.

مبارك سلطان: الإخفاق مشترك ولا يمكن أن نلقي اللوم على طرف واحد 

أرجع مبارك سلطان إخفاق المنتخب الأولمبي إلى عدم تفريغ اللاعبين من جهات عملهم فعلق قائلا في هذا الصدد: أرى أن مسؤولية الإخفاق مشتركة ولا يمكن أن نلقي اللوم على طرف دون الآخر فالجميع مشترك في تحمل مسؤولية الخروج المبكر والحزين من الدور الأول لمنافسات بطولة كأس آسيا للمنتخبات الأولمبية ولكن في اعتقادي أن المعضلة الحقيقية تكمن في عدم تفريغ اللاعبين من جهات عملهم ما يؤثر سلبا في إرباك خطط واستراتيجيات إعداد المنتخب في كافة المحافل والمشاركات الخارجية وهنا لا بد أن يسجل القائمون على المنتخب وقفة جادة وصريحة إزاء هذا الأمر المقلق الذي بات يشكل هاجسا مريعا وصداعا مزمنا في رأس اللاعبين على وجه الخصوص على اعتبار أنهم الطرف المتضرر والمعني بشكل مباشر بهذه القضية. وأضاف قائلا: عدم التفريغ له آثار سلبية جسيمة وعواقب وخيمة فعند المشاركات الخارجية تسقط في أول مطب لأنك حينها تواجه لاعبين محترفين ومفرغين بشكل كامل مع منتخباتهم التي تطبق كل جوانب الاحتراف بجميع حيثياته وفي المقابل نجد منتخبنا يتضرر ويقع في المحظور لأن التأثير السلبي يكون واقعا عليه سواء من النواحي الفنية أو من النواحي البدنية لذا وجب تدخل المسؤولين في الرياضة لدينا لإيجاد حل لهذه المشكلة الشائكة التي كنا وما زلنا نعاني منها وتنعكس سلبا على نتائجنا في البطولات الخارجية. واختتم حديثه قائلا: المنتخب الأولمبي لم يحقق الأهداف المرسومة التي توقعها الوسط الرياضي ولكن الأمر يتعلق أيضا بالخلل في المنظومة الرياضية لدينا ومدى انضباطية ومتابعة الجهاز الفني للاعبين أثناء أدائهم للمباريات في الدوري وانعدام التواصل ما بين الإداريين والفنيين واللاعبين في المنتخب فلا توجد اجتماعات تناقش وضع لاعب معين وتقيّم سلوكه وإنتاجه الفني والبدني في المنتخب.

صومـــار: غــابت الروح والتكــتيك وأســلوب اللعـــب

بدوره قال إبراهيم صومار: لا نريد أن نقسو على المدرب الوطني القدير حمد العزاني فهو يعد من الكفاءات التدريبية الجيدة ولكن ما شاهدناه في الصين يحزننا جميعا حيث غابت الروح وانطفأ الحماس ولم يكن هناك تكتيك وأسلوب لعب واضح إذ أن الخطوط كانت متباعدة وغير مترابطة واستراتيجية اللعب كانت عشوائية والتحضير النفسي لم يكن جيدا ولم نلحظ زيادة عددية هجومية وحسب رأيي أن الجهازين الفني والإداري بالمنتخب الأولمبي يتحملان مسؤولية الإخفاق حيث لم يكيفا المنتخب على عامل اختلاف الجو في الصين كما أنهم لم يعدوه فنيا وبدنيا بالشكل المأمول على الرغم من علمهم المسبق بصعوبة المباريات في نظام البطولات المجمعة والأمر والأدهى من ذلك أن التهيئة النفسية لم تكن إيجابية كما أن عملية توظيف اللاعبين لم تواز إمكانياتهم الفردية المأمولة.

إبراهيم البلوشي: من المسؤول عن الإخفاق رغم توفر عوامل النجاح؟

من جهته قال إبراهيم البلوشي: بلا أدنى شك وبعد فوز المنتخب الأول بخليجي 23 وبعد أن احتفل الشارع الرياضي والمجتمع العماني بكل أطيافه بهذا الإنجاز اتجهت كل الأنظار صوب منتخب المستقبل (المنتخب الأولمبي) وهو يخوض منافسات بطولة كأس أمم آسيا للمنتخبات الأولمبية دون 23 عاما المقامة في الصين وانصدم الجميع بأداء ونتائج المنتخب الذي خرج خالي الوفاض متلقيا ثلاث خسائر حطمت كل الآمال المعقودة عليه والسؤال الذي يطرح نفسه من المسؤول عن هذا الخروج رغم أنه أتيحت وتوفرت عوامل النجاح للمنتخب من معسكرات ومباريات ودية استعدادا لهذه البطولة؟ فالنتائج جاءت عكسية حيث إننا في اللقاء الأول خسرنا أمام الصين بثلاثية وبأخطاء دفاعية بدائية وكان المنتخب تائها لا حول له ولا قوة فكانت الخسارة وفي اللقاء الثاني أمام قطر كنا نتوقع ردة فعل قوية بعد الخسارة من الصين في اللقاء الأول وإن تحسن الأداء نوعا ما إلا أنه جاءت الخسارة الثانية وبقي الأمل الأخير أمام أوزبكستان أيضا خسرنا بهدف وخرجنا من البطولة، وأضاف: في حقيقة الأمر ومن وجهة نظر متواضعة رغم الخسائر هناك بعض المكتسبات يجب المحافظة عليها للمستقبل وعكس ذلك هناك أسماء لا تستحق التواجد بالمنتخب لأن هناك أسماء أفضل منها لم تستدع للمنتخب ورسالتي للاتحاد إعادة النظر في الأجهزة الفنية للمراحل السنية والتغيير سنة الحياة.

سعيد فرج: ضعف التهيئة النفسية للمباريات والقصور في الأداء الفني

من جانبه عزا سعيد فرج إخفاق المنتخب الأولمبي إلى ضعف التهيئة النفسية للمباريات وقال في هذا الجانب: ما زلنا نتجرع غصة ومرارة الإخفاق حيث لم نكن نتوقع الوقوع في شرك النتائج السلبية ولكن من وجهة نظري أن هناك عدة عوامل أدت إلى الإخفاق أبرزها ضعف التهيئة النفسية للمباريات والقصور في الأداء الفني وعدم التوظيف الجيد للاعبين داخل الملعب حيث لم نشاهد البعض يلعب في مركزه الطبيعي ما أثر على شكل الأداء فلم يكن التوظيف بالمستوى الذي يعكس القدرات الحقيقية للاعبين وبالتالي غاب الانسجام والتجانس فيما بينهم داخل المستطيل الأخضر وتباعدت الخطوط بشكل واضح وما حدث يعتبر نكسة فعلية. وأضاف: المشكلة ليست إدارية وإنما فنية بحتة والحالة الفنية يتحملها الجهاز الفني لأنه توفرت له كل سبل النجاح فالمنتخب الأولمبي يحظى بأبرز العناصر في الدوري على الإطلاق ومع ذلك شاهدنا استحواذا سلبيا وفرصا قليلة خلال مشاركتهم في المعترك القاري.

سالم سلطان: المستوى شحيح والمشاركة متواضعة

تحفظ سالم سلطان على استبعاد بعض العناصر من تشكيلة المنتخب الأولمبي خلال المشاركة الآسيوية في الصين وقال في هذا الشأن: لا أدري سر استبعاد العزاني لعدد من العناصر المجيدة التي كان من الممكن أن تحدث الفارق في البطولة القارية فأسماء لامعة ورنانة مثل حسن العجمي وعمران الفارسي خرجت من حسابات المدرب بدون مبرر مع أنها تعد من خيرة العناصر في الدوري التي تملك القدرة على إعطاء الإضافة. وتعقيبا على المستوى الذي أظهره المنتخب في الصين قال سالم سلطان: المستوى كان شحيحا والمشاركة كانت خجولة ومتواضعة بشكل عام فلم نشاهد مستويات مقنعة من اللاعبين وهذا لربما راجع إلى تخبط الجهاز الفني الذي لم يهيئ المنتخب لتحقيق نتائج إيجابية وبالتالي كانت العاقبة الخروج وبشكل غير لائق أو مقبول عطفا على كثرة المعسكرات التحضيرية والمباريات الودية التي وفرت للمنتخب قبل التوجه إلى الصين. وأضاف: نتائج سلبية وأداء باهت والخروج بصفر من النقاط والأهداف هذه محصلة مشاركتنا الآسيوية في الصين على الرغم من الدعم والاهتمام الكبير اللذين حظي بهما المنتخب الأولمبي والاستقرار الذي ينعم به الجهازان الفني والإداري بالمنتخب، وفي الواقع كان هذا أفضل جيل نعول عليه حتى يكون رافدا للمنتخب الأول ولكن مع الأسف الشديد خيب الآمال ورجع بخفي حنين. وأردف قائلا: مسؤولية الإخفاق يتحملها في المقام الأول الجهاز الفني بقيادة حمد العزاني إذ إنه توفرت له الأدوات والتوليفة الجيدة ولكن الناتج كان مخيبا للآمال خصوصا خط الدفاع الذي كان الأسوأ وإجمالا فإن الإخفاق كان كبيرا ووقع الصدمة أليما على الوسط الرياضي والجماهير ما يتوجب أن تكون هناك محاسبة وتقييم ومراجعة لملف المشاركة بهدف إعادة النظر وتصحيح المسار حرصا على الصالح العام.

جمال بخــش: الإخــــفاق راجع إلى خـــلل في المنظومة

تطرق جمال بخش إلى إخفاق المنتخب الأولمبي في البطولة الآسيوية حيث قال: اتحاد الكرة لم يقصر مع المنتخب الأولمبي في عملية التأهيل من خلال عمل معسكرات ولكن الإخفاق الذي حدث راجع إلى خلل في المنظومة فالمتعارف عليه في أغلب دول العالم أن الأولمبي تحت مظلة الفريق الأول والأفكار تكون متشابهة ما بين الأول والأولمبي ولكن الواقع الكروي في المنتخبات لدينا يقول: إن السياسة مختلفة تماما في التدريب ولا توجد توأمة ما بين الفريق الأول والأولمبي ما يؤدي إلى اختلاف في تلقين اللاعبين طرق وأساليب اللعب. وتابع قائلا: لا يوجد تنسيق فالكل يتبع سياسة مختلفة وأفكار متناقضة وعلى الرغم من ان حمد العزاني توفرت لديه أفضل الخامات والعناصر إلا أنه فشل في المهمة الآسيوية ولا يوجد عذر يشفع له في عدم تحقيق نتائج إيجابية على ضوء الإمكانيات الكبيرة الموفرة له والطاقم الكبير المساعد وفترة الإعداد الكافية والمعسكرات والمباريات الودية فكل سبل النجاح كانت متاحة ولكن للأسف ودع صفر اليدين. واستطرد: عندما تنعدم الإنتاجية فإن التنحي يكون أفضل ووقتها ستعكف اللجنة الفنية في اتحاد الكرة على اختيار البديل ولكن ما هو واضح للعيان أن آلية العمل في المنتخبات غير صحيحة والجهاز الفني يتحمل المسؤولية في المرتبة الأولى نظرا للمردود غير المقنع. وأضاف: نرجو مستقبلا أن يوحدوا العمل بين المنتخبات بحيث يكون الأولمبي تحت مظلة مدرب المنتخب الأول حتى يواكب اللاعب نفس الأفكار ومنهجية العمل مع ضرورة إعطاء الفرصة لمدرب آخر فالجهاز الفني الحالي أخذ فرصته الكافية وحمد العزاني لم يعد رجل المرحلة المناسب ومن المفترض أن يفسح المجال لغيره.

الشحري: هشاشة المنظومة الدفاعية نظرا للتباطؤ في التغطية

اعتبر أحمد الشحري أن إخفاق المنتخب الأولمبي في مشاركته الآسيوية بالصين راجع إلى عدة عوامل سلبية من بينها هشاشة المنظومة الدفاعية نظرا للتباطؤ في التغطية والتمركز كما أن هناك أسبابا أخرى كعدم الاهتمام بالفئات السنية وبالتالي يؤثر على مخرجات المنتخب الأولمبي وعلى مستواه في المحافل الخارجية وقال الشحري في هذا الإطار: المشكلة التي تواجه العزاني هي الدوري الضعيف لمثل هذه الفئات السنية لأنها لا تساعد اللاعب على التطور، فدوري المراحل السنية لدينا مهمل وطي النسيان ولا يحظى بالاهتمام منذ فترة طويلة. واسترسل: كذلك لا توجد لدينا مواهب كروية يمكننا الاعتماد عليها فاللاعب السوبر الذي يصنع الفارق ويغير مجرى المباراة غير متوفر لذلك فإن المواهب تقلصت وباتت معدودة بأصابع اليد وبالنسبة لي أعذر المدرب لأنه لا يمتلك الخامات الصحيحة التي يمكن أن تحدث الفارق وتطبق أسلوبه وتكتيكه ومتى ما توفر اللاعب المهاري صاحب الحلول الفردية فإن الأمور ستتحسن للأفضل وستجري على أحسن ما يرام.